علي موللا نعسان
شاعر و كاتب و مترجم
(Ali Molla Nasan)
الحوار المتمدن-العدد: 6719 - 2020 / 10 / 30 - 23:22
المحور:
الادب والفن
دروبُ الطموح
سبى الطموحَ حياةٌ زارَها الشغَفُ
على مُتونِ فُروسٍ جامُها الشَّرَفُ
و الفكرُ رامقَ في الأجواءِ مُعْتَقداً
ساهى كلامَ النُّهى مذْ حثَّهُ الهدفُ
و العزمُ زكَّى حصانَ الجودِ منتفضاً
كما الطعامُ المُشوَّى عجَّهُ اللَّهَفُ
و النَّفْسُ راحتْ تُصافي حكْمةً قدُماً
فانتابها في عُرى جولِ المدى الشَّظَفُ
سديمُ صيفِ الوغى جافى على رمضٍ
جَسارةً حشرجتْ مذْ ساقها الصَّلَفُ
و الروعُ غامرَ في حاكورةٍ عمِشتْ
على ترابُ الحمى مذْ عمَّها الكَلَفُ
و الفكرُ أَوْمَضَ من مهتافِ كارثةٍ
و الشَّكُّ تلْثُمُهُ الأحداثُ و الجُرُفُ
و الدارُ من رقدةِ الأشجارِ قَدْ حزِنتْ
يجفو عليها الرؤى مذْ شاكها الرَّجفُ
و العيْشُ في زحمةِ الأفكارِ يَرْعُسُهُ
سِرْبُ الخيولُ إذا ما هاجها العُرُفُ
ماذا أرومُ و قد عضَّ الدنى عَطَنٌ
و ماجَ في الصَّدْرِ غَمٌّ عصَّهُ الوجَفُ
إذا الكِرامُ رعوا في لَحْظَةٍ كرماً
لاقى العبادُ كُفىً قدْ ضمَّها السَّعَفُ
و إنْ روى الحزمَ صِدْقٌ برَّهُ عملٌ
أعيلَ صبرٌ على الأرزاءِ يلتحِفُ
صافي الطموحِ المعنَّى يبتغي أملاً
على قشورِ الرضى إن شابهُ الجُلَفُ
مَن صعَّر الخدَّ في ساحٍ على جملٍ
لقى الذنوبَ و جافى الناسَ تعتسفُ
و من توانى و أضنى العقلَ في ولهٍ
و عاشر الذِّئبَ فيما رامَ ينخسفُ
فَحازمُ المقتضى لا يطغى على أحدٍ
و إنَّ فـيـهِ مـن الإِنْصافِ ما يهِفُ
و فاطرُ الكونِ إذْ يضْفي النُّهى نِعَماً
من العطايا إذا ما القومُ قدْ هتفوا
فالكونُ من موْطِنِ الأحلامِ مُحْتَدِمٌ
ينأى إذا ما البرى قدْ هدَّهُ الجَلَفُ
إنَّ الطُّموحَ طريقٌ سامُهُ هدَفٌ
و إنَّ عِطْرَ النُّهى قدْ جلَّهُ القَطَفُ
و الروحُ من شممِ الأذهانِ قدْ طَرِبَتْ
كما أريجُ النُّهى بالزهرِ يَحْتَصِفُ
إذا الدروبُ وشتْ في حكمةٍ أملاً
وعى الطموحُ دروباً عجَّها الطُّرَفُ
هوى الطُّمُوحِ أشادَ العقلَ في ورعٍ
على تخومِ الرؤى مذْ راقهُ الهَدَفُ
فَمنْ برى الفِكْرَ في مِجدافِ مَرْكبهِ
و ارتادَ ماخورَ قصدِ العَيْشِ ينْخَسِفُ
Ali Molla Nasan
Oslo 29-10-2020
#علي_موللا_نعسان (هاشتاغ)
Ali_Molla_Nasan#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟