الجزء الثاني
( نص مفتوح )
.......... .... ...
إنسانٌ من لحمٍ ودمّ
يشطحُ نحو بُرَكِ الدم
لا ينامُ إلا على دمدماتِ الحروب
فرشَت الصواريخُ كآباتها
على سهولِ الروح
فماتَت فراخُ الحجلِ
قبلَ أن ترى النوّر
هربَ الدوابُ الأليفة إلى البراري
أعلنوا انضمامهم إلى عالمِ البراري
لا يطيقوا موت الصباحات
في رابعةِ النهار
لا يصدِّقوا إلفة الإنسان
تتحوَّلُ بغمضةِ عين
إلى أنيابٍ مميتة
ضجرٌ مفهرسٌ
في أغصانِ الشجر
كآبات مستشرية في قبّةِ المساء
حمقى على امتدادِ محطّاتِ العمر
تركَت رضيعها مقمّطاً
بأعشابٍ بريّة
صعدَت سفوحَ الجبالِ
أزيزُ الموتِ يجتاحُ شهيقها
هل أعودُ إلى رضيعي
أم أستمرُّ في صعودِ الجبال؟
استيقظَتْ على صوتِ صفّارات الجنون
ابني
رضيعي
أين رضيعي؟
تدحرجَ من أثرِ ارتطامِ صاروخٍ غبي
على مقربةٍ من مهدِهِ
اغبرّت رموشه
رغوةٌ سوداء على حافّات شفتيه
جرحٌ عميق على صدغه الطري
أنفٌ شامخٌ رغمَ تفاقمِ الغبار!
وجعٌ قبل الولادة
بعد الولادة
وجعٌ عبر الرحيل
بعد الرحيل
وجعٌ أكثر إيلاماً
من غربةِ الروح
بين صقيعِ الزمهرير!
أيادٍ خشنة تؤشِّر
على مرابعِ نينوى
سلاحٌ أشرس من ضباعِ الكون
مشرشرٌ بالحماقات
سلاحٌ مجنون
يفلقُ جماجمَ الأطفال
وجعٌ في سماءِ الروح
حربٌ أغبى من ثعالبِ الوديان ..
.... .... ..... ..... يُتبَع
لا يجوز ترجمة هذا النصّ إلى لغاتٍ أخرى إلا باتفاق خطي مع الكاتب.
ستوكهولم: نيسان 2003
صبري يوسف
كاتب وشاعر سوري مقيم في ستوكهولم
[email protected]