عبد القادر البصري
الحوار المتمدن-العدد: 6741 - 2020 / 11 / 23 - 02:40
المحور:
الادب والفن
ساهماً ،..
يغمسُ يدهُ في النهرِ
وينسى أصابعَهُ في نسيج المياه
ليبتكرَ أحلاماً ،
تقتصرُ على من أحبهم
في أولِ العشقِ
وهم يهمونَ لملامسةِ معصيةِ
الحكمةِ ،..
وإيقاظ ِ القمرِ المراهقِ النائمِ
على السطوحِ القديمةِ
وهو يسكبُ فضتَهُ
على الأغطيةِ
وكوزِ الماءِ
وبقايا الشغفِ
في فراشِ الأمسِ
هاهو الحلمُ يكبرُ
في الطفولةِ
ويصغرُ الآن ...
حين أحجارُ البيتِ العتيقةُ المتداعيةُ
تعانقُ بعضها
والخرسُ يعلو عيونَ الشبابيكِ الشائخةِ
وهاهو الآن يدفعُ عربةَ الليلِ
الى الزاويةِ التي تعودَ ملؤها ..
بأوراقِ المحبةِ والأشعارِ المشاكسةِ
الزاويةُ ذاتها ،
حيث يحاولُ مصاحبة َ
عصافيرَ السدرةِ
والأفعى الماكرةِ
إذ تنسابُ بين داليةِ العنبِ
والتينةِ بثمراتها الحمرِ المتساقطةِ !
في أحلامهِ المنتهيةِ بالبكاء ..
حين يكتشفُ جنونَ عالمِهِ
ويرى الحياةَ المتسربُ وقتُها
كساعةِ الرملِ..
والطفلُ بينَ يديه ،
حيثُ لايحتملُ صراخَ الولادةِ
وألمَ الحياةِ ،
و الضياعَ في الكون ِالغامضِ
حينما لايكشفُ السحرُ
سوى كذبةَ الساحرِ
اما الشاعرُ فهو طفلُ هذا الكونِ
الفَرِحُ بغموضِهِ..
الباحثُ في اللغزِ
الساكنُ في السؤال ..
أما قصيدتُهُ المخضبةُ بحناءِ الأحلام
فلاتستقرُ على موضع ٍ
وهي تثيرُ شغب البراكين
البراكينُ التي تتقيأ جحيماً
وغبارَ موتٍ مؤجج ٍ ..
وحسدَ الساحرِ إذ يقول :
كيف لك السفرُ
في منصهرِ الكلمات
أيها الشاعرْ..؟!
20/8/2020
#عبد_القادر_البصري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟