أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - ترتيب بيت المسلمين في فرنسا ضرورة عبر مؤتمر جامع ...















المزيد.....

ترتيب بيت المسلمين في فرنسا ضرورة عبر مؤتمر جامع ...


مروان صباح

الحوار المتمدن-العدد: 6719 - 2020 / 10 / 30 - 16:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


/ كتبنا الكثير عن قضايا مختلفة ، منها المرهفة التى ربما لم تقرأ بتًّ ، ممكن لأننا مازالنا على قيد الحياة وأخرى خشنة ، لا يكتبها الكاتب سوى مرة واحدة ، وذلك لإرتباطها بمواقف تأتي مرة في الحياة ، إذن التبسيط هنا يساعد شرح الديناميات التى كانت قرينة لحركة الدعوة الإسلامية في البدايات ، وعلى الرغم من حجم السخرية والاستهزاء الذي تعرض له نبيّ هذه الأمة وخصيصاً من الوليد بن المغيرة والاسودين والعاصي بن وائل والحارث ، أبداً لم يأمر الرسول أو خالقه أحد لكي يقتص من أي جهة تناولته بسوء ، بل رب العزة قال في كتابه العزيز مخاطباً النبي ( ولقد نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون ) ومن ثم أتبعها بأكثر من ذلك ، عندما أشار في القران بشكل واضح وجلي لا يحتمل اللبس ابداً ، ( وإذا رأوك إن يتخذونك إلا هزواً & أهذا الذي بعث الله رسولاً ) ، إذن الأمور وصلت لحد أن الرسول محمد صل الله عليه وسلم واجه بمفرده حرباً نفسية لدرجة أن زعماء قريش قرروا ممارسة أقصى الضغوط بهدف منعه من الخروج من بيته ، وهذا تاريخ مؤرخ ومحفوظ بل يعتبر درساً عميقاً لا يحق لأحد القفز عنه بتاتاً ، فعندما تحصل عملية وحشية بحق الأبرياء ، مطلوب من الجميع الابتعاد بالقدر الممكن عن لعبة السياسة والانكباب على معالجة المأساة وأسبابها ، لأن العقل والمنطق والعلمانية التى تتبناها الجمهورية الفرنسية ، جميعها تؤكد في مضامينها ، من المفترض معالجة الحدث وأسبابه وعدم الاكتفاء بإتخاذ إجراءات مؤقتة أو أن الحكومة تكتفي بالانحياز للضحية وتدير ظهرها للفكر الإجرامي دون معالجته ، وبالتالي من الأولى قبل كل شيء النظر اولاً لفعل الأستاذ الفرنسي . صحيح أن القانون يكفل له الحرية في تناول أي موضوع ، لكن المنطق يقول بأن احياناً الإساءة لمكون كبير وفاعل في فرنسا ، هو فعل يرتقي إلى إشعال الفتنة بين المجتمع الواحد ، وايضاً يثير حساسيات دولية بين باريس والعواصم الإسلامية ، إذن الحل ليس بالعناد أو بالاستمرار في نشر الرسومات ولا ايضاً بالتهديد من أجل وقف نشرها ، بل من المفترض للمجلس الأمن القومي الفرنسي ومجلس الأمن الخاص بالاتحاد الأوروبي أن يقولا كلمتهما وتصوراتهم للمخاطر التى يمكن تنتج عن الاستمرار بنشر رسومات لا تقدم ولا تؤخر لدى ناشرها ، اللهم إلا إذا كان الهدف من نشرها هو تعريض السلم الأهلي لأزمات كبرى .

البشرية الأن في مركب واحد ، الجميع يواجه فيروس كوفيد 19 ، هو عنيد ويعلم كيف يتمدد ثم يتقلص وبالتالي يعتبر زئبقي ، إذن من هو المستفيد من فتح معارك أخرى ، بل السؤال الجوهري ، هل قدر الناس مواجهة بعضهم البعض على الدوام ، كأنه جزء لا يتجزأ من شروط الحياة ، ودون أدنى شك ، أنا شخصياً أتعاطف وانحاز تماماً لجميع الضحايا الذين سقطوا مقتولون بسبب آرائهم المختلفة أو لأي شيء آخر ، بل لا يحق لأي فرد على هذه الأرض معاقبة الآخر بالقتل لأنه يختلف معه بالرأي ، لكن في الوقت ذاته ، لا أعتبر في المقام الأول ، أن ناشر الرسومات يستحق درجة أستاذ ، لأنه لا يمتلك الحد الأدنى من علم المقارنات ، وبالتالي عندما يحرص على تناول جزء شخصي عن حياة النبي محمد ، هو صنعَّ يفسر نفسه ، بل هذه المقارنات تحتاج لأستاذ لاهوتي لكي يتمكن دراسة القرآن من الناحية العلمية والمنطقية والروحية ، بل خطورة ترويج لمثل هذه الرسومات لا تقتصر إساءتها للمسلمين فحسب أو أنها فقط تحرك الفتن وتهدد العيش المشترك بل ايضاً تساهم في تدجين الوعي الفرنسي على الخمول الفكري تحديداً والأوروبي عامة ، وهذا تماماً ما تحاول الحكومة الفرنسية أستخدامه عبر لغة خشنة عديمة المنطق ، فعندما يعجز المجلس الأمن القومي في التفريق بين جموع الفرنسين من الأصول الإسلامية والإرهابيون ، فإن بذلك تكون الدولة حادت عن ديمقراطيته وعلمانيتها ، بل إستمرار نشر الرسومات ، يعتبر موقف اختزالي لا يصب في مصالح الجمهورية العليا .

بغض النظر ، إلى ما عرف عن خطبة الرئيس ماكرون من تشدد مضاد للعمليات الإرهابية ، فالتشدد ال غير مفسر ، بالتأكيد لا ينسجم مع المقارنات ، فالحكاية ليست في نشر الرسومات أو عدم نشرها ، بل السؤال الأهم ، هل تمتلك الرسومات فكراً أو رأياً بسيطاً أو مجرد الغاية منها الاستهزاء فقط من أجل الاستهزاء بأمة كاملة وليس فرد فحسب ، وبالتالي أين تتجلى الحكمة عندما تشن الدولة الفرنسية حرباً على من لم يقتلوا أو يسيئوا لأحد من أجل المحافظة على علمانيتها ، هو هجوم لا يرتقي للمنطق ولا لأدبيات العلمانية التى تمثلها الجمهورية ، بل من شروط العلم أن يحرص المرء على مخاطبة العقول الشبابية بالعلم وليس من خلال رسومات التى لا تحمل في مضامينها سوى الاستهزاء ومراكمة التضليل الذي يفرز عادةً تجهيل لجيل يتعامل مع عصر التكنولوجيا ، بل المقصد الحقيقي ، هو حجب الحقيقة عن المجتمع بالكامل عبر خطاب تجهيلي ، إذن قد يقول قائلاً أننا بهذا الطرح نقفز على دماء الضحايا الذين تُقطع رؤوسهم بالسكاكين ، ابداً ، بل وظيفتنا هي تقديم أفكار متنوعة لكي لا ينحصر الكل في حفرة الفتنة المتنامية ، لأن في مثل هذه الأحداث الفردية والتى لا تمثل الأغلبية ولا حتى الأقلية القليلة ، من الجدير توظيف كل الإمكانيات لكي لا تخوض الدولة حرب عشوائية ، لأن الإفراط في عدم تقدير المواقف يساهم بإعادة الماضي المثقل بالعذابات .

ذات مرة قال الفيلسوف ابن رشد ، أن العقل العام المطلق باقي على الدهر ، قابل للانفصال عن الجسم ، وأن العقل الفردي فاني مع البدن ، وهذه الفلسفة لها علاقة بإدراك الأشياء من خلال التصورات والحاسيات ، وبالتالي مطالبة الرئيس ماكرون بالانفصالية الإسلامية لم تكن بعيدة عن الشعور الذي تنامى بالفعل لدى أغلبية الجمهور العربي بالانفصال الشعوري والثقافي عن الجماعات الإسلامية أو تلك الدول التى استطاعت الاحزاب الإسلامية استلام السلطة فيها مثل السودان ، فعندما تقوم ثورة شعبية على سلطة زعمت أنها ترغب بإقامة نظام إسلامي كحل لقضايا السودانيين ، ثم تفشل فشلاً ذريعاً الذي بدوره أوصل الناس إلى مرحلة التيهة وانقسام الجغرافيا وتعريض البلد للتفتيت ، وهذه الانفصالية لم تكن جديدة بقدر أنها قديمة مع التحول التى شهدته الدولة الإسلامية عندما تحول النظام من خادم للأمة إلى سارقها ومن قائم على شؤونها إلى مالكها ، بالمعنى العبودية ، إذن باختصار ، لا بد لمسلمو فرنسا الفصل بين الإساءة للرسول أو الدين ، والانفصالية كمشروع تريد الجمهورية الفرنسية توطين إدارة العبادة لمسلمين فرنسا ، وهذا حق من حقوق الدولة ، لكن ما يحتاجه مجلس الامن القومي الفرنسي ، إطلاق دعوة لمسلمين فرنسا ، يدعوهم إلى مؤتمر يرتب البيت الفرنسي عامةً والعلاقة بين دور العبادة والحكومة .

إذ أنها ايضاً خلاصة لاختلاس خاص في دمج المعاقل المنفلتة إذا جاز التعبير هكذا ، وبالتالي عندما يُقّدم بعض الأشخاص بإعمار شبابية ( أول عمرهم ) على صنع جرائم كالتي حصلت بحق العزل في العاصمة الفرنسية باريس أو مدن أخرى ، فإن الوقائع تشير بأن هناك من يقف خلف هؤلاء الفاعلين ، أقل ما يمكن توصيفهم بأشخاص بسيكوباتيون ، لأنهم يعتقدون بأنفسهم أنهم عقلاء من خلال إمكانياتهم بالهيمنة على عقول الآخرين والتأثير بأفكارهم والتلاعب بمشاعرهم ، بل يتلذذون بتعذيب الآخرين من خلال إعطاء المعبأ وعود كثيرة ، لكن دائماً لا يستطيعون الوفاء بشيء منها ، وهذا يفسر كيف يتنكرون لأي حادث عندما يتم اعتقالهم بعد كل عملية قتل ، كانوا قد ساهموا بتحريض فاعلها على ارتكابها . والسلام



#مروان_صباح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القذافي من الصحراء إلى المدينة / زنقة زنقة على ايقاع قرية قر ...
- مهمة الدولة تتجاوز التدابير الأمنية ...
- موقع المناظرات الأمريكية / جامع المدينة أول جامعة شاملة ومجا ...
- هستيريا المذهبية والاستخفاف بالفيروس وجدانيات ترمب ...
- رسائل هيلاري الافتراضية أسقطت أنظمة افتراضية ، فكيف لو إستخد ...
- الهدف واحد والاختلاف بالمعجم / درويش والمتنبي .
- أهم واحة للتكنولوجيا في العالم / الثورة الهبيزية أنتجت الثور ...
- المطلوب الانتقال من التشابك إلى التضامن ، أما الخطب الديماغو ...
- واحة الإحساء ...
- أخطاء من الصعب تصحيحها ...
- الرئيس ترمب والعالم ...
- وكالة سي آي أيه CIA نقلت البشرية بخفة من التملك الطبيعي إلى ...
- أنه يحدث كل يوم ...
- ماذا يحتاج الأردن في ظل محيط يغلي غلي ...
- الاعتماد على قصور الناس للإدراك ، من حرق سوريا ...
- موليير الفرنسي وموليير العربي ابن البلد ...
- تونس فرصة العرب في التجديد ...
- لبنان في العناية الفائقة ...
- بروكرست والأسد ...
- قتلة الجزائر / ثوريون ووطنين لكنهم مضطربون نفسياً ...


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - ترتيب بيت المسلمين في فرنسا ضرورة عبر مؤتمر جامع ...