|
أربعة مناسبات لا تقترب منهم ، تماماً كأيام الحظر الوبائي ...
مروان صباح
الحوار المتمدن-العدد: 6732 - 2020 / 11 / 14 - 14:01
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
/ بهذه الآية القرانية نفتح قوساً واسعاً ، ( قل لو كان في الأرض ملائكة يمشون مطمئنين لنزلنا عليهم ملكا رسولا ) وبهذا ، فإن الإدانة الصريحة التى لا يصح حجبها كما أن لا يجوز تطمس جوهرها العميق ، وايضاً بلا تردد أو احتراس أو مخادعة ، فإن واقعة إطلاق النار في الهواء ، تُفسر المقاصد الإلهية من ورائها ، لأن كيف يمكن لملكاً له التنقل بين مجموعة من الانفلاتيين ، وبالتالي عوّدتّنا الانتخابات التى تبدأ بالمناسف وتوزيع الحلوى بالتأكيد ستنتهي حالها بالرصاص والملاحقات الأمنية ولملمت الجرحة ، في أفضل حال ، وهنا يتساءل المرء أين ذهبت جميع تفلسفات التى خرقت آذان المستمعين أثناء الحملات الانتخابية ، إذن ما حدث بعد صدور النتائج في الأردن ، كان في جوهره ليس سوى التشاطر والتذاكي في التملص من المسألة المبدئية التى تقول ، أن إنفكاك الحقوق عن الواجبات ، ليس سوى الوجه الحقيقي للمرشحين ، سوى ذلك ، لا يوجد جديد في تاريخ النصائح سوى إعادة التذكير بها ، لقد قدم أحد أجداد الأردنيون لأولاده نصيحة تعتبر كنز ثمين ، قال يا بُني لكي تبقى على قيد الحياة ، هناك أربعة مسائل لا تقتربهم أثناء حصولهم ، حتى لو أرسلت الدعوة على طبقة من ذهب ، حفل ناجح بالتوجيهي أو أثناء تصوير مقلب الكاميرا الخفية أو احتفال بفوز المرشح بالانتخابات أو حفل زفاف ، أما الأخير يمكن أرسل النقوط بالبريد ، تماشياً مع المقولة الغنية التى تقول ( بالمال ولا بالعيال ) ، وبالتالي السلاح النوعي الذي ظهر أول الأمس محير ومقلق ، ليس لأن مصدره غير معروف ، بل السؤال ما الحاجة له ، ومن هي الجهة التى أدخلت ومولت ، بل لا بد من مساءلة المرشحين الذين صمتوا على هذه المهزلة ، كان الأولى بهم ، إظهار مسؤوليتهم ومنع حدوثها ، لأن التنافس في جوهره ، هو تقديم الخدمات للمواطن والبلد ، ولم يكن الهدف منه خلق عداوات بين الأطراف المتنافسة .
إذن مشهد إطلاق الرصاص ، اولاً نوعية الأسلحة المستخدمة ، وايضاً الطريقة الاستعراضية التى قامت بها بعض المناطق ، بصراحة تدللان على إخفاق واضح في معالجة هاتين الظاهرتين ، أغلب المبادرات في السابق بإستثناء الأخيرة ، كانت في هامش اللفظ والفصاحة وسجينة التذمر والإلهاء وحرف الإبصار ، وهذا يتطلب مراجعات عميقة ، لأن وظيفة الرصد الاستباقي ، هو تفكيك المرصود بشكل سلس وعلى نار هادئة ، بل هو مؤشر خطير ، قد يتفق المراقب حول دوافع التسلح الفردي ، بسبب العادات أو التفاخر وايضاً إبراز قوة مجتمعية على الأخرى ، لكن عندما ترتبط المسألة بقوى سياسية وبرلمانية ووزراء ورجال أعمال وإعلامين وفضائيات ، تتحول الحكاية إلى منظومة كاملة ، وبالتالي هذه الظواهر لا يقتصر معالجتها بشكل آني كما جرت العادة ، بل لا بد من دراسة أسباب بروزها وكيف خلقت لها حواضن حتى وصلت إلى هذا الحد من الاستقرار الجهوي أو المناطقي ، ابتداءً من الخطب التى تتنامى بين هذه الجموع والتى تعودت في كل مرة على حلول هجينية ، إذن الهدف من هذه الظواهر والتى تحرص على إظهار سلاحها كقوة رديفة للدولة ، هو جذب حولها مجموعات من الانتماءات الاجتماعية الضيقة واستيمالتهم كقوة ضاغطة على قوة النظام على الأقل حتى الآن ، وبالتالي في حقيقة أمرها ، تتربص لأي فرصة لكي تكون قوة بديلة .
في نظر الملايين من الأردنيين ، من ضحايا الترويع والتخويف ، يعتقدون أن التجارب المحيطة في الأردن ، كانت كافية في تعليم مؤسسات الدولة الكثير والتى أدت بتمزيق جمهوريات أساسية في الإقليم ، تمزيقاً عميقاً ، كالعراق وسوريا واليمن ولبنان وايضاً قبل ذلك الصومال والصحراء الغربية في المغرب ، بل كشفت زيف بنيوية المؤسسات لديهم ، وبالتالي حضور أو غياب الحلول الاستباقية هو المحدد إذا كانت المؤسسات في حالة جدية أو رخوة ، إذن الرخاوة التى ظهرت في تلك الجمهوريات سمحت لدول إقليمية ودولية بتوفير وإمداد الدعم الذي حول هذه الظواهر إلى تكتلات استباحية ، استباحت الدولة من خلال ضرب النسيج المجتمعي ، وهنا نأكد ، أنه لا حرج من حيث حرية التفكير على الأقل ، وفي هذه الأيام بالذات تقديم سلسلة أسئلة مشروعة ، من خلال دروس مستقاة من الإخفاقات ، وتسليط الضوء على مخاطرها ، بالأخص عندما تتعامل الدولة معها كمجموعات ولهذه المجوعات مرجعيات ، تكون باختصار أعطتها حجم لا تملكه ولا وتستحقه بالأصل ، وبالتالي الأجدر ، التعامل معها على أنهم أفراد ، لكي تتجنب الدولة لأي ولاءات انفصالية ، وهذا يدعو بصراحة لإعادة النظر بالجهود المبذولة في أنماط التفكير بالمؤسسات الأمنية ، لأن كما لديها قدرات عالية والسرعة بالتعامل مع الحدث ، لا بد أن تبدأ في وضع خطط لدراسة توجُهات الأجيال التى تتعاقب وعزلهم تدريجياً عن هذه المرجعيات ، وتصريف تطلعاتهم وأفكارهم في قنوات صحية وصحيحة وأكثر انتماءً للوطن .
المسألة الأخيرة ، اولاً الديمقراطية ليست الحل الأمثل تماماً كجميع التجارب التى خاضتها البشرية على مرّ التاريخ ، لديها أعراض جانبية وهذا يدعونا لاستيعابها ، وبالتالي المشاركة في التصويت مسألة غاية من الأهمية ، بها تتم عمليات ترسيخ العقيدة التنافسية والتى بدورها تصنع التعددية السياسية ، وايضاً بالتصويت الكثيف ، فقط وحده كفيل في تحقيق أحلام وآمال الناس المشروعة ، لكن مع كل انتخابات برلمانية ، تسجل المحافظات أرقام عالية بالمشاركة ، تماماً عكس ما يحصل دائماً في العاصمة ، وهذا الانخفاض والتراجع ايضاً يحتاج إلى دراسة أسبابه ، كأن عمان تقول قديم يموت وجديد يجد تعثر بالولادة ، بل معظم العمانيين في الحقيقة لا يرون بمجلس النواب ، أنه قبة تمثلهم ، لماذا ؟ . والسلام
#مروان_صباح (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
إبليس والموت والسد بين مواريث آدم وذي القرنين / أمريكا الحدث
...
-
قيمة العملة من قيمة الإنتاج ...
-
هل المشكلة بجيرمي كوربين أو بحزب العمال / انصهار الاشتراكية
...
-
أرض الصحراء الغربية بقيت دائماً تحت الرماد ...
-
ترتيب بيت المسلمين في فرنسا ضرورة عبر مؤتمر جامع ...
-
القذافي من الصحراء إلى المدينة / زنقة زنقة على ايقاع قرية قر
...
-
مهمة الدولة تتجاوز التدابير الأمنية ...
-
موقع المناظرات الأمريكية / جامع المدينة أول جامعة شاملة ومجا
...
-
هستيريا المذهبية والاستخفاف بالفيروس وجدانيات ترمب ...
-
رسائل هيلاري الافتراضية أسقطت أنظمة افتراضية ، فكيف لو إستخد
...
-
الهدف واحد والاختلاف بالمعجم / درويش والمتنبي .
-
أهم واحة للتكنولوجيا في العالم / الثورة الهبيزية أنتجت الثور
...
-
المطلوب الانتقال من التشابك إلى التضامن ، أما الخطب الديماغو
...
-
واحة الإحساء ...
-
أخطاء من الصعب تصحيحها ...
-
الرئيس ترمب والعالم ...
-
وكالة سي آي أيه CIA نقلت البشرية بخفة من التملك الطبيعي إلى
...
-
أنه يحدث كل يوم ...
-
ماذا يحتاج الأردن في ظل محيط يغلي غلي ...
-
الاعتماد على قصور الناس للإدراك ، من حرق سوريا ...
المزيد.....
-
بعد تحرره من السجون الإسرائيلية زكريا الزبيدي يوجه رسالة إلى
...
-
أحمد الشرع رئيساً انتقاليا لسوريا...ما التغييرات الجذرية الت
...
-
المغرب: أمواج عاتية تضرب السواحل الأطلسية وتتسبب في خسائر ما
...
-
الشرع يتعهد بتشكيل حكومة انتقالية شاملة تعبر عن تنوع سوريا
-
ترامب: الاتصالات مع قادة روسيا والصين تسير بشكل جيد
-
رئيس بنما: لن نتفاوض مع واشنطن حول ملكية القناة
-
ظاهرة طبيعية مريبة.. نهر يغلي في قلب الأمازون -يسلق ضحاياه أ
...
-
لافروف: الغرب لم يحترم أبدا مبدأ المساواة السيادية بين الدول
...
-
الشرع للسوريين: نصبت رئيسا بعد مشاورات قانونية مكثفة
-
مشاهد لاغتيال نائب قائد هيئة أركان -القسام- مروان عيسى
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|