الإستئثار بالمنفعة

حميد حبيب المالكي

الحوار المتمدن-العدد: 6741 - 2020 / 11 / 23 - 09:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

درس الانثروبولوجيون المجتمعات البدائية لفهمها ومن ثم فهم أساس المجتمعات المُعقدة المعاصرة، واختاروا أكثر المجتمعات عزلة عن باقي العالم كالجماعات التي تعيش وسط غابات الأمازون وجزر المحيط الهاديء القصية. تشترك هذه المجتمعات البدائية بأنها بعيدة عن الحضارة وعن الاختراعات الحديثة وظلت معزولة لآلاف السنين عن باقي المجتمعات، وهي تعبد الأصنام والحيوانات والظواهر الطبيعية وأساليب حياتها بدائية جداً وتمارس السحر والشعوذة، حتى إن بعضها تكون العلاقات الزوجية والأطفال المواليد فيها مُشاعاً، فطريقة تفكيرها وتعاملها تقوم على مجموعة قواعد بسيطة جداً.
لكن العلماء وجدوا أن هذه المجتمعات تمتلك نظاماً لتوزيع المنافع والخيرات والانتاج، كان له دوراً أساسياً في استمرار هذه المجتمعات، يصطادون الحيوانات والاسماك ويجمعون الثمار والجذور والجلود ويستخرجون المعادن، ويقسمونها بين المجموعة بالتساوي دون فرق بين زعيم أو فرد بسيط بالمجموعة ويدّخرون الفائض عن الحاجة لأوقات الشدّة. يتقاسمون الطعام والملبس ومايصنعونه، وهذا النظام العادل بالتوزيع والذي يجعل المُتمكّن يُعين غير المُتمكّن وينتفع الجميع بما تنتجه الجماعة، أتاح لهم الاستمرار والنجاة بظروف قاسية أجيال من بعد أجيال.
في حين أن البعض ممن يعدّون أنفسهم أبناء الحضارة والتقدّم والتمدّن، أبناء الدين والعقيدة والأخلاق، سليلو الأنساب العريقة، عندما وصل الحكم لأيديهم، أستأثروا بكل شيء، بالخيرات والمنتجات والمنافع العامة والخاصة مما لم يبذلوا جهداً به ولم يكن لهم أي دور بإنتاجه، وحازوها لأنفسهم فقط ونهبوا واغتصبوا الحقوق بالباطل وبالقوة وبالغش، وتركوا الشعب يتضور جوعاً ويقاسي الظلم والحرمان.

#حميد_حبيب_المالكي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات