أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حسن خالد - المرضى النفسيين















المزيد.....

المرضى النفسيين


حسن خالد

الحوار المتمدن-العدد: 6719 - 2020 / 10 / 30 - 08:19
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


بين نظام الجلسات و تعاطي لدواء
قال أحدهم قبل موته " لا يستطيع القلق أن ينزع أحزان الغد ، لكنه يسرق قوة الحاضر "...
ترافق الاهتمام بالصحة النفسية/العقلية منذ القِدم مع الإهتمام بالصحة العامة وإن كان الغموض يشوبه ، والمنطق الحديث يقول لا صحة بدون الخلو من الاضطرابات السلوكية والوجدانية ولأن "العقل السليم في الجسم السليم " كما يذهب لذلك العقل الباطني التراثي !
* فما هو المرض النفسي؟!!
يُعرف المرض النفسي : بأنه حدوث خلل في الوظائف الطبيعية المتعلقة بشخصية الإنسان ، ويحدث هذا الخلل نتيجة لحدوث انحراف ما ، أو نتيجة الوقوع في أزمة ما ، أو نتيجة التعرض لصدمة حادة.
وبرز الاهتمام بالصحة النفسية منذ القديم ، وإن كانت الإهتمامات مبهمة و خجولة ، شابتها سلسلة من التصورات والإجراءات الخاطئة والمؤلمة لمعالجتها ك "الكي بالنار" أو "اللجوء للضرب المبرح" ل"طرد الجن" الذي سكن جسده أو إخراج "الأرواح الشريرة" من الجسد؟!
لكن في العصر الحديث اكتسبت منهجية أكثر وضوحا مع بروز نهضة العلوم في كافة المجالات فظهر "علم النفس"وعنه "علم النفس الاجتماعي" والذي يبحث في السلوك البشري ، وما يعتريه من تصرفات وسلوكيات ، وتعددت مدارسه/اتجاهاته/ ورواده ما بين مدرسة التحليل النفسي"فرويد" و المدرسة السلوكية "واتسون" و المدرسة الشكلية"الجشطالت" وظهر من حاول التوفيق ما بين أكثر من إتجاه ليستفيد من نقاط قوة كل اتجاه فبرزت مدرسة ( العلاج السلوكي - المعرفي ).
هذا الإتجاه أخذ على عاتقه علاج الحالات النفسية التي تعاني اضطرابات تختلف تدرّجا في شدتها من القلق والتوتر و الصدمة و الإكتئاب "مرض العصر" وغيرها...
يرى أنصار هذا الإتجاه أن الأخصائي النفسي المتمرن والذي ينبغي أن يتمتع بصفات الموضوعية والسرية والإلتزام وغيرها من الصفات التي تتطلبها نجاح "المعالج" ليستطيع تقديم العلاج بالجلسات للعميل" المتعالج" والتي يمكن أن تتعدد بحسب تمكّن المرض منه ، هو السبيل الأنجع في التعامل معه ، وتفضّل هذا المدرسة تقديم العلاج المناسب (عن طريق الجلسات) في التعاطي مع "العميل" وربما اللجوء لبيئته الاجتماعية واشراكها في عملية العلاج الأنسب إن تطلبت مجريات الحالة ذلك لصالح العملية العلاجية (على التعامل الدوائي) معه . وترى بأن العلاج الدوائي لبعض الحالات النفسية هو علاج ضروري ، يستخدم مع بعض الحالات النفسية ويعطى حلولا سريعة ، كما أنه مهم وضروري في حالات الذهانات ولا يمكن الاستغناء عنه لكنه مؤقت ، ولا يحمينا من الانتكاسة التي تبين الدراسات بأن نسبتها عالية ...
فقد جرت دراسات بريطانية و أثبتت أن جلسات العلاج المعرفي السلوكي TCC تحمي من الانتكاسة وتساعد على التحسن اكثر من العلاج الدوائي
لذى لا ينبغي أن نستسلم للحلول السريعة.
ينصح هذا الإتجاه دائما بتدعيم العلاج النفسي بجلسات العلاج المعرفي السلوكي ، التي تساعدك في التغلب على مشكلاتك النفسية حتى تصل للاستغناء عن الدواء وعن الجلسات النفسية معاً ، لتصبح معالج نفسك ، وهذا هو أساسا هدف نظام الجلسات في العلاج المعرفي السلوكي فهو ليس حلا سريعا لجميع المشاكل والتوترات التي يعاني منها المستفيد بل هي حصيلة تدريب لعدد من الجلسات حتى تصل الى حالة من الوعي.
وينبغي معرفة أن جلسات العلاج المعرفي السلوكي تحتاج إلى وقت أطول وجهد أكبر للوصول للتعافي التام .
إن غالبية الحالات التي ترتاد أو التي ينبغي أن ترتاد العيادة النفسية تحتاج إلى جلسات علاجية فقط وخاصة إن تمكنّا من معرفة حاجتها لهذه الطريقة في العلاج في مراحلها "المبكرة" ونقول ذلك لمعرفتنا بما يترافق ذلك من الوصمة والعار التي من الممكن أن تلحق بالمريض النفسي أو مرتادي العيادة النفسية
ولا ينصح هذا الإتجاه باتباع العلاج الدوائي إلى بعد أن يقدم له العلاج المعرفي السلوكي عن طريق مختص متمكن "معالج" والذي يمكن أن يستعين بالطبيب النفسي ووضعه في حيثيات الحالة التي يحاول علاجها وأخذ المشورة ولا بد أن تكون ضمن حالات يسمح بها شروط و اخلاقيات العيادة النفسية لأن المعالج النفسي يختلف عن الطبيب النفسي في نقطتين جوهريتين
- المعالج النفسي خريج كلية العلوم الاجتماعية / النفسية ولا ينبغي أن يحدد نوعية الدواء حتى لو كان يعرف الدواء المناسب فينبغي أن يضع الطبيب النفسي في تفاصيل الحالة والتدخل الدوائي إذا لزم الأمر .
- الطبيب النفسي خريج كلية الطب البشري ويحق له وحده وصف وكتابة الدواء
لأن العلاج الدوائي :
- لن يعلمك أو يساعدك في كيفية التعامل مع الأفكار القلقة التي تظهر لدى العميل.
- ولأن التدخل الدوائي لن يعلم "العميل" النفسي ما هي السلوكيات الخاطئة التي تجعل قلقه وإضطرابه في مستويات مرتفعة.
- كذلك إن التدخل الدوائي لن يُعلّم "العميل" كيف يدير مشاعره واحاسيسه بطريقة واقعية وسليمة.
- إن التدخل الدوائي لن يعلم "العميل" كيف يتقبل مشاعره ويتعامل مع المواقف الارتجالية التي ترافقه وكيف يتعامل مع المواقف الجديدة في حياته.
إن العيادة النفسية التي تتعامل من خلال تقديم خدمة العلاج المعرفي السلوكي تساعد "العميل" للوصول إلى الشفاء التام وتعينه في تغيير نمط حياته والتأقلم بشكل أفضل مع انتكاساته و محيطه.
ويعد العلاج السلوكي المعرفي أحد أشكال العلاج النفسي الذي يركّز على تغيير أنماط "التفكير والمشاعر والسلوكيات " المختلة وظيفيا لصالح المراجع ولتمكينه والأخذ بيده في إدارة حالته بنفسه إلى أبعد حدٍّ ممكن .
كما أن آلية عمل جديدة قد دخلت هذا المجال وتجربة العيادة النفسية الإلكترونية تبشر بنتائج وتنافسية ناجعة .
* و الأدوية النفسية/ حال التدخل الدوائي/ هي أيضا علاجات مقوننة وليست عملية مؤدية للإدمان كما يعتقد البعض ، اذا استخدمت بدون استشارة "الطبيب النفسي" فعواقبها ستكون وخيمة؟
وهناك الطرق المكملة لعلاج الحالات النفسية لأن العلاج المعرفي السلوكي والعلاج بالأدوية لا تغطي جميع حلقات المرض النفسي وحالاته ؟
فيلجأ المهتمون إلى طرق علاجية مكملة منها :
- العلاج بالروحانيات وتتوقف على درجة التعلق بها و والإيمان بنتائجها
- العلاج بالإبر الصينية
- تمارين الاسترخاء
- التداوي بالفن و بالموسيقى
- التداوي بالأعشاب الطبيعية
- العلاج بالصدمة الكهربائية "في حالات خاصة" على مبدأ "آخر العلاج الكي "
خلاصة القول : المرض النفسي مثله مثل المرض العضوي له مسببات وارتدادات على المريض ، ونتائج مترتبة ولكي يعود المريض النفسي إلى حالة التوازن النفسي/الاجتماعي ، وينخرط في محيطه في حدوده الدنيا ، ينبغي معرفة المسببات للوصول إلى الطرق الأنجع لينخرط الفرد في محيطه ويتأقلم مع متطلبات الحياة التشاركية كونه" اجتماعي ".
وتحتاج العملية برمتها إلى جهود وتكاتف المؤسسات والهيئات الرسمية والمدنية وحملات توعية أسرية / مجتمعية ، ومساندة إعلامية مستدامة وإشراك المنهاج التربوي/ التعليمي فيها من خلال إفراد مساحة وبالتدرج للصحة النفسية عبر مراخلها المتنوعة ؟
ينبغي التعامل مع المرض النفسي و "المريض النفسي" كحالة أو كشخص يحتاج لعلاج ، وأن الكثير من التصورات الخاطئة التي تتسيد المشهد والرؤية فيما يتعلق بالصحة النفسية ينبغي ايضاحها والتخلص منها وبأنها ليست وصمة عار ولا تدعو للخجل ، إنما تستدعي تقبلا من المحيط الأسري والاجتماعي و تدخلا من مختص من خلال العيادة النفسية...



#حسن_خالد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصة قصيرة : فقط يوما واحداً
- قصيدة : -يا بُنيتي-
- محاربة التاريخ والثقافة
- جدلية : حرية التعبير
- قصيدة : أين الغياب
- منظمات المجتمع المدني
- -عايز تستكردني-
- تساؤل قانوني
- ساحة الحرب الافتراضية؟!!
- الأشكال الجديدة لعبودية
- المنطقة الآمنة...ما لها وما عليها
- عفرين والتطهير العرقي
- عندما تتمرد الذاكرة
- بناء السلام والمناهج الدراسية...
- نحو ثقافة بناء السلام
- من يجرؤ على انصاف الكرد
- من طقوس العيد
- مقال
- سقوط الدولة الوطنية
- الحرب النفسية


المزيد.....




- انحرف وانفجر أمام الكاميرا.. شاهد لحظة تحطم صاروخ فضاء ألمان ...
- كيف رد علي خامنئي على تهديدات ترامب بقصف إيران؟
- الشرع بعد صلاة العيد بقصر الشعب: -أمامنا طريق طويل وشاق-
- -بوليتيكو-: ترامب يخفف لهجته تجاه بوتين ويعلن ثقته في صواب ق ...
- تقارير: مقتل أكثر من 700 إثر انهيار مساجد بسبب الزلزال في مي ...
- ترامب: الرسوم الجمركية المضادة ستستهدف جميع البلدان
- أرمينيا تخطر -الأمن الجماعي- برفضها الإسهام في تمويل المنظمة ...
- هولندا تدعم أسطولها بسفينة عسكرية من جيل جديد
- هولندا تعلن عن ملياري يورو إضافية لتسليح نظام كييف
- أسباب عدم انتظام دقات القلب


المزيد.....

- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حسن خالد - المرضى النفسيين