|
تعيين الكاظمي بمنصب رئيس الوزراء ليس شرعياً
اسماعيل شاكر الرفاعي
الحوار المتمدن-العدد: 6736 - 2020 / 11 / 18 - 18:27
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تعيين مصطفى الكاظمي بمنصب رئيس الوزراء ليس شرعياً
يقول الدستور العراقي : ان النظام السياسي في العراق نظام ديمقراطي ، وتطبيقاً لذلك هرعت جماعات : معممة ومكشدة ، بيشاميغ وغتر أو حاسرة الرأس ، وأسست أكثر من 300 حزباً مسجلة رسمياً الآن ، ستنشط في انتخابات حزيران من السنة القادمة ...
لكن واقع الحال يشير الى ان ديمقراطية العراق ، مثلها مثل جميع الأشياء المستوردة ، يتم تشويهها في التطبيق والعمل ، سياسياً وسيسيولوجياً وثقافياً ...
فعادة ما يتم تشكيل برلمان ورئاسة جمهورية وحكومة بعد الانتهاء من الانتخابات : الا ان حصيلة أعمال هذه السلطات تشير الى انها وجدت من اجل ان تكون مملكة السيد الرئيس او الوزير ومجال كبريائه ونفوذه : ولم توجد من اجل تشريع قوانين تطوير البنى التحتية للوزارات وتنفيذها . فالمواطن يسمع إعلامياً عن تصريحات ادلى بها : واحد من الرؤساء ، الا انه لم يلمس عملياً اي جهد مبذول ، كان قد انعكس إيجابياً على واقع حياته المعيوشة وارتقى بها . و قد يتلقى المواطن كلمات دافئة من حضرة الوزير ، الذي تهرع شبكة الإعلام العراقية اليه ليدلي بكلمات مهدئة تملأ جوانح المواطن بالأمل عن : ميناء وسكك حديد ستملأ خزائن البلاد بمليارات الدولارات ، في محاولة بائسة لإلهاء المواطنين عن المطالبة برواتبهم المقطوعة منذ شهرين ، ونسيان الحرمان الذي يقاسي منه أطفالهم ، والكف عن الشعور بالذنب لتقصيرهم عن توفير الحد الأدنى من احتياجات ورغبات اولادهم ...
هذه الممالك الثلاث وملحقاتها من مستشارين وهيئات مستقلة : المولودة ( ديمقراطياً ) تتجاور ولكن لا تتفاعل ، وتسعى بكل قوة الى العمل على حيازة امتيازات جديدة : فجميعها تتصرف كما لو كانت رئاسات لشركات رأسمالية باحثة عن المزيد والمزيد من الأرباح ، ولا يوجد شيء ابغض اليها من : اعادة تجميع القوة التي عادة ما تفتتها الانتخابات - وبناؤها مجدداً ، بمنحها الى مرشح الحزب الفائز في الانتخابات والحاصل على الأغلبية البرلمانية ، لكي يتمكن من تمرير برنامجه الانتخابي ، بل تستمر في الإبقاء - عن قصد وتصميم - على تفتيت القوة وحرمان البلاد من الصعود مجدداً الى مرتبة امتلاك السيادة التي تقود اليها آلياً عملية امتلاك القوة ...
الإبقاء على رفض اعادة توحيد القوة ، والإصرار على توزيعها على مراكز متعددة ( حشد شعبي ، بيشمركة ، حشد عشائري ، شرطة ، جيش ، قوى امن متعددة ) يعني ان الانتخابات التي تمت ليست اكثر من اكذوبة كبرى ، لأن عدم الأخذ بنتائجها يطعن في صميم فكرة التداول السلمي للسلطة : هذه الفكرة التي تعني اعادة تدوير امتلاك القوة وإعادة منح القرار للجهة الفائزة ، لنزع فتيل الحرب الأهلية او استعمال القوة في الوصول الى السلطة السياسية ، كما تنسف مفهوم المعارضة : قطب الديمقراطية الآخر الذي لا يتم التداول السلمي للسلطة بغنى عنه ...
هذا يعني : الإبقاء على شبح الحرب الأهلية يطوف سماوات البلد ، ويمكن في اي لحظة الايذان بانفجارها : اذا ما شعرت اية قوة من هذه القوى ، المالكة للسلاح والثروة والقرار ، ( بالغبن أو بالمظلومية ) لحظة تقاسم الغنائم ...
يمكن ان نطلق كلمة : توافق على هذا النوع من تقاسم السلطة والقرار والنفوذ والثروات والمناصب بعد الانتهاء من الانتخابات ، من غير إلحاق صفة الديمقراطية بها لانها عملياً تعني : المحاصصة ، ولا تعني ابداً المشاركة الديمقراطية في ادارة الشأن العام ...
يضيف العراق - كما هي عادة البلدان العربية والاسلامية في إصرارها على الاضافة ، أي على تشويه منجزات الحضارة الصناعية المادية والفكرية - في انها لا تمنح السلطة لمن يفوز بأعلى الاصوات فيها ، بل منحتها ثلاث مرات من اصل خمس انتخابات الى نوري المالكي ، وعادل عبد ألمهدي ومصطفى الكاظمي ، ولم يكن الاخيران عضوين في اي قائمة انتخابية تعود لهذا الحزب او لذلك التيار ...
هل كان تعيين عادل عبد المهدي رئيساً للوزراء بلا شرعية من وجهة نطر الديمقراطية النيابية ؟ اقول بوضوح نعم . كان بلا شرعية ، لانه لم يكن قوة انبثقت من داخل الانتخابات التي تحصر الديمقراطية النيابية : الشرعية في الوصول الى سدة الحكم بالمشتركين الفعليين فيها ، ولم يكن عادل عبد المهدي كذلك . لكن في العراق : يصح ان تتدخل قوى من خارج البرلمان ، تلغي نتائج الانتخابات ، وتعين من تشاء رئيساً للوزراء ...
من هي هذه القوى التي تلغي مباديء الديمقراطية النيابية ، وتقوم بتعيين من تراه مناسباً لمصالحها ؟ انها جميع القوى المعروفة بامتلاكها للسلاح ، او بامتلاكها لقوة تمثيل طائفة دينية ، او حزب يدعي تمثيل قومية ...
وطالما ظلت هذه القوى تمتلك قوة التأثير : الديني والقومي ، فانها تسعى بالضرورة الى تفتيت قوة البلاد ومحاربة تجميعها بيد من امتلك الفوز في الانتخابات : لكي تجعله في موقف ضعيف وتملي شروطها عليه حين يطلب الوقوف الى جانبه في التصويت داخل البرلمان على تشريعاته ... ا
#اسماعيل_شاكر_الرفاعي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
توقفوا عن تدوير هذه الزبالة السياسية
-
بمناسبة الانتخابات الأمريكية
-
في الفضائية العراقية
-
حكومة الكاظمي ومنطق مستشارها السياسي
-
في الذكرى الاولى للثورة
-
صدام حسين ، حيدر العبادي
-
قصيدتنا
-
وجها العرب في عالم اليوم
-
انه عاشوراء
-
تبيح السلطة الفلسطينية لنفسها ما لا تسمح به لغيرها
-
الاتفاق الصعب
-
عن بعض قناعاتي الشخصية
-
انبعاث فيروس الطائفية مجدداً
-
بيروت
-
طاحض هيچ وحدة وطنية
-
ألعاب الطفولة في العراق
-
قيمة الأوطان من قيمة بنيها
-
كل شيء جميل هذا اليوم
-
ليبيا - تركيا
-
هل الكاظمي في الطريق الى وعي دوره التاريخي ؟
المزيد.....
-
قضية قطع رأس رجل الأعمال فهيم صالح بأمريكا.. القضاء يكشف تفا
...
-
شاهد دبًا أسودًا يداهم رجلًا في فناء منزله الخلفي.. ماذا فعل
...
-
التصق جلده بعظمه.. والدة طفل يعاني من الجوع في غزة: أفقد ابن
...
-
لحظات مؤثرة لوصول ولقاء جوليان أسانج بعائلته في مطار كانبرا
...
-
فيدان: حرب أوكرانيا قد تتوسع عالميا
-
شاهد: المنتخب البرازيلي يصل إلى لاس فيغاس استعدادا لمواجهة ا
...
-
الرئيس الكيني يصف الاحتجاجات وما أحاط بها من أحداث دامية -با
...
-
مشاركة عزاء للرفيق خليل عليان بوفاة أخيه
-
-الشبح الطائر-.. مميزات مقاتلة Su-57 الروسية
-
-أطباء بلا حدود- نعته.. إسرائيل تغتال مسؤول تطوير منظومة صوا
...
المزيد.....
-
تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1
...
/ نصار يحيى
-
الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت
...
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
هواجس ثقافية 188
/ آرام كربيت
-
قبو الثلاثين
/ السماح عبد الله
-
والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور
/ وليد الخشاب
-
ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول
/ بشير الحامدي
-
ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول
/ بشير الحامدي
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
المزيد.....
|