أحمد فاضل المعموري
كاتب
الحوار المتمدن-العدد: 6738 - 2020 / 11 / 20 - 20:40
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
شكلت الانتخابات العراقية سنة 2018، منعطف خطير على مصداقية النظام السياسي الذي تبنته الإدارة الامريكية ابان الاحتلال المشؤوم، وهي تبشر العراقيين بتحريرهم من نظام قمعي واقامة دولة موحدة مستقرة وعدم وجود مطامع أو اجندات خارجية غير حماية الحريات العامة ونشر الديمقراطية وأعطت التزامات على نفسها، خلال خطاب الرئيس السابق(جورج بوش)في 19/مارس/أذار2003، لكن هذه الوعود ذهبت أدراج الرياح من خلال الاجندات الخارجية والداخلية التي فتكت بالشعب العراقي وحرياته ومقدراته جميعاً، وجزء من هذه السياسات عدم تمكين الشعب العراقي من ممارسة دوره السياسي والمدني في ظل نظام ديمقراطي يرتضيه، ليكون قادر على اختيار ممثلين عنه في البرلمان أو الحكومة، وانما استمرار دعم الحكومات التي أيدت الاحتلال وهي تمارس دور التقية في دورها الحالي بين الرغبة في ابقاء هذه القوات للحافظ على العملية السياسية وبين التنديد الاعلامي من تواجد هذه القوات وفق مصالح متفق عليها سابقاً بين أمريكا وبعض الدول الاقليمية .
أن المرحلة السياسية السابقة، كانت تمثل وعود للحفاظ على حقوق الشعب العراقية، المغيب من المعادلة الحزبية والسياسية، بين الاستحواذ على مقدرات الدولة العراقية، التي اصبحت مشخصة على أن الاحزاب المشاركة في العملية السياسية، لا تريد ان يقوم للدولة دور أكبر من هذا الدور، وهي تمارس الاستحواذ على المقدرات العراقية لتفتيت النسيج الاجتماعي ، وتفتيت المشروع الوطني العراقي الذي يستظل بخيمة الدستور الحامي للعملية السياسية .
أن العملية الانتخابية السابقة لم تنتج نظام سياسي يوازن بين طموح الشعب العراقي وتضحياته الجسام على مر سبعة عشر عاما، وبين الواقع الحياتي المزري في تقمص دور تجميلي فقط ، وعدم الحريص على حقوق وحريات الشعب العراقي، حتى اصبحت كل الوعود مجرد اكذوبة سمجة لا يمكن غفرانها على مدى تاريخ ما بعد الاحتلال . أن المستقبل كان ولا يزال مجهول للشعب العراقي ، في ظل المحاصصة السياسية والحزبية التي لعبت دور في شل أرادة المجتمع والخروج برؤية لشعب موحد قادر على الاستمرار في بناء دولة تليق بخياره الوطني، مما مهد لرفض كل السياسات الامريكية والايرانية، من قبل الجماهير الرافض لهم والتي خرجت في ساحة التحرير رمز الحرية .
أن مظاهرات تشرين ، كانت تعبير حقيقي لصوت الحرية، الذي أرعب الفاسدين، وعلى القوى الخيرة الوطنية أن تعمل على دعم وتمكين الذين يملكون ارادة العمل الوطني والتصدي لقضايا الوطن المصيرية والعمل مع الذين خرجوا من رحم المعاناة والألم والدم ، وهي تنتظر من له القدرة على تحمل المسؤولية والتصدي بروح وطنية شريفة، غايتها الشعب العراقي لبناء دولة المواطنة .
#أحمد_فاضل_المعموري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟