الرزنامه

ايمان محمد

الحوار المتمدن-العدد: 6728 - 2020 / 11 / 10 - 01:12
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    

دخلت وهي تتلفت يمينا" ويسارا" كما لو أن احدا" يلاحقها او تهرب من المجهول المخيف, لاحظتٌ ان تباشير الراحة بانت على وجهها المليح حين رأتني , شابة سمراء دقيقة العينين انفً مدبب وطول متواضع وعباءة سوداء طويلة وملابس قاتمة الون لكنها نظيفة ومرتبة, ما ألأمر ؟ كيف لي ان اساعدك؟ سألتها وأنا أشير لها بالجلوس..ترددت وارتبكت وبانت عليها الحيرة والخوف وشاحت بنظرها الى باب العيادة الاستشارية فنهضتُ وأغلقتُه وعدت الى مقعدي.
سألتها بعض الاسئلة لأتعرف عليها : أسمها اميرة ,السن 19 عاما" ولكن السؤال عن حالتها الزوجية جعلها تبكي
ناولتها منديلا ورقيا" وانتظرتها حتى هدأت من نوبة البكاء وكفكفت دموعها وقالت
-دكتورة انا متزوجة منذ ثلاث سنوات وليس لي اطفال ....قالتها وهي تتنهت ,تلك التنهيدة الانثوية التي تخبأ الكثير .
كانت اميرة في السادسة عشر حين تقدم لها شاب يكبرها بثلاثة اعوام لخطبتها, كان زواجا" تقليديا" كأي رجل يتقدم لفتاة ,غريبان لا يعرفان بعضيهما , اجبرها على ترك ادراسة وأسكنها مع عائلته الكبيرة لتصبح بين ليلة وضحاها خادمة بعنوان كنة او زوجة إبن, بسام (الزوج) يعمل عاملا" في فرن ,حصل حمل مرتين وفي كل مرة ينتهي الحمل بالاجهاض في الشهر الثالث والثاني على التوالي بسبب التعب والجهد الذي تبذله في خدمة اهل زوجها فهي تصحو باكرا" لتقوم بأعباء المنزل ...بادرتها بالسؤال (و كيف هو زوجك معك ؟)
تنهدت ثم قالت : فقير وما عنده سوالف مكسرة
-طيب كيف نومك؟
-قلق و أنام بصعوبة ,استيقظ متعبة وكأن عقلي كان يعمل طول الليل
-هل لي أن أسألك سؤالا" شخصيا" ؟
-طبعا دكتورة
-كيف زوجك معك ؟
-قلت لك الحمد لله طيب وابن حلال
-اقصد كيف ينام معك ,هل انت مرتاحة معه ؟
سكتت للحظة وانكست رأسها ثم قالت :يعاشرني مرة كل 15 يوم.
-وهل ترتاحين في تلك المرة ؟
-كلا فهو لا يستطيع ,انه خفيف في الفراش ,تصوري يا دكتورة هي مرة واحدة في ليلة كل 15 ليلة وفي صباح اليوم التالي لا يستطيع الذهاب لعمله حيث يشعر بالتعب وكأنه مصاب بالبرد وحين اقترب منه لأدلك له ظهره وأطرافه ينهال عليّ بالدعاء وأحيانا بالشتم ويقول "هذا اللي جنتي تريدي ,اني رجال اشتغل بيوميتي ,راحت علية اليومية كله من جوا راسج"
و أنكست رأسها خجلا وعضت على سبابتها وكأنها تعاقب نفسها كما لو انها قالت عيبا او حراما".
سألتها -لماذا لا يلجأ للطب لعل له علاج؟
-دكتورة أحنا بابة عرب ,عيب الرجال يروح للطبيب ,اهلي ما يقبلون اتطلق لأن يقولون ما عدنا بنية تطلق من زوجها وهذا نصيبج وإرضي باللي الله كتبه الج .....سكتت لبرهة ثم عاودت الكلام : تصوري دكتورة اني عندي رزنامة (تقويم) بغرفتي اشخط على كل يوم علامة X حتى انتظر ليلتي كل 15 ليلة , وعلى هذا الحال صارلي 3 سنين
-طيب اميرة انتي اليوم يا يوم من الرزنامة ؟
-اليوم 13
-يعني بعد يومين ؟
-اي دكتورة
النهاية

#ايمان_محمد (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات