سعد جاسم
الحوار المتمدن-العدد: 6735 - 2020 / 11 / 17 - 23:01
المحور:
الادب والفن
- الى روح نوس ثانيةً -
أَتَذَكّرُ...
أَتَذَكّرُ تَماماً
أَتَذَكّرُكِ بقوّةِ الحنينِ
وبمرايا الحضورِ التي لاتعرفُ
سوادَ نوايا الصدأَ
وخياناتِ افاعي النسيان
وأَتَذَكَّرُ كلَّ ماتبقّى
في خزائنِ الذاكرةِ
وفي فضاءاتِ الذكرى
وفي اسفارِ حياةٍ كانتْ
مكتظةً بكل ماهو حلو وعلقم
وبكل ماهو :
موجع ومُبهج وسرّي وغامض
وفادحٍ وجارحٍ ونافرٍ وآسرٍ
ولذيذٍ مثل فواكهِ بابلَ
ومثل قيمر وعسلِ الفيحاءْ
وكما سواقي وعيون الماءْ
عذبةٌ أَنتِ وروحُكِ
رقراقةٌ وهفافة وشفافةٌ
كأَنَّها دجلةُ والفراتْ
هكذا دائماً أَتذكّرُكِ
ياطفلةَ الحبِّ والشعرِ والحياةْ
أَتذكّرُ أَنَّكِ كنتِ تُحبينَ
الأبوابَ المفتوحةَ
وتذاكرَ السفرِ
الصباحاتِ المبكّرة
الساعاتِ الجدارية
التي يسيلُ منها الوقتُ
بلا اكتراثٍ لغربتكِ
ومواقدَ الشتاءِ
تُحبينَها أيضاً
كفاكهةٍ طازجةٍ وشهيّة
* * *
المرايا ... الحدائقُ
القمصانُ التي تُشبهُ الغابات
وأغاني فيروز
تُذكّرُني بكِ بقوةٍ
كما لو أنني
لاأَعرفُ أَسرارَ جسدكِ
وكما لو أَنني
لاأَعرفُ قلبَكِ وسريرتَكِ
وكما لو أنني
لم أَحضنْكِ أَبداً
وأَتماهى معكِ
حدَّ التجلي والتحليق
والشَغَفِ الأَبدي
#سعد_جاسم (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟