أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نادية خلوف - حول دفء العلاقة المزيّف














المزيد.....


حول دفء العلاقة المزيّف


نادية خلوف
(Nadia Khaloof)


الحوار المتمدن-العدد: 6734 - 2020 / 11 / 16 - 11:18
المحور: الادب والفن
    


هذه مجرد خواطر مأخوذة من قصص واقعية، لكن مع تلطيف الحدث كي لا تكون الرسالة تتضمن شيئاً من الغبن.
إن دعاك شخص إلى زيارته و ألح عليك بالدّعوة احذر أن تلبي الزيارة . قد تقع في الفخ ، فنحن في بلاد النّفاق نتصنّع اللطف ، ويصدّق ذلك اللطف قليل تجربة ، يتلقى الصّفعة ، يشعر بضآلة قيمته.
يحكى أن أحد الرجال دعاه ابنه إلى طعام الغداء ، وذهب الرّجل فرحاً فهو يريد أن يكذّب الشائعات حول محبّة ابنه له ، جلس طويلاً ، لكن طعام الغداء لم يأت ، كان عند الابن دعوة إلى أصدقائه على العشاء ، اختصر الموضوع في أن يتمّ تقديم الوجبة مساء ، لكنّ الجوع كافر، مع إحساس الأب بقلّة القيمة لكنه أراد أن يستّر على الأمر ، و تحمّل إلى وقت معيّن في النهار ، ثم خرج دون أن يقول له أحد إلى أين أنت ذاهب ، اشترى رغيف خبز أكله وعاد ، وعند العشاء تجاهله الجميع ، فلم يأكل ، قرّر أن يتحدث لابنته عن الأمر، جرى العتاب بين الأخت و الأخ ، و اتهمت زوجة الأخ بأنها هي من فعل ذلك، وبرئ الأخ . زوجة الابن هي المقياس لمشاعر زوجها ، فلن نفترض أن جميع النّساء طيبات ، لكن المسؤول الأوّل عن الحادث هو الابن. كان بإمكانه تقديم أي غداء لوالده ، وشرح السبب. نتيجة تلك الحادثة قرّر الأبّ أن لا يزور أيّاً من أولاده، لكنه يشتاق لهم، وهو وحيد. كان يبتكر حجة في كلّ مرة للزيارة ، فيأخذ معه سلة بيض من القرية، ويجلس إلى طرف المكان، كأنه متسول، في النّهاية اتهم الابن أباه بأنه غير عادل في المعاملة ، وقاطعه.
حدث معي مرّة أنّني كنت أفتح باب غرفة الضيوف لاستقبال النساء من أجل صباحية ، كانوا سعداء عندما يأتون إليّ ، يبدين الود ، ويلّححن عليّ في زيارتهم، كوني مقلّة بالزيارات فقد كنت في أغلب الأحيان لا ألبي الدّعوة، وفي إحدى المرات لبيت دعوة جارتي ، وذهبت. كان وجهها مكفهراً ، وكأنها في مأتم ، قدّمت القهوة ، ثم جلست دون أن تتحدّث ، و كوني خجولة لم أفاتحها بل تحججت أن لدي عمل ومضطرة للذهاب وغادرت بعد ربع ساعة. استمرت في حضور الصباحية في بيتي. فيما بعد كان قراري : دعيهن يزورونك ، ولا تلبي الدعوات.
أم حسين لديها ولد ذكر وحيد هو حسين ، وابنة اسمها ليلى . زوج ليلى لا يقبل أن تزوره حماته ، و يجبر زوجته على استقبال والدته ، و الزوجة مطيعة تخشى على مشاعر زوجها ، فهي تعمل كرجل كرسي لديه، لم يبق عند أم حسين خيار سوى حسين ، وهي لا زالت قوية لها منزلها، ومرتبها التقاعدي من زوجها المتوفي ، يأتي حسين وزوجته إلى عند أمه ، تتحدث الكنّة بكلام معسول أمام زوجها، تصدّق أم حسين كنّتها ، فهي ترغب أن تحبّها ، و تذهب إلى زيارة منزل ابنها فرحة، وتبدأ في الحديث " كمجامِلة" لطيفة ، لكن وجه الكنّة متجهم ، ولا تنطق بحرف، وتختفي في المطبخ، و الابن يذهب إلى المطبخ ليصالح زوجته التي افتعلت خلافاً معه ، وهكذا لم تعد أم حسين تزور ابنها، لكنها بقيت تمدحه، وتمدح كنّتها أمام الأقارب، وفي مرّة أحبت أن تعاتب ابنها برقة، فهي أمّ، فما كان منه إلا أن شتمها ، ولم تعد تستطيع أن توقفه .سألتني أم حسين: هل ابني هو الذي لا يرغب بزيارتي أم كنّتي؟
إحدى القصص التي جرت في مكتبي: كان لدى إحدى النساء قضية طلاق ، كانت تأتي مع أختها وخطيب أختها، مع أن زوجها قدّم تنازلات كثيرة، كان يبكي ويطرق رأسه بحائط المكتب ، لكنها رفضت العودة له. حاولت إقناعها ولم تفعل.
مضت الأيام بعد أن تمّ الطلاق ، نسيت الموضوع ، في أحد الأيام رأيت الأخت تطرق باب المكتب ، وقد جلبت بيدها هدية . قالت لي: احذري بمن تزوجت أختي؟
لم تنتظر أن أسألها. قالت: تزوجت خطيبي!
وتطول قصص الغدر و النفاق.



#نادية_خلوف (هاشتاغ)       Nadia_Khaloof#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إلى ابنتي سيناء في يوم مولدها
- أمازون في السويد
- ترامب ، أم بايدن؟
- جميعهم يقلّدون أبطال الأساطير
- الدين، العلم، والأرهاب
- رسالة إلى السّرطان
- شعار - أمريكا أولاً-يتراجع
- لا تستسلم للحنين
- ظاهرة ترامب مستمرة حتى لو لم يربح
- الانتخابات الأمريكية
- - ليالي الموت في فيينا-
- سفسطة
- ثوب العيد
- الاحتجاج على الإرهاب الإسلامي
- عندما تبحث عن دفاتر عتيقة
- بعد منتصف الليل
- لستُ امرأة عظيمة
- سيرة ذاتية لكلّ امرأة في بلادي
- ععندما يصبح المسؤول ثائراً
- الجانب المظلم من الإنسان


المزيد.....




- من دون زي مدرسي ولا كتب.. طلاب غزة يعودون لمدارسهم المدمرة
- فنان مصري يتصدر الترند ببرنامج مميز في رمضان
- مجلس أمناء المتحف الوطني العماني يناقش إنشاء فرع لمتحف الإرم ...
- هوليوود تجتاح سباقات فورمولا1.. وهاميلتون يكشف عن مشاهد -غير ...
- ميغان ماركل تثير اشمئزاز المشاهدين بخطأ فادح في المطبخ: -هذا ...
- بالألوان الزاهية وعلى أنغام الموسيقى.. الآلاف يحتفلون في كات ...
- تنوع ثقافي وإبداعي في مكان واحد.. افتتاح الأسبوع الرابع لموض ...
- “معاوية” يكشف عن الهشاشة الفكرية والسياسية للطائفيين في العر ...
- ترجمة جديدة لـ-الردع الاستباقي-: العدو يضرب في دمشق
- أبل تخطط لإضافة الترجمة الفورية للمحادثات عبر سماعات إيربودز ...


المزيد.....

- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نادية خلوف - حول دفء العلاقة المزيّف