حميد حبيب المالكي
الحوار المتمدن-العدد: 6741 - 2020 / 11 / 23 - 04:09
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الأزمات تكشف قدرات وإمكانيات المؤسسات والمنظومات الفكرية والعملية، تُبرز قوتها أو ضعفها، كفائتها أو إعاقتها، من ثم تُعزز مكانة المؤسسات والمنظومات الكفوءة، أو تؤدي لتراجع أو انهيار الفاشلة.
أي أزمة يواجهها نظام حكم أو وزارة أو شركة أو مصنع أو جهة أمنية أو تعليمة، منظومة فكرية أو تنفيذية يصح عليها هذا.
أزمة كورونا ستترك أثراً على النظام الدولي، أثراً سياسياً وأقتصادياً، وهذا إما أن يكون تعديلاً على منظومته وألياته وطريقة عمله، أو تغيير النظام كله، كثير من ذوي الاختصاص يتوقعون سقوط وتغيير، لكن برأيي الاحتمال الأول أقرب للواقع والسبب هو عدم وجود تصور حقيقي لنظام بديل.
وما ينطبق على النظام الدولي سياسياً ينطبق عليه اقتصادياً.
وأزمة انخفاض أسعار النفط -تهاويه- المتكرر، ستترك أثراً على صناعة النفط وعلى ممالك النفط، وعلى العروش الطافية على برك النفط، فقد تتراجع قيمته الستراتيجية والسوقية ولا تستعيد مكانتها، كما يُحتمل أن يُغيّر أرباب الصناعة والتجارة النفطية مجال عملهم لصناعات أخرى كما سبق وحصل بصناعات وتجارات سابقة بحثاً عن سلعة مستقرة وذات مردود أفضل، لكن بعض العروش النفطية دخلت منطقة الخطر، بعدما أدارت الموضوع بطريقة غير كفوءة.
أما نظام الحكم في العراق وبعد كل هذه الأزمات السياسية والاقتصادية والأمنية والاجتماعية، والفشل الذريع في التعامل معها جميعاً، فإن زواله مُتوقع ومحتمل جداً، واستمراريته الى الآن ليست لكفائته او مقدرته الذاتية، وإنما لعامل دولي يتمثل بدفع بعض الدول المتنفذة باستمرار هذا النظام الذي يخدم مصالحها، وعامل داخلي يتمثل بغياب الوعي المجتمعي والتخندقات الحزبية والطائفية والمصالح الخاصة.
#حميد_حبيب_المالكي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟