فتحي البوزيدي
الحوار المتمدن-العدد: 6723 - 2020 / 11 / 4 - 14:39
المحور:
الادب والفن
بِبَيْتِنا القديم
أتسلّق السلّم إلى سطح الذّاكرة.
أظنّ أنّي نسيت الشّمس هناك!
نحتاج
دمْعًا مالِحًا لنَدّخِر الماضي مؤونةً لأيّامِ الجَدْب.
نحتاج أيضا
نورا يضيء صُوَرا قديمة سقطت في الظّلام.
الأمّهات
يَحْتَجن ماءً لتطهير أثواب أبنائهنّ
مِنَ الحزن و التّعب.
يحتجن ملحا و شمسا
ليُجَفِّفن لحْمَهنّ يُعدِدْنَه حساء للصّغار إذا اشتكوا
بردا أو جوعا.
***
أتسلّق السلّم إلى سطح الذّاكرة
أصِل بعد غُروب الطُّفُولةِ.
لا أجد
غيْر حبلِ غسيلٍ,
بِلاَ صُوَرٍ قديمةٍ..
بلا شرائحِ لحمٍ مجفّفٍ..
بلا أثوابي المغسولة
لكنّي أجِدُ
ضوءا خافتا
تسلّل من فانوس الشّارع عبر شقوق الجدار..
ترَكَ على الأرض
ظِلاَلا تشبه كثيرا الجروح بكفّيْ أمّي.
#فتحي_البوزيدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟