مسلمون ضد مسلمين

حسان جمالي

الحوار المتمدن-العدد: 6724 - 2020 / 11 / 5 - 00:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

امسلمون ضد مسلمين
اعتدنا في العالم العربي ان يدفع المواطن الثمن في حالة الخلافات بين الأنظمة.
حين اراد حافظ الاسد معاقبة حكام لبنان والضغط عليهم لم يجد وسيلة سوى اغلاق الحدود بين البلدين, مسببا البطالة لعدد كبير من اللبنانيين والسوريين الذين لا ناقة لهم ولا جمل.
دفع جزائريون ومغاربه ثمن الخلاف بين حكومة الجزائر وحكومة المغرب بسبب قضية الصحراء. وطردت الجزائر الاف العائلات التي كان افرادها يحملون الجنسية المغربيه, وبينهم كثيرون من مواليد الجزائر.
وحين أيد ياسر عرفات صدام حسين غداة احتلاله للكويت, لم تجد حكومة الكويت حلا لمعاقبة عرفات سوى طرد الفلسطينيين, وبينهم من عاش وعمل في الكويت وحتى ولد على ارضها.
الحكام العرب يتخاصمون ثم يتبادلون القبل مرددين " عفا الله عما مضى" بينما عانى عرب من خصوماتهم وحرموا من العمل والتنقل وحتى عرفوا الجوع, وحين تبادل القبل لم يدعوا الى المشاركة في المسرحية.
حملة مقاطعة فرنسا لا تشذ عن القاعدة. المقاطعة تستهدف بالدرجة الاولى المواد الغذائية والاجبان ( لا نذكر الخمور لان المفروض ان المسلمين لا يشربون الخمر). أي ان المقاطعة ستؤثر في فرنسا على شركات الأغذية ومصدريها. عدد كبير من عمال هذه الشركات مغاربة ومنهم من سيخسر مصدر عيشه. هذا ما قاله لي صديق مغربي فرنسي يصدر مواد غذائية فرنسية للبلدان العربية ويعمل في شركته 3 مغاربة سيكون مجبرا على تسريح اثنين منهم. كذلك ستؤثر المقاطعة على كثيرين في البلدان العربية, عمال واصحاب شركات تعيش من استيراد البضائع الفرنسية.
هل حكومة فرنسا مسؤولة عن نشر الرسومات المسيئة للرسول؟ وهل أيدت او عارضت نشرها؟ متى سنفهم ان ماكرون ليس حاكما مطلقا وان لا سلطة له على أية جريدة في فرنسا.
هل غضبنا لانه قال, في بلد فيه6 ملايين مسلم ويتعرض فيه مواطنون ابرياء للقتل على ايدي ارهابيين مسلمين, ان الاسلام في أزمة؟ لنرد عليه ونشرح له ان الاسلام بخير وانه جاء رحمة للعالمين.
او انهم يخشون من تقليم اظافر الاسلاميين واضعاف سيطرتهم على الفرنسيين المسلمين الذين تؤيد غالبيتهم العلمانية الفرنسية ( وهم اول المستفيدين منها) وحتى هم غير معترضين على نشر كاريكاتورات لها علاقه بالاسلام ولو كانوا غير راضين عنها.
هل تعرفون بلدا غير عربي قاطع منتجات بلد اخر وعاقب شعب ذلك البلد لمقال او كاريكاتير لم يعجب البعض.

#حسان_جمالي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات