أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي سيريني - مسرحية الهجوم الإرهابي في العاصمة النمساوية فيينا














المزيد.....

مسرحية الهجوم الإرهابي في العاصمة النمساوية فيينا


علي سيريني

الحوار المتمدن-العدد: 6724 - 2020 / 11 / 5 - 00:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ أن عُرضت مسرحية الهجوم الإرهابي في فيينا، وأنا بإنتظار من يقدم تحليلا واقعيا ودقيقا للفيديوهات التي عرضت، وفيها هرولة بعض الناس و أصوات عيارات نارية، وشخص منبطح أرضاً، لنفهم بطريقة واضحة ملابسات هذه الحادثة المفاجئة و الغريبة حقا. لكن للأسف لم أجد حتى الآن إلا سردا إعلاميا للخبر وفق التسليم بصدقية الخبر الصادر من السلطات النمساوية. في الواقع، تعتبر الحكومة النمساوية تأريخيا كإحدى أفسد الحكومات الأوروبية، حيث تشتهر بالرشاوي و الصفقات الممنوعة و التورط في الجرائم المنظمة. وأفضل مثال على ذلك هو تورط الحكومة النمساوية في إغتيال الدكتور عبدالرحمن قاسملو، رئيس الحزب الديموقراطي الكُردستاني الإيراني ومساعده عبدالله قادري آزر، و الدكتور فاضل رسول المفكر الإسلامي الكُردي في عام 1989. هؤلاء الثلاثة قتلوا رميا بالرصاص وسط فيينا، وتم القبض على الجناة، لكن أطلق سراحهم لاحقا، وقدمت الحكومة النمساوية التسهيلات للإرهابيين، حيث سمحت لهم بالرحيل عن طريق مطار فيينا إلى إيران. في ذلك الوقت، كانت النمسا تزود النظام الإيراني بصفقات الأسلحة، و كانت ترتب تجارة الأسلحة بين إيران ودول أوروبية أخرى. في أعقاب هذا الحادث الإرهابي، قبضت الشرطة النمساوية على مهرب سلاح الذي أكد أنه أخذ عدة أنواع من الأسلحة إلى داخل السفارة الإيرانية في فيينا، وكان قد التقى بأحمدي نجاد داخل السفارة، وتعرّف على وجوه الجناة الذين رحلتهم الحكومة النمساوية عن طريق مطار فيينا معززين مكرمين. وإلى يومنا هذا ترفض السلطات النمساوية فتح أي تحقيق في هذه الجريمة البشعة وتعتم عليها إعلاميا. تعتيم الحكومة النمساوية على هذه الجريمة الإرهابية والتواطؤ معها، شجعت النظام الإيراني على إرتكاب عدة جرائم إرهابية أخرى في برلين و باريس و عواصم أوروبية، ضد القادة المعارضين و السياسيين الإيرانيين وغيرهم.
قبل حوالي يومين، استفاق العالم فجأة على مشاهد إطلاق عيارات نارية داخل العاصمة النمساوية، في عملية يقال انها إرهابية قامت بها منظمة داعش الإرهابية. الأخبار الرسمية تقول أن أربعة مسلحين، قاموا بإطلاق النار بشكل عشوائي على الناس وسط العاصمة فيينا. ولم نشاهد حتى الآن سوى مسلح واحد يلبس لباسا أبيضا و في يده بندقية يهرول في زقاق خالٍ من المارة إلا من رجل في لباس أسود كأنه يقف بإنتظار شئ و إمرأة تهرول بإتجاه يمين المشاهد (لماذا لا يهرب الرجل أيضا بنفس الإتجاه!). يمر الرجل المسلح (المفترض داعشيا) بالرجل في اللباس الأسود و يطلق عليه رصاصة واحدة (هكذا يبدو المشهد!) ثم يهرول بإتجاه يسار المشاهد، ثم يعود يطلق رصاصة أخرى على نفس الرجل الذي تظل ساقه اليسرى مسنودة إلى أسفل ظهره، وركبته قائمة إلى الأعلى في مشهد تمثيلي واضح. فهذا المشهد واضح أنه جرى في زقاق تحت سيطرة قوات الأمن و الشرطة حيث لا يوجد سوى ثلاثة أشخاص رجلان و إمرأة أحدهما داعشي افتراضا. وبعد ثوان من إطلاق الرصاصتين المزعومتين (على الأغلب الخلبيتين) يصل إلى المكان رجال أمن لإزاحة الرجل الذي يمثل دور الضحية لينقلوه، بينما يختفي الإرهابي المفترض. والسؤال الغريب هو، كيف أن أربعة مسلحين إرهابيين و في أيديهم رشاشات و بنادق، لم يستهدفوا تجمعا حاشدا من الناس، وسط المدينة المكتظة، وماذا يفعل أحدهم (الوحيد الذي يظهر حتى الآن كممثل كومبارس) وحيدا في زقاق خالي إلا من شخص. ومن المعلوم أن أربعة أشخاص مسلحين، إذا استهدفوا أناسا عزل وسط الأسواق، فالضحايا تكون بالعشرات إن لم نقل المئات!
إن هذه الجريمة (وهي بحق جريمة كبرى رتبتها دوائر المخابرات العالمية ومنها النمساوية) مستغلة همجية و وإنقياد الإسلاموية لخططها وألاعيبها، تأتي في أعقاب أزمة الكاريكاتورات الفرنسية التي انفجرت على ظهور الإسلامويين الذين يشبهون الأسماك التي تتجه دوما نحو الطعم الذي يرميه لهم الصيادون الغربييون فوق صنارات الصيد. لكن الصيادين لا يستهدفون الأسماك في هذه العمليات بل لهم أجندات أكبر من صيد الأسماك وتجارة أكبر من ذلك. والمؤسف أن هذه التمثيليات تعبر على الناس مع أن الكثير منها أكتشف الفاعل الحقيقي ورائها. لقد بادرت السلطات النمساوية منذ اللحظة الأولى إلى نهي الناس عن نشر فيديوهات الوقائع، والسبب الرئيس هو للحيلولة دون تمكن الخبراء من تحليل الجوانب التمثيلية للمشاهد بالأدلة و البرهان. ومع أن فيديوهات مفيدة نشرت منذ الساعات الأولى لكنها حذفت فورا.
يجب أن نعرف أن منظمة داعش ما هي إلا منظمة سرية عالمية، تديرها شبكات الدوائر المخابراتية، مهمتها الرئيسية هي تنفيذ الأجندات و الخطط التي تخدم التكتيكات و الإستراتيجيات المخابراتية المتعددة. وكل الحوادث التي جرت في أوروبا و تبنتها منظمة داعش، ما هي إلا عمليات مدبرة سلفا، تخدم أجندات أطراف عدة تمتطي داعش إمتطاء الركبان للدواب. والذين يصدقون الإعلام السائد (يعني الأذكياء!) يثبتون دوما بنفس "الأدلة والبراهين" التي نشاهدها، وهي في محتواها تكرار تمثيلي ممل، أن هذه الوقائع تحدث عفويا وارتجاليا بعيدا عن التدابير و المؤامرات المخابراتية (أي أن إسلاميين متطرفين يكرهون الغرب ويقومون بهذه الهجمات). والعامل المساعد الدائم لتدعيم هذا الإتجاه هو الإسلاموية، وهي تشبه الثور الإسباني الذي ما إن رُفع في وجهها العلم الأحمر حتى يهاجم بكل قوته باتجاهه، لكي يحقق للاعب الذي يرفع العلم مرامه! ولولا هذه الدواب لما تحققت تلك الأجندات، فسبحان الذي سخر للغرب الإسلاموية يحقق بها ما لا تحققه طائرات أف 16 و35 وحاملات الطائرات!



#علي_سيريني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إفلاس الإسلاموية والتشبث بالكاريكاتور الفرنسي لرفع الرصيد ال ...
- التطبيع الإماراتي مع إسرائيل بين العقلانية و التطبيل الجنوني ...
- تأملات في دور الكُرد في تغيير التأريخ ومحاولات الآخرين لطمس ...
- لماذا لا يتصرف الأكراد كأمة
- الذين يحلمون بسقوط الغرب (أمريكا خصوصا) ويستنبطون من الخيال ...
- إيران و مرشدها يتحدثان عما كتبته قبل أربعة أعوام حول استهداف ...
- السينما الأمريكية و مشاريع الغرب المستقبلية و غفلة العرب و ا ...
- ما يصيب المسلمين في الهند و السوريين هو من صنع أيديهم!
- فحولة الغرب و خنوثة الشرق لماذا يحكم الشرق جبناؤه
- السر غير المعروف لأفضلية مرحلة صدام حسين على الحاضر
- نصيحة لوجه الله للقطريين ومنهم للخليجيين والعرب
- لماذا فلسطين العلكة المفضلة لقناة الجزيرة و النخبة الفلسطيني ...
- عقدة نقص العرب و المسلمين مرفرفة في قناة الجزيرة
- سيكولوجية النخبة الفلسطينية و أسطورة فلسطين القضية الأولى لل ...
- سيكولوجية النخبة الفلسطينية و أسطورة فلسطين القضية الأولى لل ...
- سيكولوجية النخبة الفلسطينية و أسطورة فلسطين القضية الأولى لل ...
- الحركات و التيارات الإسلامية (الوهابية و الإخوانية) من متوجا ...
- العرق الأبيض و المسيحية و المجازر ضد المسلمين
- البروتستانتية الإسلامية و الجذور الماسونية للإحيائية الإسلام ...
- البروتستانتية الإسلامية و الجذور الماسونية للإحيائية الإسلام ...


المزيد.....




- -لا يتبع قوانين السجن ويحاول التلاعب بالشهود-.. إليكم ما نعر ...
- نظام روما: حين سعى العالم لمحكمة دولية تُحاسب مجرمي الحروب
- لأول مرة منذ 13 عامًا.. قبرص تحقق قفزة تاريخية في التصنيف ا ...
- أمطار غزيرة تضرب شمال كاليفورنيا مسببة فيضانات وانزلاقات أرض ...
- عملية مركّبة للقسام في رفح والاحتلال ينذر بإخلاء مناطق بحي ا ...
- إيكونوميست: هذه تداعيات تبدل أحوال الدعم السريع في السودان
- حزب إنصاف يستعد لمظاهرات بإسلام آباد والحكومة تغلق الطرق
- من هو الحاخام الذي اختفى في الإمارات.. وحقائق عن -حباد-
- بيان للجيش الإسرائيلي بعد اللقطات التي نشرتها حماس
- اختتام أعمال المنتدى الخامس للسلام والأمن في دهوك


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي سيريني - مسرحية الهجوم الإرهابي في العاصمة النمساوية فيينا