أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زيد شحاثة - ترامب.. وجه أمريكا القبيح














المزيد.....

ترامب.. وجه أمريكا القبيح


زيد شحاثة

الحوار المتمدن-العدد: 6732 - 2020 / 11 / 14 - 19:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قد تجد قليلا من العرب ممن هم معجبون بترامب وطريقة حكمه وتعامله مع مختلف القضايا العالمية, لكن الغالبية كانت تكره طريقته العنصرية والمتعالية المتعجرفة.. وهذا الإنطباع موجود في كثير من دول العالم بل وحتى عند حلفاء أمريكا الأوربيين.. وتجده أيضا عند كثير من الأمريكيين ممن أصولهم ليست شبيهة بأصول ترامب وأمثاله وكما ظهر في إحصاءات المصوتين له ولخصمه بايدن..
قد يتصور البعض أن ترامب هو شخصية سيئة وقبيحة, وأنه قد نجح في الفوز بالإنتخابات في غفلة من المؤسسات المعروفة التي تقود أمريكا, وأنه وبذكاء إستطاع أن " يستعدي" الإعلام الأمريكي, وكسب لصفه الجمهور حين هاجم وسائل الإعلام كلها, ونجح في أن يشيطنها قبل أن تفعل هي معه ذلك.. وأستغل صعود النفس العنصري لدى البيض ليفوز بالرئاسة, لكن الحقيقة غير ذلك مطلقا..
أمريكا وكلنا يعرف ذلك, أنها قد يحكمها رئيس لكنه ليس من يقودها ويحدد سياساتها العامة.. فهناك مؤسسات ضاربة في القوة والرسوخ والتحكم بمختلف نواحي الحياة, هي من تقرر من وكيف ومتى وأين وعلى المدى الإستراتيجي, ولأن المجتمع الأمريكي بدأ يتفكك فلا روابط حقيقية أو تاريخية يمكن أن تجمعه معا إلا المصالح, وصار يكره الساسة وتدنت نسب المشاركة بالإنتخابات, صارت هناك حاجة لان يحصل تغير ما يعيد جذب المجتمع لتلك المؤسسات, ويعيد حيويتها لها من خلال تفاعل الجمهور الأمريكي معها..
بدأت تلك العملية من خلال دفع شخص من أصول أفريقية للرئاسة في سابقة لم تحصل ولا حتى محاولات لها من قبل.. ومنحه مقومات الفوز وهو "أوباما" لينفذ سياسات الإحتواء والمهادنة وربما التلويح بالقوة دون إستخدامها, إلا بشكل محدود جدا وضد التنظيمات الإرهابية, التي سبق أن صنعتها إدارات أمريكية سابقة.. ولتمضي فترتيه الرئاسيتين بشكل هادئ نسبي دون حرب كبيرة.
كانت المرحلة التالية من خلال الدفع بسيدة من داخل المؤسسة السياسية للمنافسة, لكن ذلك لم يكن كافيا إلا بمقدار دفع شريحة النساء للتفاعل.. فصارت هناك حاجة لشخصية أكثر لفتا للإنتباه أو كما يقال " مثيرة للجدل" .. ولأن تلك المؤسسات وكل ينتمون لها أو يدورون في فلكها كانوا, تقليدين وغير مثيرين لإهتمام الجمهور, صارت هناك حاجة ملحة للإتيان " بمهرج" من خارج المؤسسة وهذا ما حصل فكان ترامب..
مقامر تجاري ومضارب عقاري, لديه مواقف كثيرة وكلها غريبة ومثيرة للنقد ويملك الكثير من المال, ولديه شكل براق ولامع يمكن أن يمثل النموذج للحلم الأمريكي الصاخب " للكاوبوي الغربي".. ولم يكن هناك ضرر كبير من كل تصرفاته العنصرية الرعناء وتهوره المحسوب, فهي كلها كانت تصب في مصلحة أمريكا ومؤسساتها بالمجمل, ويسهل لمن يأتي بعده أن ينتفع من نتائجها ويتبرأ من تبعاتها ويلصقها بسابقه الذي سيرحل مرغما..
ترامب ورقة وشخصية كان لها دور وقد أدته وبكل براعة, وقد أنتهى دوره وعليه أن يعود للكواليس.. وكل المساوئ والأخطاء التي إرتكبتها أمريكا خلال فترة حكمة لم تكن بسببه هو شخصيا فحسب, لكنها كانت رغبة المؤسسة التي جعلته واجهة وقناعا ترتديه, فالمرحلة كانت تتطلب حالة " ترامبية" لتحقق أهدافا معينة, وتنتهي المرحلة بتحقق أهدافها.
الرجل لم يجعل أمريكا سيئة وقبيحة خلال فترة حكمه, بل هو مثل أحد وجوه أمريكا الحقيقية القبيحة والتي تطلبتها المرحلة.. وقد إنتهت تلك المرحلة وسنظل في إنتظار الوجه بل القناع القادم الذي سترتديه مع تولي الرئيس الجديد.



#زيد_شحاثة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق..هل نحن مقبلون على الفوضى الكبيرة؟!
- العراق مابعد الفوضى الحالية
- الفوضويون ودولتهم المزيفة
- بيئة ورجل.. وأفكار صالحة
- الطرف الثالث..المحتار
- حكايات عن العراق..والعراقيين
- هو فين السؤال؟
- ماذا سيكتب التاريخ عنا؟!
- أضحك لكي..لا تبكي
- خطوطنا الحمراء.. والخضراء أيضا
- كيف تنال منصبا ..بسرعة!
- الأن وقد تشكلت المعارضة..ماذا بعد؟!
- صفقة القرن.. واللعبة الكبرى
- العرب في عين العاصفة..مرة أخرى
- برهم صالح.. وعباءة الطالباني
- المعارضة.. هل نضجنا بما يكفي؟
- حصتنا من.. القرف
- أسئلة .. لا نستطيع إجابتها!
- أكتب ياحسين..أكتب
- حكاية حنوتي..ومناهج التربية


المزيد.....




- وزير دفاع السعودية يوصل رسالة من الملك سلمان لخامنئي.. وهذا ...
- نقل أربعة أشخاص على الأقل إلى المستشفى عقب إطلاق نار في جامع ...
- لص بريطاني منحوس حاول سرقة ساعة فاخرة
- إغلاق المدارس في المغرب تنديدا بمقتل معلمة على يد طالبها
- بوتين وأمير قطر في موسكو: توافق على دعم سيادة سوريا ووحدة أر ...
- غزة البعيدة عن كندا بآلاف الأميال في قلب مناظرة انتخابية بين ...
- عراقجي يكشف أبرز مضامين رسالة خامنئي لبوتين
- بعد عقدين- روسيا تزيل طالبان من قائمة الجماعات الإرهابية
- روسيا تطلب مشاورات مغلقة لمجلس الأمن الدولي بشأن -هدنة الطاق ...
- اختتام تدريبات بحرية مصرية روسية في البحر المتوسط (صور)


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زيد شحاثة - ترامب.. وجه أمريكا القبيح