التطعيم بالجهل

اياد حسن دايش

الحوار المتمدن-العدد: 6715 - 2020 / 10 / 26 - 16:51
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

أن عملية تحفيز الجهاز المناعي للإنسان للقيام بمهاجمة اي جسم غريب يدخل جسده، سواء كانت هذه الاجسام بكتريا ام فايروسات ليتم القضاء عليها يطلق على هذه العملية (بالتطعيم )الذي يعمل بدوره على تنشيط الجهاز المناعي للانسان وتقويته .حيث انه بمثابة دعم للجهاز المناعي الطبيعي للانسان .تختلف التطعيمات حسب عمر الإنسان ، هنالك تطعيمات للإطفال وتطعيمات للكبار .الغرض منها الوقاية والحافظ على صحة الانسان من مختلف الاوبئة والامراض . كمجتمع يتكون من مجموعة افراد يتعرض لعملية تطعيم من نوع اخر، يتعاطاه على مدى سنوات طويلة. حين ان التطعيم لا يكون بالعضد وإنما بالرأس . ولا يقتصر على عمر او فئة معينة من الافراد بل يشمل الجميع . تعطى الجرعات بصورة منتظمة ليس في المستشفى او العيادات الخاصة، إنما تبدأ العملية من البيت للاطفال ثم المدرسة الى الجامعة لتكتمل الصورة داخل المجتمع.
تكون عملية التطعيم على شكل افكار وقيم وتعاليم يطلق عليها(التطعيم بالجهل) عملية منظمة تبدا من المراحل الاولى لحياة الانسان ، تضع القيود والاغلال على حركته داخل المجتمع ، تمنع الفرد من التفكير الحر والتساؤل النقدي ، تحد من الثقة بأفكارك ومعارفك ، لتسهيل عملية تسليم عقلك لمن يفكر بالنيابة .عليك ايضا ان تساير المجتمع بما يحملة من افكار وتصورات سواء صائبة ام خاطئة، لا يحق الاعتراض لك عليها او نقدها، لانك ستتعرض للنفي او للاغتراب اوالوحدة وقد يصل بك الامر أن تتهم بالمروق من الدين ،والانسلاخ عن قيم المجتمع .عليك ان تتحس راس جيدا ولا تسمح ان يسرق منك او يستعيرة احد بالتفكير نيابة عنك.كن حذرا جدا من انواع المصلات والتطعيمات التي يقدمها لك المجتمع من خلال المؤسسات التعليمية ،الاعلام ،وسائل التواصل الاجتماعي . حتى لا تفقد عذرية العقل، طهر الروح ،استقلاليتك ،واهبا رأسك لكل شخص يفكر بالنيابة عنك كن متوجسا دائما من كل شيء من حولك ، حتى لا تصبح رقم أخر داخل القطيع .


ومضة :
ليست الحقيقة قاسية، ولكن الانفلات من الجهل مؤلم كالولادة.
نجيب محفوظ

#اياد_حسن_دايش (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات