حازم العظمة
الحوار المتمدن-العدد: 1612 - 2006 / 7 / 15 - 10:33
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
العصر الحجري كان أرقى ، أرقى من الهمجية الأمريكية ، أرقى مما تقدمه للعالم ، و ما تقترحه للعالم ، عصابة بوش و حلفائها الإسرائيليون من سلالة داوود - على الأقل هذا ما يعلنونه و ما يتفاخرون به - ...
عودوا إلى العصر الحجري back to stone age هذه هي الرسالة-صيحة الحرب التي تحملهاالطائرات الأمريكية الإسرائيلية إلى لبنان و إلى العراق
الرسالة الهمجية هذه نفسها حملتها الطائرات الأمريكية قبل هذا إلى فييتنام : عودوا إلى العصر الحجري
لكن الفيتناميين رغماً عن أنف الهمج الأمريكان تقدموا إلى العصر الإنساني ..هزموهم و أعادوهم من حيث أتوا – من عصور الهمجية ، و العصور الداوودية ...
حضارة لبنان و تقدم لبنان و تعددية لبنان و ديموقراطيته اليافعة تؤلم الإسرائيليين
يريدون خصوماً موهومين يصنعونهم على هواهم مثل الزرقاوي ، خصوماً متخلفين و متعصبين – مثلهم- ، يؤلمهم أن في لبنان ثقافة و حضارة
، صورة اللبناني المتحضر المدني لا تنسجم مع " الرؤى الداوودية " ، يؤلمهم أن لبنان هو البلد العربي الذي هزمهم ، في حصار بيروت ، و طرد جيوشهم من الجنوب
يؤلمهم أن لبنان نهض من الحرب الأهلية معافى و أنه ينمو و يتقدم ، تلك الحرب التي هم صنعوها و هم غذوها – مع آخرين- ، الحرب التي هم صمموها و خططوا لها ليتقسم لبنان في دول طائفية دينية ، ليصبح مثلهم
في "الرؤى الداوودية " ليس ثمة من خصوم علمانيين أو متمدنين ، هناك لا شيء سوى شعب داوود في جهة و الـ" غوييم" في الجهة الثانية ثمة " يهود " و " كفار " ، " فسطاط حق و فسطاط باطل ".. تماماً كما لدى " خصومهم " المزعومين – أشباههم و حلفائهم في الواقع :
اللادنيون و الزرقاويون
الصورة التي يصنعونها للعرب لا يناسبها شعب متقدم و متمدن يريدون أن يقدموا للإسرائيليين – و للعالم- الصورة النمطية التي يصنعونها هم للعربي : متخلف ، ضارب النساء ، يمنع تعليم البنات ، قاتل ، جبان ، متعصب ، متدين ، إنتحاري
يؤلمهم أن اللبنانيين – رغم كل شيء- ينتصرون للحق الفلسطيني
يؤلمهم أن في لبنان حرية صحافة و حرية رأي و حضارة ، يؤلمهم أن في لبنان ديموقراطية
يؤلمهم أن في لبنان نساء " سافرات" ، و أن ليس ثمة من أميين في لبنان ، و أن ثمة نوادي ليلية و مستحمين – و مستحمات على الشاطىء ، و ثمة بارات و صبايا يتمشين في المساءات صحبة عشاقهن ، و أن ثمة سهر و غناء و رقص و أولاد يلعبون ... و حرية و حياة ...
الولايات المتحدة التي أنهكتنا و أنهكت العالم بإدعاء نشر الديموقراطية و نشر الليبرالية ها هي بالتواطؤ و بالتحالف مع ربيببتها إسرائيل تقصف و تدمر في حقد لا شبيه له البلد الديموقراطي الوحيد في " الشرق الأوسط .. الكبير " ...
أيضاً لا ينسجم مع الرؤى التوراتية لـ " بوش" ...
#حازم_العظمة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟