أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد عمر - معركة سحيلا واتفاق شنكال .. والموقف العربي














المزيد.....

معركة سحيلا واتفاق شنكال .. والموقف العربي


سعيد عمر

الحوار المتمدن-العدد: 6715 - 2020 / 10 / 26 - 16:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


معركة سحيلا واتفاق شنكال.. والموقف العربي
خاب ظنُّ كلّ من اقترب من هولير/أربيل وكوردستان. من الاسكندر المقدوني وهولاكو المغولي والحرس الثوري الإيراني مروراً بالحشد الشعبي والجيشين التركي والعراقي وانتهاءً بخونة العصر الحديث الذين بذلوا المستحيل في سبيل إجهاض مشروع الاستفتاء، وبعد أن حاولوا القضاء على كوردستان، جرَّ كُلهم أذيالَ الخيبة والهزيمة وراءهم، وسقطت ورقةُ التوت عن عورة خياناتهم ومؤامراتهم.
لم تسترح عاصمة إقليم كوردستان من المؤامرات والدّسائس، لكنها لم تنحنِ أيضاً، ولم تسقط قيمها الأخلاقية والقومية، هذه القيم النبيلة التي أسست للطيبة والسماحة والخلق الرفيع لهذا ظلت هولير في عين الاستهداف دائماً.
هولير لم تخضع كحال المناطق الأخرى التي انغمست في التّرف والملذات ومحاولة تفضيل عمليات تهريب النفط وبيعها لإيران على حساب الإقليم كُله. هذه العاصمة التي يتوجّب على الدول المناهضة للمدّ المذهبي والمناهضة للحشد الشعبي أن تمدّ لها يدَ الأخوة الحقيقية، أن تنظر لها بعين المصالح الاستراتيجية العميقة، والمصالح الجيوسياسية المشتركة. وعليهم أن يقتنعوا أن أمنهم الاستراتيجي إنما مرتبط بمدى قوة ورصانة حدود الإقليم سياسياً، وجغرافياً مع دول الجوار.
وفي ترسيخٍ لمفهوم أن التاريخ يُعيد نفسه، وأن الوقائع السياسية والجغرافية، والمرتبطة بالوضعية الأمنية والعسكرية، إنما لا تُلغى ولا تُمسح. فإن استذكار إحدى أهم المحطات العسكرية والتي كانت ذات طابع سياسي قومي رغبوي متعلق بدول الجوار الإقليمي، خاصة أنّ الحدث كان تفصيلاً مهماً في مؤامرة القضاء على إقليم كوردستان، وما سيتبعه من سيطرة مذهبية شيعية على هذه الرقعة الجغرافية التي تصارع الاستبداد والدكتاتوريات، وتسعى نحو ترسيخ مفاهيم وقيم الديمقراطية. ففي 26/10/2017 وكتكملة للاتفاق الإقليمي مع بغداد وبأدوات كوردية مرتهنة لقرار الخارج، وضمن الخطة الدنيئة للانتقام من استفتاء إقليم كوردستان ، وكمحاولة أيضاً لفصل إقليم كوردستان عن وسطه الجغرافي الاقليمي عبر تقطيع أوصال الاقليم مع كوردستان سوريا من خلال السيطرة على معبر فيشخابور الحدودي الذي يربط بينهما، ومحاولة القوات العراقية السيطرة على معبر إبراهيم الخليل، وبذلك تتم محاصرته سياسياً وجغرافياً وخنقه اقتصادياً، ومنع أي امتداد بشري قومي بين الأجزاء الثلاث لكوردستان.
بدأت معركة "سحيلا" وهي منطقة جغرافية في كوردستان العراق مقابلة لمعبر "سيمالكا" الحدودي ضمن الأراضي الكوردية في سوريا، وضمّت المعركة ثلاث مناطق متصلة ومترابطة، كانت تخضع لسيطرة قوات البشمركة وهي "سحيلا ومحمودية وعين عويس" والهدف الثاني من ذاك الهجوم كان إنهاء المشروع القومي الكوردي وتأجيله لمئات السنين، حيث اجتمعت رغبة كلاً من تركيا وإيران وسوريا والحشد الشعبي والجيش العراقي للانتصار في هذه المعركة.
مازال صدى تلك المعركة تتكرّر دوماً، خاصة وأنه كان هجوم جيش على السكان المدنيين والمطالبين بحقوقهم القومية، في الوقت الذي من المفترض أن يكون الدرع الوطني لحماية المجتمعات المحلية، أثبت أن لا دولة وطنية ولا مواطنة ولا دستور تجمعهم المكونات ضمن دولة واحدة. بل المذهبية والطائفية والبغضاء تجاه الكوردي، والحقد على الإنسانية والكرامة كانت ولا تزال الصفة الموصوفة للحشد الشعبي، وهناك القطعان العسكرية الموشومة باللوثة المذهبية، إنما هم أعداء شعوب المنطقة كلها.
لم تنقضِ المواقف بعد، ولم تخرج الشعوب منتصرة، ولم تُهزم قوة الشر والظلام، والأنظمة الساعية لهدر دماء الأحرار. وهاهم يسعون بكلّ قوتهم لخلط الأوراق وتأزيم المواقف مجدداً، خاصة بعد الاتفاق الذي وصف بالتاريخي بين إقليم كوردستان والمركز ، والساعي نحو إخراج العمال الكوردستاني والحشد الشعبي من شنكال بما تمثله من رمزية دينية كوردية مميزة وخاصة. ولما للمنطقة من أهمية كبرى للجميع. فكوردستان تسعى لبسط الأمن والأمان وقوة القانون والعدالة الاجتماعية.
بينما العمال الكوردستاني يسعى لجعله قاعدة لخلق المشاكل والأزمات ضد الكورد وكلّ من لا يتفق مع مشاريعهم الخيالية الطوباوية، كما أنّ الحشد الشيعي يسعى لجعله ورقة رابحة بيد إيران، وممراً برياً عبر الدخول إلى منطقة الهول وربطه عبر طوز خورماتو وحلبجة في كوردستان العراق مع إيران، وبذلك يتحقق الهلال الشيعي الذي يسعى للقضاء على عالمنا هذا، هذا العالم الذي نرغب أن نعيش فيه بحرية وأمان.
وفي سبيل ذلك هاجمت مجموعات عنصرية بربرية مدعومة من الحشد الشعبي المدعوم من طهران مقر للحزب الديمقراطي الكوردستاني في بغداد، وحرقوا العلم الكوردي، سعياً منهم لدفع الكورد إلى ردة فعل مشابهة، تخلق مزيداً من الفوضى والشّرخ بين العراقيين أنفسهم. لكن الثابت والواضح في المواقف الرسمية من هذا الهجوم أن ثلاث قضايا لن يتنازل عنها الإقليم، أولها: لا ردة فعل مشابهة للجريمة التي اقترفها الحشد الشعبي، ولن يهاجم لا البيشمركة ولا الشعب الكوردي على الجالية العراقية الكبيرة المتواجدة في كوردستان، ولن يحرقوا العلم العراقي. وثانيتها: لا تنازل عن القصاص عبر الطرق الحقوقية والشرعية. وثالثتها: لا تراجع عن تطبيق الاتفاق القاضي بإخراج العمال الكوردستاني والحشد الشعبي من شنكال.
أمام هذه اللوحة السياسية والأمنية والعسكرية والجغرافية المعقدة، هل تدرك الدول الإقليمية المحورية في العالم العربي والإسلامي، أن كوردستان العراق هي سد منيع أمام اختراق تلك الدول، وأن كوردستان تمثل العمق الإنساني والروحي وحتى الديني لتلك الدول؟!



#سعيد_عمر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- رئيس -الشاباك- في مرمى انتقادات حكومة نتنياهو بسبب قضيتي-الت ...
- السودان: حميدتي يعلن تشكيل حكومة موازية وواشنطن تندد بهجمات ...
- المتحدث باسم الخارجية القطرية يؤكد لـRT أهمية العلاقات مع رو ...
- وول ستريت جورنال: -ميتا- ترفض تسوية قضية احتكار مقابل 30 ملي ...
- شريحة إلكترونية تقود الجيش الإسرائيلي إلى كلبة في رفح
- مجموعة السبع تدعو لوقف -فوري- لحرب السودان وحميدتي يكيل الات ...
- الجيش الأمريكي يستعد لخفض قواته في سوريا
- الخارجية الإيرانية تستدعي القائم بالأعمال الأرجنتيني
- فرنسا.. حكم بسجن مؤثرة جزائرية
- إيقاف مستشار رفيع في البنتاغون عن العمل على خلفية التحقيقات ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد عمر - معركة سحيلا واتفاق شنكال .. والموقف العربي