|
روائع المقال تأليف : هوستون بيترسون ترجمة: يونس شاهين- العاشر : مقال وترجمة - توماس دى كونسى
خالد محمد جوشن
محامى= سياسى = كاتب
(Khalid Goshan)
الحوار المتمدن-العدد: 6722 - 2020 / 11 / 3 - 20:20
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
اثناء فترة سكون فى مأدبة عشاء عشاء كبيرة لرجال الادب ، لكز تشارلز لام – الذى كان الشراب قد لعب برأسه شيئا ما ، جاره وقال بصوت عال حتى يسمعه جميع الحاضرين ، اترى ذلك الرجل ضئيل الحجم ، انه على ضألة حجمه – قد كتب شيئا عن ماكبث ، اجود من اى شيىء استطيع ان اكتبه ، ولكنى لا استطيع ان اكتب شيئا اجود منه .
كان الزمان هو شتاء 1823- 1824- وكان الرجل الضئيل الحجم هو توماس دى كونسى 1785- 1859 وكان قد بلغ الثامنه والثلاثين حينذاك ولعلها كانت خير حقبة فى حياته الطويلة . فلقد كان لكتابه : اعترافات اكل افيون انجليزى ، هزة فى المجتمع ، وكان فى وسط عشرين مقالة لمجلة لندن ، التى كان يحررها الكاتب النابه جون سكوت. وبذاكرته المذهله كان يستطيع توماس ان يستعيد طفولته غير السعيدة التى كانت تسيطر عليه امه القاسية ، وهربه الى لندن من مدرسته ، حيث قاسى العذاب الاليم مدة شهرين ، وذهابه الى اسكفورد ، وابتداء ادمانه للافيون ، وهربه المفاجىء من اكسفورد اثناء الامتحان . كان يستطيع ان يستعيد ذكرى صداقته مع وردسورث وكولردج ، وسوزى ولام ، وذكرى زواجه المفاجىء وانجاب طفل قبل الاوان ، وقطع صلته بوردسورث ، ثم باشتداد سيطرة الافيون عليه ، واستطاعته التخلص منه لفترة كتب فيها كتابه عن الاعترافات .
ولو كشف له الغيب فى تلك المأدبة واستطاع ان يرى المستقبل ، لعرف انه سيعيش اربعة وثلاثين عاما اخرى فى جهاد مع الافيون ، ومع مطاردة الدائنين ، وفى انكباب لا يكل عن القراءة والكتابة ، ولم يبقى طافيا على ذلك المجرى الحزين من النثر العاطفى سوى بضع مقالات فى النقد ، وبضع كتب منها ، القتل باعتباره احد الفنون الجميلة ، وذكريات شعراء البحيرات ، وعربة البريد الانجليزية .
والن الى مقاله القرع على البوابة فى ماكبث منذ صباى المبكر ، وانا فى حيرة دائمة ازاء حدث صغير فى ماكبث ( رواية لشكسبير ) وهو القرع على البوابة بعد قتل دنكان ، كان له اثر بالغ على شعورى ، لم استطع قط ان اجد له تفسيرا ، وكان هذا الاثر هو ان القرع على البوابة ، كان يعكس على القاتل فظاعة غريبة وجدية عميقة صارمة ، ولكنى رغما عن جهودى العنيدة ، لم استطع لسنين عديدة ان اصل عن طريق الفهم ، ان اعرف لماذا يكون للحدث الذى ذكرته هذا التاثير .
واقف هنا لحظة ، وانصح القارىء واحثه على الا يلقى بالا قط الى فهمه ، حين يقف موقف المعارضة من اى خصيصة اخرى من خصائص عقله فمجرد الفهم ، مهما كانت ضرورته وفائدته ، هو ادنأ خصائص العقل البشرى واقلها استحقاقا للثقة . وساعطيك مثالا ، لو طلبت من شخص ان يرسم لك صورة من حائطين فى منزل موجود بالشارع ، فانه لا يستطيع الا اذا كان يعرف الطريقة التى يرسم بها الفنانين ، اذا ما يرى بالعين لا يستطيع الانسان العادى ان ينقله بالمنظر الصحيح ، رغم انه يراه كل يوم .
نعود الى موضوع القرع على بوابة ماكبث ، لم استطع الفهم الى ان ظهر مستر وليامز فى عام 1812 على المسرح لاول مرة كقاطع طريق ، فى طريق راتكليف وارتكب جرائم القتل التى لا نظير لها .
فى ماكبث العمل العظيم لشكسبير كما هى كل اعماله ادخل قاتلين ، ليرضى عنده تلك المقدرة الهائلة الفياضة على الخلق ، وقد جعلهما متميزين احدهما عن الاخر بشكل ملفت للنظر .
ان شكسبير كان يرمى الى اشعارنا بان الطبيعة الانسانية المحبة للحب والرحمة اختفت هنا وحلت محلها طبيعة الشيطان ، وهو ما تحقق باعجاز . الفت نظر القارى الى شيىء هل لاحظ ان اكثر اللحظات اثارة هى التى تخرج فيها تنهيدة من زوجة او اخ او اخت او ابنة فى حالة اغماء ، تعلن عن استئناف الحياة التى توقفت .
لو كنت فى مدينة كبيرة وحضرت جنازة لرجل عظيم يحتل قلوب الناس ، ثم تصادف ان مشيت مرة اخرى فى ذات الطريق ستشعر بذلك الشعور الغريب والسكون الذى يرين على الطريق والبيوت ،.
ايها الشاعر العظيم شكسبير ان اعمالك ليست كاعمال غيرك من الرجال ، مجرد اعمال فنية عظيمة ، بل هى كذلك كالظواهر الطبيعية ، كالشمس والبحر ، والنجوم والازهار ، والصقيع والثلوج ، والمطر والندى ، والعاصفة الثلجية والرعد ، ويجب ان نسخر كل قدراتنا لدراستها ونحن على ثقة كاملة بان ليس فيها زيادة ولا نقصان عن الحد المناسب ، وان ليس فيها شيىء لا فائدة منه او شيىء هامد لا حياة فيه ، بل اننا كلما قطعنا شوطا فى اكتشافاتنا ،رأينا دليلا على خطة محكمة ونظام يتسم بالكمال. والى مقال قادم
#خالد_محمد_جوشن (هاشتاغ)
Khalid_Goshan#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
روائع المقال تأليف : هوستون بيترسون ترجمة: يونس شاهين- التاس
...
-
والنبى ده حرام
-
الخوف
-
تشارلز لام
-
حطيه تحت
-
روائع المقال تأليف : هوستون بيترسون ترجمة: يونس شاهين- الساب
...
-
وحيدة
-
روائع المقال تأليف : هوستون بيترسون ترجمة: يونس شاهين- الساد
...
-
هل بددت حياتى ؟
-
روائع المقال تأليف : هوستون بيترسون ترجمة: يونس شاهين - المق
...
-
جوزيف أديسون
-
روائع المقال تأليف : هوستون بيترسون ترجمة: يونس شاهين الثالث
...
-
روائع المقال تأليف : هوستون بيترسون ترجمة: يونس شاهين - الثا
...
-
روائع المقال تأليف : هوستون بيترسون ترجمة: يونس شاهين الاول:
...
-
حكاية ميراندا
-
هل هزيمة يونية 1976 هزيمة لليسار ؟
-
حيوية المواطنة
-
حلم ولا علم
-
القراءة حياة
-
الحرب ضد الصين قادمة 2
المزيد.....
-
مقتل يحيى السنوار.. CNN حللت فيديو لحظة مقتلة وهذا ما وجدته
...
-
تحذيرات طبية بشأن الإفراط في تناول الباراسيتامول
-
كيف تطورت الكلاب لتلبية احتياجات البشر؟
-
اكتشاف عوالم حيوانية مزدهرة تحت قاع البحر!
-
بماذا سيضحي أردوغان لقبول دولته في -بريكس-؟
-
خبير ألماني يتوقع تقليص الإنفاق الأوروبي على أوكرانيا
-
عقب مقتل السنوار.. بلينكن يشدد لنظيريه القطري والسعودي على ض
...
-
صحة غزة: 1206عائلات فلسطينية مسحت من السجل المدني خلال عام م
...
-
هاريس تدافع عن سياستها.. وجمهوريون ينتقدون أداءها
-
مساعدات أميركية لكييف تزامنا مع إعلان -خطة النصر- الأوكرانية
...
المزيد.....
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
-
الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ
/ ليندة زهير
-
لا تُعارضْ
/ ياسر يونس
-
التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري
/ عبد السلام أديب
-
فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا
...
/ نجم الدين فارس
-
The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun
/ سامي القسيمي
المزيد.....
|