|
ديموقراطية امريكا في دعمها خلع الرئيس الفنزويلي .. وتسمية رئيس اخر بالوكالة ..
عصام محمد جميل مروة
الحوار المتمدن-العدد: 6718 - 2020 / 10 / 29 - 14:58
المحور:
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
تعمل الولايات المتحدة الامريكية على تخربة الدول اللاتينية في جنوب امريكا التي كانت في مواجهتها منذُ قرنين من الزمن عندما ثار البطل سيمون بوليفار الذي يُعتبرُ الأب الروحي لتلك الدول التي عانت طِوالاً في ايامها الصعبة نتيجة الإستعمار والإحتلال الإسباني الذي نشر حينها سياسات التوسع تنافساً للدول التي تفتح المقاطعات على طريقة الغزو الإستغلالي للثروات من باب التمسك بالثقافات ونشر اللغات وكانت فرنسا وإسبانيا حينها يتنافسون مع الأمبراطوريات الأخرى . لكننا نشهد في هَذِهِ الأيام تصاعداً في عودة اليسار الى ربوع تلك الدول وكان اخرها فوز ونصر خليفة الرئيس البوليفي " ايفو موراليس " الذي نُصِبّ حديثاً بفوز ساحق في بوليفيا ويكاد الرئيس المنتخب "لويس آرسي" رئيساً توافقياً قد يقف بوجه التدخل الأمريكى الفاضح في فينزويلا البلاد التي كانت مركزاً اساسياً لإنطلاق الثورات ضد الإستعمار والإستعباد للشعوب المقهورة !؟ السؤال اليوم هل سوف تتمكن القوى الفينزويلية في ترتيب بيتها بعد مرور البلاد في خضات من التآمر الخطير الذي سوف يأخذ البلاد الى مراحل غامضة بعد تصريحات دونالد ترامب في اتهام فينزويلا انها دولة إرهابية تقف الى جانب الأشرار !؟. لقد شاهدنا منذُ اكثر من ثلاثة عقود من الزمن وتحديداً بعد ما اصبحت الولايات المتحدة الامريكية الراعية الاولى والاخيرة الى الحظيرة العالمية حسب التعبير الفذلكي الذي صرح عَنْهُ مراراً وزير الخارجية الامريكي واليهودي والصهيوني الأفكار هنري كسينجر لأن الرجل معروف عن تغريداتهِ وتصريحاته في عدم تنافس اي قوة في العالم الحالى والوقوف امام خطط الولايات المتحدة الامريكية سواءاً كان ذلك سلماً ام حرباً ام اقتصاداً وتجلى ذلك مع مطلع التسعينيات من القرن الماضي نتيجة إنتهاء الفترة السوفييتية التي كانت تجارى وتنافس وتقاسم الولايات المتحدة الامريكية حكم العالم . بعد الصراعات المتنقلة من قارة الى اخرى ها هي الادارة الامريكية تفتح الحروب مجدداً في فنزويلا بعد عقدين من الزمن عندما دعمت إدارة جورج بوش الابن محاولة الانقلاب المشهورة التي كادت ان تقضي على مستقبل فنزويلا ورئيسها أنذاك المناضل الكبير "هوغو شافيز" الذي نجا في اعجوبةً من محاولات الاغتيال إياها وتنقل متنكراً بين الفرق العسكرية التي "غُرر بها " ، إلا انهُ سرعان ما عاد الى سابق عهده متحولاً الى مناضلاً اكبر وأوسع و تعهد بإتفاقيات أقوى مع الزعيم الكوبي فيديل كاسترو في التصدى للمشاريع الإمبريالية التي تعمل امريكا من اجل فرض سياساتها العنصرية ضد الشعوب ومصادرة ثرواتها تحت تغطية وتسمية الحرية والديموقراطية، وكلنا رأينا المناضل هوغو شافيز من على منصة الامم المتحدة "يستعيذ من الشيطان جورج بوش "، الذي يتمتع بقتل الأطفال في العراق ، وتغطيتهِ صورة حكام تل ابيب وسحل اجساد "اطفال الحجارة" في فلسطين تحت جنازير الدبابات الامريكية الصنع، لكن بعد وفاة الرئيس الفنزويلي شافيز إنحدر الصراع في بلد "الثلاثون مليون نسمة " الى إنقسام ما تزال تداعياته تتواصل الى هذه اللحظة ،حيث بالامس القريب تم تعيين "خوان غوايدو" رئيساً "مجلس النواب "الجمعية الوطنية "، وكان قد حظيّ بتأييد كبير من كبار زعماء المعارضة الذين وقعوا اتفاقيات هدنة مع الحكومة الحالية التي يتزعمها الرئيس نيكولاس مادورو ،لكن المعارضة تتهم النظام الحالى في تبديد الثروات العامة والإهدار الاقتصادي نتيجة التحالف العسكري الاستراتيجي الذي ينتهجه مادورو مع الحلفاء" الروس وإيران والصين وكوريا الشمالية " في تشكيل شبه حلف خطير يعمل ضد الولايات المتحدة الامريكية، يبدو للجميع من الذين يروا في خطوة التعيين للرئيس الجديد والمكلف بالوكالة خوان غوايدو البالغ من العمر "35" عاماً بعدما تخرج من جامعات الولايات المتحدة الأمريكية ،"جامعة جورج واشنطن"، عند عودته حيث تم التحاقهِ بأحد الأحزاب الكبرى التي تقف في وجه الرئيس مادورو، إلا ان الرئيس مادورو كان قد تعرض الى محاولات كثيرة لإنقلابات والإغتيالات المتتالية التي جميعها بائت بالفشل وأن كانت اخر الإعتداءات اثناء العرض العسكري في 4/اب/ 2018/ انفجرت الطائرة من نوع "دورن" عندما كان يلقي خطاباً يحث "المواطنون الفنزويليون"، على الفوقوف والصمود والترقب في عدم الانصياع الى القتلة وبياعي البلاد على حسب تعبير الرئيس في مسعاهِ الى اعادة الثقة المتبادلة بين الشعب والحكومة التي تسهر على تطوير أيجاد فرص العمل للجميع، لكننا الى الان لم نتوصل الى نظرة واقعية ترضي الجميع من الفريقين الذين يتنازعان على حكم البلاد هناك من يقف الى جانب الرئيس الموكل حديثاً ،وهناك من يقف الى جانب الرئيس مادورو الذي سارع الى إعلان طرد طاقم السفارة الامريكية العاملة في العاصمة كاراكاس وأتهامها مباشرة في التحريض الإعلامي وإذاعة بيانات خاطئة عن حقيقة الصراع على أراضي فنزويلا واشاعة بوادر حرب أهلية خطيرة تسعى الولايات المتحدة الأمريكة من خلال تدخلها العسكري المباشر في تثبيت القواعد والأرضية تحت اقدام الرئيس العتيد وإزاحة وطرد كل ما لَهُ صله بالحكم الاشتراكي الذي دعمهُ وأسس له هوغو شافيز، إن الحوار المفتوح والعلني الذي كان اخر ما قدمهُ الرئيس مادورو كورقة عمل مشتركة يتشارك بها مع المعارضة في الجلوس الى طاولة المفاوضات من اجل تجنب حرب أهلية قد تُعيدُ البلاد الى عهود الرّق والاستعباد والاستعمار من جديد، لكن الجيش وقادة الأمن الوطني في البلاد لم يُقدِّموا على تأييد جانب ضد الاخر بإنتظار المساعي الخيرة لكي تجنب اعباء بداية عام أغبر واسود يحوم في سماء فنزويلا،برغم الدعوات الى الأحتكام الى منظمة الامم المتحدة حيثُ سوف يتم التصويت على من يؤيد ومن يُعارض الترحيل والتنصيب لكن الإنقسام داخل اروقة المنظمة معروفة حول حق النقض "الفيتو" من قبل الخمسة الكبار ، روسيا والصين من جهة مادورو، امريكا وفرنسا وبريطانيا،مع خوان غوايدو ، الى ما هنالك من مفاجئات خطيرة ، المسؤلية الكبرى تقع على عاتق الولايات المتحدة الامريكية والرئيس دونالد ترامب الذي ورث العداء الى تلك الأنظمة من جمهور كبير من الرؤساء من طينة جورج بوش الأب وجورج بوش الابن الذين إستباحا حرمات كل ما تصل اياديهم اليها بإسم الديموقراطية في خلع اي رئيس من منصبهِ دون العودة الى الشرائع والقوانين الدولية، عصام محمد جميل مروّة ..
#عصام_محمد_جميل_مروة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تحريض و ترهيب .. ترويض و ترغيب ..
-
من ناشط وناطق ومُدافع عن .. المملكة العربية السعودية الى مجه
...
-
ضرورة تفعيل أداء الجمهوريات .. كريم مروة في كتابهِ نحو جمهور
...
-
لِلحرب العالمية الأولى .. دورات عُنف لا تُغتفّر ..
-
إستشراء الفساد لأرباب السلطة .. تمادى الثوار في إنتفاضتهم بِ
...
-
مخاطر الإستمرار في التنازل .. عن ارض الأجداد فلسطين ..
-
وأد إنتصار اكتوبر المجيد ..
-
النِزاعات في الشرق الأوسط .. تتحول الى دمار شامل .. صعب ايقا
...
-
حق العودة مَرهوّن بِلا تسوية ..
-
غزة تغرق في الدماء .. بين الشجبِ والتنديد ..
-
زيارة متأخرة إلى كتاب .. تلك الأيام - معتقدات وطقوس .. للإست
...
-
صِناعة الإبداع وفنون المناورة .. جموّل الحكاية منذُ البداية
...
-
صخب ديموقراطي و عضبٌ جمهوري
-
مجازر صبرا وشاتيلا حصاد الصهيونية والعنصرية .. الصامتة لكل م
...
-
مِن دياب الى اديب .. عون على السمع ارسل .. ماكرون إنجِزوا و
...
-
أعتراف الغرب شِئنا ام أبينا إن الإسلام .. مصدر قلق بعد الحاد
...
-
القناص والصائد هنري كيسنجر يُنجِزُ .. التطبيع من بوابة الوزي
...
-
هل ما زال لُغز الإختفاء والتغييب مُحيراً .. الإمام موسى الصد
...
-
مساعى السلام والتطبيع قطار سريع .. عربيٌ نحو الركوع وتناسى ف
...
-
القراصِنة الصهاينة يتذرعون بحماية امن .. معابر ناقلات النفط
...
المزيد.....
-
السجن النافذ لمن يلقي التحية النازية.. أستراليا تقر قوانين ج
...
-
بث للمرة الأولى من كاميرتي مراقبة.. فيديو متداول في لبنان يظ
...
-
بعثة ليبيا الأممية تشكل لجنة استشارية
-
المدعية العامة الأمريكية الجديدة تحل مجموعة نشطت في ملاحقة ا
...
-
الأزهر يرفض تهجير الفلسطينيين: خدع القرن الماضي لن تتكرر
-
مدعون عامون من 12 ولاية أمريكية يطالبون بتقييد وصول وزارة إي
...
-
النيجر .. الجيش يعلن مقتل 10 جنود على الأقل في كمين
-
-نافذة من دمشق- تتناول تداعيات كشف -قيصر- عن هويته
-
تحرير عنصرين من القوات السورية خُطفا خلال حملة أمنية قرب الح
...
-
أمريكا تصادر طائرة ثانية لرئيس فنزويلا.. ومسؤول: كنز من المع
...
المزيد.....
-
قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند
/ زهير الخويلدي
-
مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م
...
/ دلير زنكنة
-
عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب
...
/ اسحق قومي
-
الديمقراطية الغربية من الداخل
/ دلير زنكنة
-
يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال
...
/ رشيد غويلب
-
من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية
/ دلير زنكنة
-
تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت
...
/ دلير زنكنة
-
تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت
...
/ دلير زنكنة
-
عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها
...
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار *
/ رشيد غويلب
المزيد.....
|