أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بن مهدي صالح - ثأر المكبوتات-انهيارات وأنتحارات














المزيد.....


ثأر المكبوتات-انهيارات وأنتحارات


بن مهدي صالح

الحوار المتمدن-العدد: 6716 - 2020 / 10 / 27 - 17:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


"إن معظم عذابات الإنسان لا تتأتى مِما يعبّر عنه، وإنما مِما يكبته خوفًا أو خجلا" إلى أن تتحول تلك المكبوتات إلى أمراض وعقدٍ نفسية، أو أن تظهر على السطح مصحوبة بنُزعة كراهية أو تدميرية، كثأر للذات عمّا تعرّضت لهُ من ألمٌ وويلات، ويؤخذ هذا الثأر من الخارج أحيانًا: [كالأسرة، المجتمع، الدين، وحتى الإله وغيره] تنكيلًا أو تدميرًا، وأحيانًا أخرى، ترتد النزعة على الذات، ناقمة عليها، كأحتقار الجسد أو الرغبة بالتخلّص منه، كما عند بعض الفتيات مثلًا، فأحتقار الإنسان عموما لجسده والفتاة خصوصًا لا كجسد بحد ذاته بل كمفهوم خاضع لتأويلات مختلفة من ثقافة إلى أخرى، وحين يكون مُحتقرًا بوصفه عورة، فيشكل معنًى عقابيا؛ يؤدي حتمًا إلى كرهه بأعتباره مصدر بؤس وشقاء، فيكون تدميره أو أزدراءه كأحتجاج على ما يشكله من معنى. كما أن الأمر ينسحب منطقيا على كل ما يخضع لتأويلات مختلفة.

ويؤخذ الثأر للذات عدّة أشكال منها التمرّد بصورة عامة وحتى الأنحلال، والإنحلال هنا محاولة راديكالية للسحق على كل ما يسبب الشعور بالذنب أولا، وثانيًا: فهو تعبير أنتقامي مِمّا يشكله الماضي قيميّا.
بينما الشكل الثاني هو التدمير او الرغبة بالفناء التام، كالأنتحار فالأنتحار عميقًا هو أشهار للجثة كلافتة أحتجاجية، او اعتراض على وضع ما، بالتالي هو ليس رغبة بالتلاشي وحسب وإنما قد تتبطنه رغبة أخرى كالافجاع أو البروز أو التثوير لقضية ما والخ، وكما سمعت من بعض فتيات حاولن الأنتحار، كان من بين الدوافع، تخزية الأسرة بوصفها ظالمة وهنا يكون الأنتحار أشبه بخيار شمشون أي تطبيق العنف على الذات لتدمير العدو، كما يفعل المتعصبون بتفجير أنفسهم، فهم يتعاملون مع ذواتهم كأدوات تدميرية، ولا اعرف أن كان كل متعصب يحمل في قرارة نفسه كراهية تجاه ذاته او لا، ولكنني اعتقد بذلك جدا، فالمتعصبون هم ليسوا إلّا اشخاص يثأرون لذواتهم بحجة الدين او العرق وما شابه، أي أنهم يحاولون توجيه كراهيتهم إلى غير ذواتهم مُحمِّلين من يركزون عليه تلك الكراهية، مسؤولية فشلهم في عدم تأقلمهم مع الذات أو المحيط، وببساطة مسؤولية ما آلوا إليه، من فشل او أذلال او أيٍّ مِمّا وقع لهم.

في الختام، بالرغم من أن بعض الاكراهات والقيود المجتمعية ضرورية للحد من سلوكيات الإنسان الشاذة، إلا أنه "الزيادة كالنقصان" فأيما تطرّف في تلك الأكرهات لن تنتج إلا إنسانًا بدائيًا، كارها لذاته او مجتمعه ناقما على وجوده وموجوداته لا يحتمل إلا أن يكون وحشيًّا اليوم او غدا.



#بن_مهدي_صالح (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القوة والفضيلة


المزيد.....




- أول تعليق لترامب عن المحادثات المباشرة مع -حماس-: نحن لا نعط ...
- زيلينسكي: سألتقي بولي العهد السعودي الأسبوع المقبل
- ترامب: أريد بدء محادثات نزع السلاح النووي مع روسيا
- ألمانيا: سجن خمسة أشخاص بتهمة التخطيط للإطاحة بالحكومة
- حظر تجول في الساحل السوري بعد مقتل 16 من قوات الأمن
- مبعوث ترامب عن الخطة العربية حول غزة: -خطوة حسن نية أولى-
- أردوغان: تركيا وقفت بشجاعة إلى جانب الفلسطينيين رغم ضغوط الل ...
- مظاهرة في السويداء رفضا لدخول قوات الحكومة السورية الانتقالي ...
- ترامب يجيب على سؤال عن زمان ومكان لقائه المنتظر مع بوتين
- الشيباني يتحدث من مكة المكرمة عن تهديدات تتعرض لها سوريا تؤث ...


المزيد.....

- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بن مهدي صالح - ثأر المكبوتات-انهيارات وأنتحارات