مشرق جبار
الحوار المتمدن-العدد: 6733 - 2020 / 11 / 15 - 15:00
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
مخاض آخر في عالم السياسة..
ما زالت دول ثيوقراطية تعاني من هيمنة الدين على السلطة والسياسة، بينما هناك دول أخرى فصلت ما بينهما منذ عشرات السنين عن الحكم بنظام العلمانية. ولم تأتي بيوم وليلة وانما هي حصيلة تجارب ومأساة حتى سادت لتحكم الناس بعيداً عن التشريع الألهي والكهني.
الآن العالم ما زال في ألم المخاض لوضع أسس وافكار وتشريعات جديدة تتلائم مع العصر لأنه في حداثة مستمرة. فلا يمكن للأفكار الجديدة أن تدوم، هي فقط تنتهي صلاحيتها ابتداء من انقلاب لفكرة او مشكلة جديدتان.
ما يحدث الآن هو وباء كورونا الذي سيطر على العالم وبدل سيطرة الدول عليه، اخنقوا العلم والعلماء والشركات الطبية المصنعة بقوانينهم واحتكارهم.
فلا يخفى علينا حادثة الطبيب الصيني "ليانغ وودونغ" الذي اعتقلتهُ وحذرته الحكومة الصينية فقط لانه أعلن عن وباء خطير وبالتالي مات بنفس المرض..
فما بالكم بسيطرة الدول العظمى على الشركات والمختبرات العلمية..؟ فقط لأجل الاحتكار والتنافس! تاركين عجلة العلم متأخرة والعالم يزداد بشاعة بالموت كل يوم.
سيطرة السياسة على العلم ليس فقط بالهيمنة والاحتكار وفرض اخلاقيات عليه بل حتى بالتمويل الذي تعتمده المختبرات الطبية والمنظمات بالدرجة الاساس عليه. حيث تخلت الولايات الامريكية عن دعم منظمة الصحة العالمية وكذلك عن مؤتمر المناخ..
العلم ليس كالدين تكون فيه السيطرة على السياسة مهيمنة ومدمرة، بل هو خصلة بشرية فريدة لا تفرض نفسها على السياسة والدين والمجتمع، هو وجد لأثبات الحياة وتطويرها على عكس الدين والسياسة التي وجدت للسيطرة والتحكم والتبادل التشريعي.
الآن وباء كورونا هو لحظة انقلاب لكشف عن عدم تطبيق العلمانية بكل سعتها عند دول العالم الأول، او ربما هناك قصور فيها ويجب استبدالها بمفهوم سياسي حديث يتلائم مع عصر مليء بالاشكاليات المعقدة. وجعل العلم والمختبرات العلمية ذات تمويل ذاتي غير خاضع للأدلجية الأقتصادية والسياسية.
#مشرق_جبار (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟