فاروق جواد رضا
الحوار المتمدن-العدد: 6745 - 2020 / 11 / 27 - 05:06
المحور:
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
"أنها أمسية ساحرة. الريح تهب باطراد طوال اليوم لكنها هدأت بحلول الظلام فلا ضجة في الهواء. يبدو أن العالم نام بسرعة. انا لا استطيع النوم ومن الصعب النوم مع معرفة انني سأموت فجر الغد . منذ أن تم اعتقالي من وقت طويل ، وأنا أريد أن أكتب إليكم. لم أكن متأكدا مما سأقوله. كنت مرتبكا وخائفا. لم أكن متأكدا ان كنت ستتعاطف مع نشاطاتي وافكاري ، الأفكار التي يمكن فقط ان تثبت انها صالحة عندما تكون حياتنا في أمس الحاجة إليها. لم أكن متأكدا أن الحياة الأكاديمية التي عشتها انت في أمريكا من شأنها أن تجعلك ترى بموضوعية عدالة وصحة قضيتنا. الليلة مع علمي أن غدا سيكون الفجرالمقبل هو ليلتي الابدية قررت ان أكتب إليكم عن الأفكار والآراء التي تعج في ذهني الآن لقد اخذت موجة من الرعب البلاد والالاف من الناس يجري اعتقالهم ويتعرضون للتعذيب ويتم واعدامهم ،. أنا لست الوحيد الذي سأموت غدا هناك عشرة آخرين معي . انهم يستطيعون سلبي حياتي، لكنهم لا يستطيعون تغيير أفكاري، لأنها لأجل البشرية جمعاء. أنا حر لأنني أعرف الحقيقة، ولا السجن ولا الإعدام يمكن أن يسلبا هذه الحرية مني. غداً عند الفجرسأموت. نعم يستطيعون إنهاء حياتي ومنعي من فضحهم وقتالهم، ولكن مع موتي، هناك آلاف غيري سوف يقفون بوجههم.نحن الأكثرية، وهم الأقلية. إنني لست آسف للموت. في الواقع، إذا منحت فرصة الحياة مرة أخرى فإنني سوف أتبع نفس المسار".
ملاحظة:-
عام 1949 أعدم قادة الحزب الشيوعي العراقي فهد ورفاقه الأبطال ...
بعد شهرين أعدم الرفيق الشهيد ساسون شلومو دلال وهو في عمر لا يتجاوز العشرين إلاّ بقليل حيث تولى قيادة الحزب في الفترة بين تشرين الأول 1948 وحتى نيسان عام 1949 بعد اعتقال قادة الحزب.
#فاروق_جواد_رضا (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟