مقداد مسعود
الحوار المتمدن-العدد: 6716 - 2020 / 10 / 27 - 15:21
المحور:
الادب والفن
في مطرة ٍ غضوب
تصلّعت أشجارُ الرتم
في الصباح التالي المشرق
تضاحكت أشجار الرتم فيما بينها
وهي ترى نفسَها عارية ً
إلاّ مِن ضلوعِها النحيلة وغصونها الخيطية
تأرجتْ كآبة ٌ مِن رتمة ٍ طفلة ٍ
تأملتْ الرتمة ُ الأمُّ طفلتَها
نَسجتْ خيطاً رمادياً يشوبه البياض
وخاطبتَها : مالك ِ رمادية ُ المزاجِ يا حلوتي؟
همستها البنت
: نما لي خبرٌ: ثمة َ شجيرةٌ
تغار من رائحتي
- عليك برائحتك ِ يا حلوتي وذري النميمة َ
ما سببَ الغيرة َ يا أمي
لا أرى غيرة ً
ماذا ترَين إذا؟
تنافسا على الجمال
قصدك ِ
يا أمي جمالنَا
المذبوحَ على يدِ المحبين
وهناك مَن يفترسني ويفترسَكِ يا أمي
أعرف ذلك يا مليكتي
هؤلاءِ ذواتُ الحوافر يستنشقون عطورَنا
فيثملون
ولا حرج فهم أحبونا
ورغبوا فينا يا مليكتي
يا أمي أنهم يقطعوننا بأسنانِهم
لتكونَ لحومهم طيبة يا بنيتي
لا تؤذي نفسك بالخوف
للأعلى
نتقدم
نحن الأشجار
#مقداد_مسعود (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟