|
العتبات واجهات الحرس الثوري الإيراني في العراق
حمزة الكرعاوي
الحوار المتمدن-العدد: 6727 - 2020 / 11 / 8 - 19:09
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
منذ أكثر من أربعة عشر قرنا من الضحك على الناس بدين كاذب ، ومشاريع حياكة مؤامرات لإلقاءنا ( نحن العراقيون ) خارج مشروع الدولة ، وخارج مشروع الحياة ، وأكثر من ألف سنة من مشروع التخدير بإسم المذهب ( الشيعي ) ، إجلسوا في بيوتكم ، إلزموا منازلكم حتى لايسخط عليكم إمام زمانكم ، إنتظروا مهديكم ليحرركم ، ليملأها ( عدلا وقسطا ) ، يبشرون آباءنا وأجدادنا بأن أولاد سلمان الفارسي ، سيأتون إليهم من الشرق ، يفتحون الكوفة ، ويتقدم ( اليماني والمهدي ) لهدم مساجد الكوفة ( النجف ) لأنهم يقولون للمهدي : إرجع يا إبن فاطمة لاحاجة لنا بك القرآن يكفينا ، فيقتل من كبارهم سبعين ( مرجع ) ومن صغارهم ألف . ونام الشيعة على بطونهم ، حالة إنبطاح خطيرة ، لأن الإنتظار هو الحل ، لبناء دولة آل محمد آخر الزمان ، يفتون لنا منذ ألف سنة : أن إسكتوا ، لاتحركوا ساكنا ، لا تخرجوا في تظاهرة ولا ثورة ، لا تشاركوا في الحكم ، حتى لا تخرجوا من ولاية علي ، ويسخط عليكم مراجع التقليد ، وبالتالي تدخلون النار . أوجدوا لنا تشريعات وثقافة إنهزام نفسي ، حتى لا نعترض ، قدموا لنا قدوة ( عليا ) غير الذي تعرفه العرب ، وهو ذلك الجبان ، الذي ضربت أمامه زوجته ، وسكت حتى تستمر عقيدة المراجع الفارسية ، فمن يعترض ويريد الخروج ، مثلما خرج الحسين في ثورة ضد يزيد ، يكفرونه ، وهكذا يستمر مشروع التخنيث والترويض ، إلى أن تمكنوا منا ، حولونا إلى قطيع من الأغنام ، يقوده معمم فارسي ، جاء ليطلب ثأر سقوط الإمبراطورية الفارسية ، وفي غفلة من الزمن ، ومفاجآت غير مسبوقة ، يذهبون إلى نسخ كل روايات المهدي ، التي كانت ولازالت آلية لعودة أحفاد كسرى إلى الحيرة ، وأهم رواية نسخت بعد 2003 ، هي رواية : كل راية ترتفع قبل راية المهدي ماهي إلا راية ضلال . ويطل علينا العباس بشركته الكفيل ، لبيع الدجاج والبيض ، وبمستشفاه ( الكفيل ) الذي يدخله الشيعي ، ويخرج جثة هامدة . إختفت عقيدة (الأعلم ) الذي جاء لإستنباط الحكم الشرعي ، وتخرج إلينا عقيدة العتبة ( العباسية ) وتدخل عالم الإقتصاد الرأسمالي ، وتشارك برأس مال (دولة ) في البورصة الامريكية ، وتقبل الربا الذي يكسر ظهر الإنسان الشيعي ، تصل بعض الاحيان إلى 54 % لمن يقترض ؟. وتتحرك تلك العتبة العباسية ، بسلاحها الفتاك ( فرقة العباس القتالية التي يقودها محمد رضا سيستاني ) ، عناصرها جميعهم من الفرس ، ومن التبعية الايرانية ، ومعهم مرتزقة من مناطق شيعية مسحوقة في العالم ، تقتل شباب الشيعة القصر ، وتنتهك أعراض من قلدوا المرجع ( الأعلى ) الذي أوهم الشيعة العراقيين أنه أب لهم ، وهو نائب المهدي ، تحرك مبطن خطير ، يبيح للحرس الثوري الإيراني أن يستولي على عقارات الدولة العراقية ، وممتلكات الناس ، كنا نعاني من سيطرتهم على أهم مورد مالي في العراق ( المال الشرعي ) ، و إذا بنا نعيش حالة الصدمة والذهول ، عندما شاهدناهم إستولوا على ثروات العراق بالكامل ، من الموانئ العراقية ، وآبار النفط ، والأراضي الزراعية ، ولم تتوقف عمليات الإستيطان عند هذا الحد ، بل تحرك الحرس الثوري الإيراني بغطاء ( الوقف الشيعي والعتبة العباسية وسراديب النجف وكربلاء ) للسيطرة على مساحات شاسعة من صحراء العراق ، إبتداء من الرطبة مرورا بصحراء النخيب ، وإنتهاء بمثلث العراق السعودية الكويت ( منطقة الحياد ) ، لتسجل ثلث مساحة العراق المحاذية للسعودية بعنوان : الإستثمار الزراعي في البادية . السؤال الجوهري الذي يجب أن يسأله كل عراقي ، وخصوصا الشيعي هو : هل هذه العمائم التي جاءت من خارج الحدود ، لتبيان حكم السماء ( الشريعة الاسلامية الشيعية ) أم أن هؤلاء مستثمرون ؟. في الوقت الذي تقف آلاف النساء اللواتي فقدن أولادهن وأزواجهن في حرب محرقة السيستاني وسليماني والمذهب الشيعي ، في طابور مذل طويل في مدينة الرميثة ، للبحث عن رغيف خبز ، يجلس محافظ المثنى ( أحمد منفي ) مع عمائم ما يسمى العتبة العباسية ، ليسلم مساحات واسعة من بادية المثنى مجانا للحرس الثوري الإيراني ، بعد إكتشاف آبار نفطية جديدة . سبق وأن كتبت وتحدثت في عشرات المداخلات على اليوتوب ، وحذرت من مشروع فارسي جديد ، مكمل لمشروع الاحتلال الفارسي قبل الفتح ، والذي دام 750 سنة ، وعودتهم هذه خطيرة جدا ، حيث تلبسوا بلباس المذهب الشيعي ، ومن يستطيع أن يعترض على أطماع العباس ( كافل أو كفيل زينب يوم الطف ) ؟. التقليد والعتبات ( المقدسة ) ومراجع الفرس في سراديب النجف ، كلها واجهات يختفي خلفها الحرس الثوري الإيراني ، ليستولي على العراق مجانا ، وبالتالي تكون النتيجة هي : إفراغ العراق من شعبه ، على طريقة التخلص من شعوب الهنود الحمر في شمال أمريكا ، والمشروع الامريكي البريطاني الصهيوني الفارسي هو : إستبدال شعب بآخر ، وثقافة بآخرى . وهذا ما تشتغل عليه عمائم إيران منذ الف سنة ، وقد تحقق لهم ما يريدون في زمن الاحتلال الامريكي للعراق ، بصقوا على تلك العقيدة الشيعية التي خدروا بها شيعة العراق الف سنة ، وإستبدلوا فكرة المهدي الذي يأتي آخر الزمان ليملأها ( عدلا وقسطا ) بعتبة عباسية وحسينية وعلوية ، وهي واجهات لغزو ثقافي وإقتصادي خطير جدا ، يرافقه تشكيل مليشيات من المرتزقة ليحرسوا مشاريع الحرس الثوري الايراني ، يقتلون شعبهم ، وفي النهاية يتخلصون منهم بعدة طرق منها الاغتيالات . خطورة المشروع الفارسي في العراق ، أنهم يسلبون الأرض التي يقف عليها العراقيون ، وشيعة العراق يذرعون الارض عرضا وطولا ، مشيا على الاقدام حفاة ، يلهثون خلف سراب عقيدة المهدي المزعومة ، لا مقومات حياة ، ولا مستقبل لأبناءهم ، ولا مستشفيات للعلاج ، ولا مدارس لأطفالهم ، إنها العبودية المختارة التي كتب عنها المفكر الفرنسي ( دي لابواسيه ) قبل 4 قرون من الزمن ، فشيعة العراق الذين لازالوا يقلدون ما يسمى المرجع الاعلى ، قد إختاروا الذهاب إلى الانقراض بإرداتهم . من يتعبد بعقيدة تستهدف إنسانيته ووطنه وعرضه ، ويقبل بأن يكون كلبا لرقية ، ويطين نفسه في زمن الحداثة ، ماهو إلا ميت وإن مشى على الارض ؟.
#حمزة_الكرعاوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
فرق الموت الإيرانية في العراق
-
ما بين اللمبجي والتمثال المقدس
-
زيارة مصطفى كازمي للبيت الابيض
-
المشروع الوطني العراقي
-
نسألكم الدعاء مولاي ودعاؤكم أحوج
-
التدخلات الامريكية في الشأن العراقي
-
للعراقيين فقط : سري للغاية
-
من هم مراجع الدين ؟
-
نقد المرجعية الدينية في النجف
-
حكومة 9 نيسان الإستفزازية
-
الحديث عن حرب عالمية ثالثة
-
إغتيال النساء في العراق
-
الجهاد في زمن الاحتلال
-
صناعة داعش وأخواتها
-
إستبدال الدين بالتكنلوجيا
-
الاسلام السياسي والثقافة
-
البصرة المنكوبة
-
معركة الدجاجة ( المقدسة ) في القادسية
-
خصخصة المظاهرات في العراق
-
جامعة الكفيل وتفريس العراق
المزيد.....
-
ترودو يعلن تعليق الرسوم الجمركية الأمريكية على كندا لمدة 30
...
-
مصر.. وفاة أحد أشهر مذيعي الإذاعة المصرية
-
صحيفة -معاريف- تكشف عن سببين يدفعان نتنياهو لإقالة رئيس -الش
...
-
ترامب يتجنب الإجابة عن سؤال حول ضم إسرائيل للضفة الغربية
-
نجل ترامب مشتبه به في الصيد غير المشروع في شمال إيطاليا
-
قراءة في صحافة السعودية لزيارة الشرع للمملكة ولقائه الأمير م
...
-
الشرع عشية زيارته لتركيا: قسد- مستعدة لحصر السلاح بيد الدولة
...
-
بعد محادثة مع ترامب.. رئيس الوزراء الكندي يعلن تعليق التعريف
...
-
البيت الأبيض: ترامب يعتزم أن يتحدث مع شي جين بينغ خلال الـ 2
...
-
الخارجية الروسية تحدد شروط ومحتوى المفاوضات المحتملة بشأن أو
...
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|