التاريخ يتكلم 15 الشهيدة امال

كاترين ميخائيل

الحوار المتمدن-العدد: 1608 - 2006 / 7 / 11 - 10:00
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    

التاريخ يتكلم الحلقة 15
د. امال المعملجي

اليوم الاثنين 7/3 في حوالي السادسة مساء ذهبت الى محطة الوقود وفوجئت بان قوات الحرية تحرس منطقة الكرادة، وقوات بدر هي التي تحرس المحطة بعد تراجع القوات النظامية وانسحابها الكامل من المنطقة لصالح قوات بدر (المفروض انها قوة سياسية في محطة دخلت البرلمان على هذا الاساس) وعندما شاهدوني بدون حجاب بدأ الصراخ (روحي روحي من هنا ) ورفضوا السماح لي بدخول المحطة ، بل ان احدهم اخذ بلطم السيارة بيده لان لديه سلطة رمي مطلقة للرصاص (سلطة ادخال البشر الجنة ) فحتما لدية سلطة ادخالهم إلى محطة الوقود !

هل ستتحق الديموقراطية في العراق باعضاء برلمان لايعرفون معاناة العراقي واين دور المنظمات النسائية من كل هذا؟
د. أوراس حداد ابنة الشهيدة آمال بعثت لي برسالة ، عندما استلمتها تواردت كلمات الشهيدة الى ذهني عندما التقيتها عام 2004 قبل استشهادها باشهر . حيث استشهدت مع زميلاتها وهي ذاهبة للعمل عندما كانت نائبة وزيرة البلديات وهي في دربها لتبني العراق الديمقراطي .

اود ان اذكر ان الشهيدة الدكتورة امال المعملجي شيعية كربلائية كانت تفكر انها عراقية قبل اي شئ اخر . سمعتها تقول عشرات المرات اود ان اعمل مع نساء مدينة الثورة ومعظم اهلها من الطبقات الفقيرة بل كلها شيعية وسقطت الشهيدة على ايدي الارهابين وهي تبحث عن اساليب متطورة للنهوض بوضع المراة الاقتصادي والاجتماعي ...الخ . كانت تبحث جهد امكانها لتطوير امكانيات المراة العراقية . وربما الشهيدة تكون قد قدمت خدمة لوالدة او اخت او زوجة احد هؤلاء الذين يحملون السلاح من قوات بدر الذي جاء الى حلبة الميليشيات المتخلفة واليوم يود ان يرمي ابنتها الشابة الدكتورة اوراس . هل هذا جزاء د. اوراس فقدت والدتها برصاص الارهاب وهي تدافع عن نساء مدينة الثورة ومدن عراقية اخرى واليوم نحن امام واقع اكثر مرارة من عام 2004 العام الذي استشهدت به الدكتورة امال . امام حكم المليشيات التي تربت على افكار جاءت من رجال المليشيات الذين لا يفقهون بالسياسة بل هم رجال من طينة اخرى عليهم ان يرجعوا الى كتبهم ويتركو السياسة لاصحابها . الاحزاب الدينية من الشيعة والسنة تتحمل جزء من المسؤولية بتحويل العراق الى بحيرة دم . التاريخ سيتكلم يوما ما ويحاسب هؤلاء الذين دمروا الحضارة القديمة لهذا البلد العريق الذي علم العالم اجمع ما معنى القانون على ايدي حمورابي قبل الاف السنين .

اليوم يقف موفق الربيعي مسؤول الامن القومي امام الصحفيين ليتحدث عن الارهاب لكنه تناسى ارهاب الميلشيات التي هي جزء من حزبه وتدعم من جارته الحبيبة الى قلبه ايران . ماذا تقول عندما تقتل فتاة في البصرة لانها ذهبت الى سفرة جامعية مع زملاءها علما السفرات الجامعية المختلطة تقليد تاريخي في جامعات العراق انا ساهمت باكثر من مئة سفرة جامعية في حياتي في السبعينات . الجو الجامعي بين الطلبة يتحول الى جوء عائلي فاين الخطأ بذلك ؟ انا اسأل موفق الربيعي هل احدا من دائرته حاسب قاتل هذه الانسانة البريئة ؟ اسأل موفق الربيعي . كم تحقيق واستفسار فتح مع ميليشياته الارهابية التي يذهب يوميا عشرات الشهداء على ايديهم ؟ انه يذكر الارهاب الذي يفجر السيارات ويتناسى ارهاب ميلشياته الذي يصدر من حبيبته ايران . هل الذبح على ايدي الارهابين حرام لكن الذبح والاختطاف والتخلف الذي يأتي من البصرة والميلشيات المهدية - الجعفرية - البدرية -الربيعية حلال بمعادلته السياسية الفاشلة .
فما عليكم ياايها القادة غير السياسيين الا ان تعترفوا بأنكم لستم مؤهلين لقيادة العراق في هذه الفترة العصيبة اذا كانت بنت الشهيدة امال ستقتل لانها غير محجبة ومقياسكم هو قطعة قماش مساحتها متر مربع لتثبت الهوية البدرية الايرانية .
امامكم طريقين لا ثالث اما ان تنزعوا الحزام الديني والطائفي لتسيرو بطريق العراق الجديد الديمقراطي , او تستمروا بنفس هذا النهج الديني المتطرف وهذا سيكلفكم غاليا من ارواح العراقيين وبالنهاية انتم اول الخاسرين والمهزومين من الساحة .

#كاترين_ميخائيل (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات