|
المشهد الثقافي الكردي مرة أخرى .. الصراخ في أذن النائم !
حواس محمود
الحوار المتمدن-العدد: 1611 - 2006 / 7 / 14 - 06:41
المحور:
المجتمع المدني
- حول لقاء الوفد الثقافي الكردي مع نائبة رئيس الجمهورية بدمشق- قلت حتى " نبت الشعر على لساني " كما يقولون أن مشهدنا الثقافي الكردي يزخر بطاقات ثقافية جيدة ، وهذه الطاقات متناثرة مبعثرة ومصابة بداء الشللية والمجموعاتية التي لا يمكن لها أن تحرك ساكنا في تفعيل القوة الثقافية وتمكينها من التأثير الايجابي في القطاع الجماهيري الكردي العام وكتبت مقالات عدة بعنوان عام " المشهد الثقافي الكردي " ولكن – للأسف – كأن صوتي لا يسمع من أحد من المهتمين بالشأن الثقافي ( أو أن آذانهم بها صمم )أو المثقفين الأكراد – تجاوزا- لأن تعبير المثقف بحد ذاته تعبير اشكالي ويحتاج للتعريف ، لا أنكر وجود مثقفين أكراد أكفاء، كما لا يمكن لي أن أصدق بأن كل من حمل القلم وسطر مقالا أو قصيدة أو قصة أعتبر مثقفا وله مكانة المثقف ان مناسبة هذا المقال هو لقاء وفد ثقافي كردي بنائبة رئيس الجمهورية السورية للشؤون الثقافية يوم 6/7/ 2006في قصر الضيافة بدمشق وبغض النظر عن صحة أو عدم صحة الانتقادات التي توجه من قبل بعض الأحزاب الكردية وبعض المثقفين والمستقلين الكرد الى الوفد بشأن الخطوة التي قام بها أقول وبغض النظر فإن لي ملاحظات هامة حول هذا اللقاء : أولا : من خوَل الوفد لهذا اللقاء ؟ وماذا يمثل ؟ هل يمثل المثقفين الأكراد كلهم ؟ أم أنهم يمثلون مجموعة اختارت بعضها البعض وقد استشارت بعض الأحزاب السياسية التي تقوم هي الأخرى باجراء لقاءات مع نائبة الرئيس منذ فترة وقد تجري لقاءات لاحقا وهل تم استشارة المثقفين الأكراد الآخرين لهذا اللقاء الذي كان ينبغي أن يتم وأن ينتخب ليس أكثر من ثلاثة مثقفين والاتفاق على صيغة مشتركة لتمثل جميع المثقفين ولسحب البساط من المشككين بهذا اللقاء لأن هذا العدد من المثقفين وبهذا التسرع العجيب له انعكاساته السلبية على صعيد التشتيت الثقافي المطعم بالمؤثرات السياسية وهذه المؤثرات كانت نائمة تحت السطح والآن تستفيق لتوضح لنا مأساوية الصورة أو اللوحة الثقافية التي لا تبشر – للأسف - بأي خير للشعب الكردي على الأقل في الفترة الراهنة ثانيا : هل يتم هذا اللقاء ضمن اطار واقع ثقافي كردي ومظاهر الثقافة الكردية في الوزارات كالثقافة والاعلام والتربية والتعليم العالي ..الخ وأن الصورة الشاملة عن واقع التعامل الرسمي مع الثقافة الكردية تحتاج للتحسين والتصحيح- كما جاء على لسان الناطق باسم الوفد - أقول : هل هناك ألفباء التعامل مع الثقافة الكردية ؟ أم أن كل شيئ اسمه ثقافة كردية ممنوع وهذا معروف للقاصي والداني على النقيض تماما من تصريح الناطق الرسمي باسم الوفد د. فاروق اسماعيل والعملية فقط - بحسب الناطق – تحتاج للتحسين والتطوير، وكأن الناطق هذا يعيش في جنة السويد للأيام الثقافية الكردية !! ان أخشى مانخشاه هو تصوير الحالة الثقافية الكردية ايجابيا ومن ثم توظيفها السياسي للاستثمار الخارجي 3- هل استطاع الوفد قراءة اللوحة السياسية السورية والاقليمية والدولية ؟ وهل قام باجراء دراسة لكيفية التعامل مع العرض المقدم من قبل الحكومة ؟ وما علاقة الوفد باللقاءات التي تتم بين نائبة الرئيس وبعض الأحزاب الكردية – أنظر أسفل تصريح الناطق باسم الوفد –هل يراد من هذا اللقاء بعثرة ما لم يبعثر في المشهد الثقافي الكردي ؟ 4- يجب الاعتراف والإقرار بوجود شخصيات ثقافية كردية – ضمن الوفد- ذات اقتدار ثقافي وتمكن معرفي جيد ، ولكن هناك بنفس الوقت شخصيات ضمن الوفد جاءت كنتاج طبيعي لوضع غير طبيعي من افرازات أزمة المثقف الكردي ، واللف والدورانات الحزبية للدفع ببعضهم والقفز بهم وتجاهل طاقات ثقافية متمكنة -بحكم خبرتها وباعها الثقافي المخضرم - قادرة على التعامل الديناميكي الفعال مع كل حدث مستجد من هنا يمكننا القول : ان المشهد الثقافي الكردي الذي لا ينهض الا ليؤثر سلبا على المشهد نفسه وكأننا في دوامة الفشل أو دوامة عدم القدرة على النهوض والسبب هو غياب التنسيق بين المثقفين : المثقفون هؤلاء وغيرهم لا يلتقون ببعضهم من ذوات أنفسهم الا بتحريك من جهتين فقط : إما الجهة الحكومية وهذه هي حالة اللقاء الذي نتحدث عنه اليوم –، أو الأحزاب الكردية السياسية من خلال الندوات والمناسبات الأخرى ، لأن المثقف الكردي ككيان قائم بذاته غائب ،وبسبب هذا الغياب يتحرك مع الرياح السياسية كيفما كانت الرياح ، ان الوزن الثقافي الكردي لا يحتسب الا من خلال عمل تنسيقي أو مؤسسي وهذا غائب ، وبالرغم من أنني كتبت العديد من المقالات لتحريك المياه الثقافية الكردية الراكدة والتائهة في فلك الوهم الا أن مثقفينا أبو الا أن يبقوا نائمين نومة الكهف العميقة المخدرة ، ولا يستطيعون الا لحركة سلبية ومن ثم العودة الى النوم المخدر العميق من جديد في دورة التيه البعيدة عن آفاق الحلول والتأثيرات الايجابية الفعالة مقالتي هذه للصراخ في أذن النائم ، فإن كان هنالك ثمة ضمير ثقافي قوي وناضج يستطيع أن يعيد للمثقف الكردي اعتباره المعرفي والسياسي والاجتماعي فإنني أتوجه بالدعوة لكل المثقفين الكرد وكل من يهتم بالهم الثقافي الكردي للخروج من المأزق الحالي لو كانت أمورنا منسقة ومنتظمة لكنا بغنى عن المهاترات الحالية ، وهذا يثبت صرخاتي الماضية ولكنني أبيت الا أن أصرخ من جديد في أذن المثقف الكردي النائم لعله يستيقظ من سطوة القهر وهوامات الوهم ودوائر التيه وخزعبلات الحلول الخيالية لأقول له هل من مخرج ؟ !!!
#حواس_محمود (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
العلمانية والدين والدولة والمجتمع
-
عندما يشوه الفلسطينيون نضالاتهم بأنفسهم
-
مصرع الزرقاوي دلالات واشارات
-
تسيييس المثقف وتثقيف السياسي
-
التحالف غير المقدس بين دكتاتورية الملالي وجمهورية العسكر الط
...
-
المطلوب حلول ناجعة للحوار العربي الكردي
-
الاعلام العربي ..الواقع والتحديات
-
العمل النهضوي الكردي بين التشرذم السياسي وغياب الارادة الثقا
...
-
الثقافة العربية والاشكالية المزدوجة
-
أسس بناء فكر كردي معاصر
-
الأمن القومي العربي بين النظرية والواقع
-
هل الكاتب كائن لا اجتماعي
-
المثقف التوليفي
-
ظاهرة الفساد الثقافي
-
رؤية الواقع بين الايديولوجيا والابيستمولوجيا
-
الاصلاح حاجة آنية ملحة
-
اقتصاد المعرفة
-
الرأي العام
-
الثقافة والمثقفون
-
الشاعر عبد الله كوران النجم الساطع والرائد المجدد لفي الشعر
...
المزيد.....
-
كيف حوّلت حماس إطلاق سراح الأسرى إلى مشهد مهين-لإسرائيل-؟
-
حماس تسلم الأسرى الإسرائيليين الثلاثة و183 فلسطينيا إلى الحر
...
-
-وحدة الظل-.. ماذا نعرف عن القوة المسؤولة عن احتجاز الأسرى ا
...
-
حشود غفيرة تحمل الأسرى الفلسطينيين المحررين في احتفالات بالض
...
-
اجتماع عربي بالقاهرة لبحث اتفاق غزة واستهداف الأونروا
-
رسائل -اليوم التالي-.. القسام تحشد وحداتها العسكرية في عملية
...
-
تزامنا مع خروج الأسرى.. الاحتلال يطلق قنابل الصوت صوب الفلسط
...
-
وصول حافلات تقل معتقلين فلسطينيين من السجون الإسرائيلية إلى
...
-
حماس تفرج عن ثلاث رهائن في رابع عملية لتبادل الأسرى مع إسرائ
...
-
الأسرى الفلسطينيون.. الحرية مهما تأخرت تظل حقا لا يسلب + فيد
...
المزيد.....
-
أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال
...
/ موافق محمد
-
بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ
/ علي أسعد وطفة
-
مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية
/ علي أسعد وطفة
-
العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد
/ علي أسعد وطفة
-
الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي
...
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن
...
/ حمه الهمامي
-
تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار
/ زهير الخويلدي
-
منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس
...
/ رامي نصرالله
-
من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط
/ زهير الخويلدي
المزيد.....
|