بويعلاوي عبد الرحمان
الحوار المتمدن-العدد: 6747 - 2020 / 11 / 29 - 02:02
المحور:
الادب والفن
لَمّا أَخَذَتِ الشَّمْسُ ، تَميلُ بِبُطْءٍ ، نَحْوَ الْغُروبِ ، اِلْتَفَتَتَتْ وَرْدَةٌ بَيْضاءُ ، إِلى
الْبَراعِمِ ، الَّتي تَتَراقَصُ فَرَحاً ، مَعَ نَسيمِ الْمَساءِ ، ذاتَ الْيَمينِ وَذاتَ الشِّمالِ
فَخاطَبَتْها قائِلَةً : لا تَرْقُصي ، وَلا تَفْرَحي يابَراعِمُ كَثيراً ، فَغَداً مَعَ شُروقِ
الشَّمْسِ ، حينَما تَتَفَتَّحُ بَتْلاتُكِ ، يَقْدَمُ الْبُسْتانِيُّ ذو الشَّارِبِ الْأَسْوَدِ الطَّويلِ
الَّذي يُشْبِهُ قَرْنا ثَوْرٍ إِفْريقِيٍّ ، حامِلاً مِقَصّاً وَسَلَّةً ، يَقُصُّ سيقانَكِ الرَّفيعةَ
وَيَبيعُكِ في سوقِ الْأَزْهارِ ، يَشْتَريكِ الْأَغْنِياءُ ، لِكَيْ يَضَعوكِ في مِزْهَرِيَّةٍ
تُزَيِّنُ أَبْهاءَ مَنازِلِهِمْ الْفاخِرَةِ ، أَوْ يَضَعوكِ عَلى قُبورِ مَوْتاهُمْ ،...............
رَدَّ بُرْعُمٌ عَلى الْوَرْدَةِ البَيْضاءِ ، قائِلاً : يالِلْأَسَفِ ، لكِنْ لا ضَيْرَ يا أُخْتاهُ
فَقَطْ أَتَمَنّى أَنْ أَكونَ وَرْدَةً ، تُقَدَّمُ لِمُعْتَقَلٍ يُغادِرُ سِجْناً ، أَوْ وَرْدَةً تُوضَعُ عَلى
قَبْرِ شَهيدٍ .
#بويعلاوي_عبد_الرحمان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟