أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عائد زقوت - بلفور والمعركة المستمرة














المزيد.....

بلفور والمعركة المستمرة


عائد زقوت

الحوار المتمدن-العدد: 6720 - 2020 / 11 / 1 - 21:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لستُ أوّل من كتب في هذا الموضوع و بالطّبع لستُ آخرهم ، إنه تصريح بلفور " المشحون، " ولعلّ قارئَ المقال يتنامى إلى ذهنهِ أنَّ الكاتبَ قد وقع في خطأٍ حين وصف تصريح بلفور المشؤوم " بالمشحون " وهو محقٌّ في ذلك ، فقد قرأنا جميعاً الوصف الدائم للتصريح أو الوعد بالمشؤوم ، فقد كان مشؤومًا حقًّا على الأمة العربية عامةً وعلى الفلسطينيين خاصةً ، ولكنّي وصفتُه بالمشحون قصدًا دون خطأ أو نسيان ، وممّا دفعني لذلك أننّي عندما قرأتُ تصريح بلفور لم أجد وعدًا صريحًا بإقامة دولة للصهاينة في فلسطين ، على عكس ما تعلّمناه في ثقافتنا العربية والفلسطينية ، حينها عزمتُ العودة إلى المراجع التاريخيّة ، فوجدتُه تصريحًا ليس مشؤومًا فحسب ، بل إنّه مشحونٌ ، أجل إنه مشحونٌ بِطاقتين ، طاقةٌ سلبيةٌ " تعود علينا " ممتلئةٌ بالحقدِ والكراهيةِ والرغبةِ الجامحةِ في الانتقام ، بل تعدّى ذلك إلى تخطّي الحقوق السياسيّة للعرب والفلسطينيين ، على ارض فلسطين واقرارهم فقط بالحقوق المدنية والدّينية ليس ذلك فحسب بل واقتلاعهم من جذورهم وقتل بذورهم حتى لا تنبتَ أبداً .
و طاقة ٌ أخرى إيجابية " تعود عليهم " ، مليئةٌ بالعيْن الثاقبة وحسن التخطيط والإعداد بل والتنفيذ والمتابعة حتّى يومنا هذا فقد استغلّت بريطانيا وحلفائها اهتمام العرب بالتّخلص من الحكم العثماني الذي دام أكثر من خمسة قرون ، ولا أحد هنا يستطيع أن ينكر الجوانب المضيئة للحكم العثماني ، وفي ذات الوقت ، لا يمكن لعاقلٍ أن ينكر الجوانب المظلمة في فترة الحكم العثماني ، والتي لا زال العرب_على وجه الخصوص_ يُعانون منها حتّى السّاعة ، وأيضاً استغل بلفور حالة حسن النوايا ، الجهل ، الأطماع ، الرغبة في الانتقام من العثمانيين،...... وقد تكون كلها مجتمعه وسَمِّ ما شئتَ من المفردات......، وأيضاً اطمئنان العرب لبريطانيا معتمدين على مراسلات الحسين_ ماكماهون ، فكان هذا التصريح المشحون بطاقته التي لا تنضب من وقت تسميته وطن الصهاينة المزعوم " بفلسطين الانتدابيّة " ، والحفاظ على الحقوق السياسيّة للأقلّية اليهودية في فلسطين إلى حين تقسيم الأمّة العربية إلى دُويلات وفق " سايكس_ بيكو " الذي حوّل الأمة من خير أمةٍ أُخرجت للناس إلى أمة الرئاسات والزعامات والملوك والأمراء والسّلاطين، والتي استمرت رياح التغيير فيها دون توقّف ، فقتلوا المُهيب وألحقوا به العقيد وتخلّصوا من المُشير والفريق، وأبعدوا الشّيخ والوليّ ، وجاؤوا بأشباه الرّجال ، هؤلاء الرجال " عفوا الأشباه " لم يستطيعوا أن يُهاتفوا رئيسًا فُرض عليه الحصار ، لم يستطيعوا أن يُقدّموا مالاً لشعبٍ على وشك الانهيار ، تُرى ماذا هم فاعلون للدماء التي أُريقت وللأشلاء التي تناثرت، ولآهات مآذن القدس وكنائسها ؟
إنّها أمةٌ فقدت بوصلتها فأصبح عدوّها صديقها بل حبيبها ، وصديقها عدوٌّ متربّصٌ بها ، أليس من الغريب والعجيب أن يتنادى هؤلاء الأشباه للبحث في كيفية التعايش والتناغم مع كيان الصهاينة ، بلى إنّه الوعد المشحون ، إذ أنّه ليس من الغريب ولا العجيب أن يختار بلفور أيقونة الله في أرضه " فلسطين " لتكون وطناً للمغتصبين، وكذلك ليس من العجيب أن يكون " الشعب الفلسطيني " هو أيقونة الله من خلقِه ليكون صمّام أمانٍ للأمة ، فهيّوا أيها الفلسطينيون إلى وَحدتكم ، سارعوا إلى حُسنِ إعدادكم ما استطعتم ولتحافظوا على وجهة بوصلتكم إنّها القدس ، ولا يغرنَّكم من خذلكم ليرغموكم على أن تمتطوا سفينة السفول والخزي والعار وتتركوا سفينة النجاة والشرف والسؤدد ، فالمعركة مستمرة وتستعر جذوتها ظانين أنهم هيئوا المسرح من جديد ليطمسوا ما تبقى من فلسطين ، فهيهات هيهات أن ينالوا ذلك ، إنَّ حلف سان ريمو الذي عهد إلى بريطانيا مهمة تنفيذ وعد بلفور و من خلفها أميركا وفرنسا وايطاليا واليابان لا زالوا غير معترفين بخطيئتهم التاريخية بإحلال جماعات متفرقة مكان شعب ضارب جذوره في أعماق التاريخ ، فهل ننتظر شيئاً منصفاً من الطغمة الحاكمة التي تُعلي المصالح والمال على السلم العالمي .



#عائد_زقوت (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حرب الوجدان
- الفلسطينيون بين الحقوق والعقوق
- الحوار الفلسطيني بين المطرقة والسندان
- الكورونا ومملكة الشيطان
- الفيروس العربي


المزيد.....




- نتنياهو يعاود الحديث عن حرب القيامة والجبهات السبع ويحدد شرو ...
- وزير خارجية إسرائيل: الاعتراف الفرنسي بدولة فلسطين -خطأ جسيم ...
- معلقون يتفاعلون مع قرار حظر الإمارات التحدث باللهجة المحلية ...
- بوتين يعلن عن هدنة في شرق أوكرانيا بمناسبة عيد الفصح وزيلينس ...
- المحكمة العليا الأمريكية تقرر تعليق عمليات ترحيل مهاجرين فنز ...
- وزارة الدفاع الروسية تعلن عن عودة 246 جنديا من الأسر في عملي ...
- البحرية الجزائرية تجلي 3 بحارة بريطانيين من سفينتهم بعد تعرض ...
- الأمن التونسي يعلن عن أكبر عملية ضبط لمواد مخدرة في تاريخ ال ...
- -عملناها عالضيق وما عزمنا حدا-... سلاف فواخرجي ترد بعد تداول ...
- بغداد ودمشق.. علاقات بين التعاون والتحفظ


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عائد زقوت - بلفور والمعركة المستمرة