|
هل يعيش العرب اليوم مرارة الهزيمة ؟!
جلال الاسدي
(Jalal Al_asady)
الحوار المتمدن-العدد: 6718 - 2020 / 10 / 29 - 10:44
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
انظر معي … ماذا ترى في هذه الامة ، وشعوبها اليوم …تمعن في خارطتها جيدا … هل ترى شيئاً غير الخطوط الحمراء من حروب ، وخراب ، ودمار ، وفتن ، وتخلف ، ومرض ، وتشرد ، ولجوء ، ولاجئين … ؟ الا يكفي تدمير دول باكملها ، واخراجها من دائرة الحياة كسوريا ، وليبيا ، واليمن ، والعراق … لتشعرنا بطعم ، ومرارة الهزيمة ، وبالضربة القاضية ؟! هل ترى في الدول العربية من مقومات ذاتية تمكنها من الصمود ، والبقاء على قيد الحياة ولو لشهر واحد دون الحاجة الى الاخرين ، ودون الاستجداء من هذا او ذاك او ارتهان اجسادها كالغانيات لاخرين لتطلق لهم كل الحرية ليفعلوا بها ما يريدون ، وما يشتهون … ؟! ثم ماذا فعل حكامنا ، ولا يزالون بثرواتنا ، وخيراتنا ؟ ترليونات الدولارات احرقوها كان يمكن ان نعيش منها كقياصرة في بلداننا … بددوها على مسرات الحياة ولذائذها … لهم ، ولاسرهم ، وعلى عقدهم ، وامراضهم النفسية في الحروب الدونكيشوتية الفاشلة ، ومن اجل قضايا تعلن عن نفسها بانها فاشلة … حتى يبدو لمن يرانا ، وكأننا لا نصلح ، وغير مؤهلين حتى لحكم انفسنا بانفسنا … ! ماذا فعل بنا صدام ذلك النبت الشيطاني ، وعصابته المجرمة على مدى خمس وثلاثون سنة غير الحروب ، والموت ، والجوع ، والخراب … وماذا يفعل بنا اليوم الملالي الحاكمون غير النهب ، والسلب ، والسرقة … ! العرب يعيشون فعلا مرارة الهزيمة … لم يكسبوا على مدار تاريخهم الحديث اي قضية … كيف لهم فعل ذلك ، والمعاول المقدسة ، والمدنسة لا تكل ، ولا تمل في الطرق على اجسادهم حتى حولتها الى شبه اجساد خاليةً من اي معنى … ! تتوالد فيها الامراض ، والكوارث كما تتوالد الحشرات في البركة الاسنة … ! اما شعوبنا العربية … فشعوب مستسلمة عاطفية انفعالية تسهل قيادتها حتى من اغبى حاكم … هذا اذا كانت صاحية ، وغير مسطولة ولم تستغرق في نوم طويل كعادتها بسبب ادمانها واسرافها بشكل غير طبيعي على تعاطي ( افيون الشعوب ) الذي غزاها في عقر دارها … وهو وهم لا يدانيه وهم … الذي لحس عقلها ، وجردها من مصادر قوتها ، وبعث فيها روح الكسل ، والخمول ، والاستسلام … ودمر ، وسحق آلة التفكير عندها ! هذه هي الحقيقة السوداء … للأسف ! فكل شئ تتركه على الله ، وقدرته ، وهي تقف متفرجة تنتظر ذلك الفعل الوهمي متى ياتي ، وتزداد قناعة بسحر هذه القدرة ، وانها واقعة واقعة لا محالة ، واذا اراد من يصحيها ، ويشفيها من هذه الاورام … هي نفسها من تتصدى له ، واول من يفترسه ! توجَّه بالرموت اذهبي يمينا تذهب يمينا ارجعي شمالا ترجع مثل ما تؤمر اعملوا صورة لماكرون ، واسحقوا عليها بالاحذية يصدحون بما يؤمرون دون ان يمر هذا الامر على عقولهم الفارغة … هل توجد هزيمة بطعم المرارة اكثر من هذه ؟! لا اعتقد … هل ثمة امل ان يعاد الشئ الى اصله ؟ لا اعتقد … ! وياتي من ياتي ، ويقول بان الغرب ينهب ثرواتنا ، وانه سبب تخلفنا … نحن يا سيدي … من ننهب ثرواتنا بايدينا بدءً من مسؤولينا ، وانتهاء بلصوصنا ، وفاسدينا ، وسراقنا ، وما اكثرهم ! نحن من نمد ايدينا في جيوب بعضنا البعض ، ونسرقها ، واذا اخذ منا الغرب ثروة فنحن من يعطية او الاصح اصنامنا من يعطوها له ، وبمزاجهم … ! اما سبب تخلفنا فهو ببساطة ايماننا بالخرافة … واصرارنا على هذا الايمان دون تراجع ، ودون مراجعة ! هل الغرب وجدنا جادين ، ونعمل بجد ، ومنعنا من ان نتقدم ؟ ابدا … هذا هو ديدننا منذ الازل ، ونحن نلقي فشلنا على غيرنا ، وهذا مرض مزمن متمكن منا ، ولا اعتقد ان ثمة بصيص من امل في الشفاء منه … فهو في جيناتنا ! هذه ماليزيا دولة صناعية متقدمة وواعدة … هل منعها احد من التقدم … ابدا … دولة هادئة … حكامها مسالمون … شعبها مطيع ، وكادح ، والحياة جميلة … ما احلاها في ماليزيا بلاد السحر ، والجمال … لماذا لا نحذوا حذوها ؟ كل شعوب الارض عندها اديان ، ولكن هذه الاديان لا تطمع في الحكم ، ولا تتكالب عليه ، ولا تعتبر نفسها موكلة من الله في حكم البشر دون رغبتهم ، ورضاهم ، ولا تفرض على الناس قيمه البالية ، ولا تنظر للدين كدين ، وانما كقيمة روحية من اراد ان يلتزم بها فله ، ومن لا يريد فهو حر … وتترك لهم حرية اختيار نمط ، واسلوب الحياة الذي يريدون وفق القوانين البشرية العادلة … والحياة ماشية ، ما احلاها ! اما ديننا فباعثاً فينا اصنام مكة من جديد ليستعبدونا ويذلونا ويحكمونا بالرعب ، ويقيمون لنا من اوطاننا سجنا مؤبدا ، ونحن لا نملك من امرنا شيئا … نترنح تحت ضربات الإهانة واليأس والحزن … ويحشرون انوفهم في كل شئ في حياتنا حتى التوافه من الامور …كالشوكة في الحلق ، والكل محكومون بالخوف ، والرعب من الاطفال الى الكبار ، وكأننا نعيش جحيما ارضيا ، حتى فسد مذاق الحياة تماما … واصبحنا في هامش التخلف ، والانحطاط … ولم نعرف يوما طعما للامن ، والامان ، والطمانينة … ولن نعرف !!
#جلال_الاسدي (هاشتاغ)
Jalal_Al_asady#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ماذا يريد الاخوان … ؟!!
-
الضرب في الميت حرام … !
-
الاخوان المفلسون يصبون الزيت على النار … !
-
هل التطبيع سيحدث فرقا في ميزان القوى بين الاسرائيليين والفلس
...
-
تعليق … على رد فعل ماكرون على قطع رأس احد مواطنيه !
-
الكادر الوطني … ! ( قصة قصيرة )
-
الزمن لا يرحم احد … ! ( قصة قصيرة )
-
كيف تنبثق الازهار من غياهب البوص … ؟!
-
مُعارض بطبعه … ! ( قصة قصيرة )
-
تعليق … على حادث اللا أم التي القت بطفليها في نهر دجلة !
-
تعليق على قطع رأس المدرس الفرنسي … !
-
آلام غسان … ! ( قصة قصيرة )
-
الاعلام المصري .vs الاعلام الاخواني … !
-
اشجان الماضي … ! ( قصة قصيرة )
-
الرسالة المجهولة … ! ( قصة قصيرة )
-
الصعود الى الجنة … ! ( قصة قصيرة )
-
السكران لا يكذب ابدا … ! ( قصة قصيرة )
-
قادتنا … هم من ضيعونا !
-
ويعود الحب الى وصاله … ! ( قصة قصيرة )
-
قف ايها الزمن ، ما اتعسك … !! ( قصة قصيرة )
المزيد.....
-
معلقا على -عدم وجوب نفقة الرجل على علاج زوجته-.. وسيم يوسف:
...
-
مشتبه به يشتم قاضيا مرارًا وسط ذهول الأخير وصدمة متهم آخر..
...
-
نائب رئيس الوزراء الصربي: لست -عميلا روسيا-
-
-نيويورك تايمز-: التدريبات المشتركة بين روسيا والصين تثير قل
...
-
بالضفة الغربية.. مقتل 5 فلسطينيين برصاص القوات الإسرائيلية
...
-
-معاناتي لم تنته بخروجي من السجن، لكن فقط تغير شكلها- - أحد
...
-
شاهد: الرضيعة ريم أبو الحية الناجية الوحيدة من عائلتها الـ11
...
-
صحيفة SZ: بولندا لم تقدم أي مساعدة في تحقيق تفجيرات -السيل ا
...
-
بولندا والولايات المتحدة توقعان عقدا لشراء 96 مروحية -أباتشي
...
-
-إسرائيل ترغب في احتلال سيناء من جديد-.. خبراء: لا سلام مع ت
...
المزيد.....
-
الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ
/ ليندة زهير
-
لا تُعارضْ
/ ياسر يونس
-
التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري
/ عبد السلام أديب
-
فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا
...
/ نجم الدين فارس
-
The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun
/ سامي القسيمي
-
تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1
...
/ نصار يحيى
-
الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت
...
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
هواجس ثقافية 188
/ آرام كربيت
-
قبو الثلاثين
/ السماح عبد الله
-
والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور
/ وليد الخشاب
المزيد.....
|