|
هل وصل قطار التطبيع الى بغداد ؟
ادهم ابراهيم
(Adham Ibraheem)
الحوار المتمدن-العدد: 6714 - 2020 / 10 / 25 - 13:25
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
عندما تم الاعلان عن قيام دولة إسرائيل في مايو 1948 على الأرض الفلسطينية ، أعلن العراق الحرب على "الكيان الصهيوني" وكان جزءًا من التحشيد العربي ، الذي حاول استعادة الاراضي الفلسطينية . وقد حقق العراقيون نجاحًا ملحوظا على بعض الجبهات ضد الميليشيات الإسرائيلية . وبعد اعلان الهدنة لم يوقع العراق على اتفاقياتها ، كما جرى التوافق عليها في حينه. ولذلك فهو من الناحية القانونية، لا يزال في حالة حرب مع إسرائيل .
إذن ما الذي تغير بعد وصول الاحزاب الاسلامية الى الحكم بمساعدة امريكا وإيران ؟ وكيف يمكن لدولة في حالة حرب مع إسرائيل أن ترسل وفوداً سرية ، وتعلن أنها ستساهم في حل الصراع الفلسطيني الاسرائيلي .
كثير من المؤشرات كانت تدل على وجود سياسيين واحزاب عراقية تسعى لاقامة علاقات أقوى مع اسرائيل بعد القضاء على نظام الحكم السابق . ومما عزز ذلك قيام بعض الميليشيات التابعة لهذه الاحزاب باضطهاد الفلسطينين المقيمين في العراق ، وتهجير الكثير منهم .
ومن هنا بدأ التملق الاسرائيلي تجاه العراق ، حتى وصل الى تصريح وزير المالية موشي كحلون بأن حكومته رفعت العراق من "قائمة الأعداء" المعتمدة رسميًا ، وإن ذلك يتيح إمكانية التبادل التجاري بين البلدين، في محاولة لادخال العراق في اتفاقيات التطبيع . اضافة الى تصريحات من مصادر داخل إسرائيل والبيت الأبيض بأن دول أخرى ستقوم بتطبيع العلاقات مع إسرائيل في المستقبل القريب !
وياتي ذلك كله تحت مظلة تفكيك النظام القديم في المنطقة العربية واستبداله بنظام إقليمي جديد يستند على الازدهار الاقتصادي على وفق المروجين له .
في حين أشار الرئيس محمود عباس إلى أنه لا يمكن تحقيق السلام دون إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية . رغم ان منظمة التحرير قد عقدت اتفاقيات اوسلو مع اسرائيل عام 1993 .
وهناك من يتسائل عن حق تركيا وقطر في تطبيع العلاقات مع اسرائيل في حين تم مهاجمة الإمارات والبحرين . فالموضوع اذا" يتعلق بمصالح سياسية لاتندرج تحت الحرص على القضية الفلسطينية فعلا .
ومن جانب آخر تم إنشاء تحالف عربي شرقي جديد يشمل العراق ومصر والأردن. وأن الدولتين الأخريتين لهما بالفعل معاهدات صلح مع إسرائيل ، فهل سيحذو العراق حذوهما ؟
وردا على أنباء عن استعداد إسرائيل لفتح سفارة في بغداد . اعلن العراق ان قوانينه تمنع التطبيع مع اسرائيل ، مما يدل على عدم وجود مانع من ذلك سوى تعديل القوانين ! ؟
وقد تجاهلت الحكومة العراقية موضوع تطبيع العلاقات بين الامارات والبحرين من جهة واسرائيل من جهة اخرى ، في اشارة مقصودة لافساح المجال امام احتمال ممكن للتطبيع مع اسرائيل مستقبلا .
وقد اكد المتحدث باسم الحكومة أحمد الملا طلال للصحفيين إن العراق لن يتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى ، في إشارته إلى اتفاق الإمارات الأخير مع إسرائيل لتطبيع العلاقات.
وكشفت وزارة الخارجية الاسرائيلية أن ثلاثة وفود حزبية عراقية ضمت 15 شخصا، قد سبق وان زارت إسرائيل في العام الماضي .
ولعل اقوى تصريح حول قرب التطبيع مع اسرائيل ما ادلى به نائب رئيس الوزراء العراقي السابق بهاء الأعرجي من تصريحات مثيرة للجدل حول استعداد العراق للتطبيع مع إسرائيل .
وقال الأعرجي ، العضو السابق في التيار الصدري ، إن "العراق مستعد تمامًا لتطبيع العلاقات مع إسرائيل ، والظروف مناسبة تمامًا".
ان حذف عبارة (فيما عدا إسرائيل) من الجواز العراقي ، يعني رفع الحظر عن زيارة اسرائيل من دون قيد او شرط .
وقد لوحظ في وسائل التواصل الاجتماعي ان هناك من يشجع التعامل مع اسرائيل تحت مسميات مختلفة مثل الظلم الذي لحق بـاليهود المهجرين من العراق في اربعينات القرن الماضي ، اوالدعوة إلى إعادة أملاكهم المحجوزة . او إعادتهم الى العراق .
وفيما يتعلق بموقف إيران ، فانها قد عارضت قيام الامارات والبحرين بالتطبيع مع اسرائيل الا انها سكتت عن مفاوضات ترسيم الحدود البحرية والبرية بين لبنان واسرائيل، الذي يعتبر ، اعترافا لبنانيا باسرائيل . وحزب الله كما هو معلوم يعد من ضمن المسؤولين الكبار في لبنان رغم تصريحهم بانها لجان (فنية) . وهكذا تتعامل ايران مع موضوع التطبيع على وفق مصالحها في المنطقة ، وكل شئ قابل للتفاوض .
اما الولايات المتحدة فانها سوف ترهن انسحابها الشكلي من العراق بتلبية مطاليبها في تطبيع العلاقات مع اسرائيل ، اضافة لضغوطها السياسية والاقتصادي .
ان الوضع السياسي والامني والاقتصادي المتدهور في العراق ، والصغوطات الخارجية عليه قد تدفعه الى نوع من التطبيع مع اسرائيل ، رغم المعارضة الشكلية من بعض الفصائل المسلحة . ولكن التهديد بضرب مصالحها سوف يدفعها الى القبول بالتطبيع .
ان العراق سيتعامل مع هذا الموضوع على ضوء السياسات الجديدة بالمنطقة ، وخصوصا بعد حمى التطبيع والسلام مع اسرائيل .
ان اسرائيل تسعى الى تحقيق اختراق كبير للسياسة العراقية في الامد القصير . وهي بالتاكيد قد وضعت العراق في دائرة التطبيع المرسومة . وكما هو معروف فان للعراق خصوصية تاريخية ودينية كبرى لاسرائيل .
ولذلك فاننا سوف لن نتفاجأ اذا مارأينا العراق يشارك بعمليات التطبيع مع اسرائيل ، حيث ان التعامل السري الحالي معها من المرجح أن يؤدي ألى اعلان صريح وعلني . ويتم ذلك بدفع من الاحزاب والسياسيين الذين يهيؤون الاجواء للتطبيع ، حيث ان مصالحهم لها الاولوية على كل ماعداها . اما ايران المؤيدة لنظام الحكم فانها سوف لن تحرك ساكنا طالما يتم تأمين مصالحها السياسية والاقتصادية .
#ادهم_ابراهيم (هاشتاغ)
Adham_Ibraheem#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الانفتاح خيار الحياة
-
اخفاق الاحزاب القومية في الدول العربية
-
الاسلام السياسي في العراق والمستقبل المجهول
-
الذكرى السنوية لانتفاضة اكتوبر . . المسيرة مازالت مستمرة
-
تجريم الطائفية تعزيز للوحدة الوطنية
-
الحسد وصيبة العين
-
هل ستنهار دول الشرق الاوسط ؟
-
تعطيل المنظومة الكهربائية . . العودة الى ماقبل الصناعة
-
ما الذي يجعل الزواج طويل الامد
-
سياسة التطبيع مع اسرائيل
-
اغتيال النشطاء لن يوقف الانتفاضة التشرينية
-
اسمائنا . . الدلالات ومدى تاثيرها
-
اشكالية الانتخابات المبكرة في العراق
-
ادارة الازمات . . والسياسة العراقية
-
التغلغل الايراني التركي في المنطقة
-
الملابس والهوية
-
اغتيال الفكر الوطني
-
مشروع ضم اراضي فلسطينية
-
شيوع الايمان بالمؤامرة
-
نكسة حزيران بداية نكوص العرب
المزيد.....
-
مقتل يحيى السنوار.. CNN حللت فيديو لحظة مقتلة وهذا ما وجدته
...
-
تحذيرات طبية بشأن الإفراط في تناول الباراسيتامول
-
كيف تطورت الكلاب لتلبية احتياجات البشر؟
-
اكتشاف عوالم حيوانية مزدهرة تحت قاع البحر!
-
بماذا سيضحي أردوغان لقبول دولته في -بريكس-؟
-
خبير ألماني يتوقع تقليص الإنفاق الأوروبي على أوكرانيا
-
عقب مقتل السنوار.. بلينكن يشدد لنظيريه القطري والسعودي على ض
...
-
صحة غزة: 1206عائلات فلسطينية مسحت من السجل المدني خلال عام م
...
-
هاريس تدافع عن سياستها.. وجمهوريون ينتقدون أداءها
-
مساعدات أميركية لكييف تزامنا مع إعلان -خطة النصر- الأوكرانية
...
المزيد.....
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
-
الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ
/ ليندة زهير
-
لا تُعارضْ
/ ياسر يونس
-
التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري
/ عبد السلام أديب
-
فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا
...
/ نجم الدين فارس
-
The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun
/ سامي القسيمي
المزيد.....
|