أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد ناجي - رأي وحوار عن المثقف العراقي … الدور والمسؤولية والخطاب (٣)















المزيد.....

رأي وحوار عن المثقف العراقي … الدور والمسؤولية والخطاب (٣)


محمد ناجي
(Muhammed Naji)


الحوار المتمدن-العدد: 6714 - 2020 / 10 / 25 - 01:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


واجه العراق ويواجه اليوم أزمات وتحديات خطيرة سياسية/اجتماعية/اقتصادية/ثقافية ، تهدد حتى وجوده ، وفي كل هذا لاشك أن للمثقف دور وعليه مسؤولية ، فهو المنتج للفكر والأدب والفن والعلوم والرأي أيضا ، وليس عبثا أن يسمى (ضمير الأمة - صانع الرأي) . ولتجاوز الدخول في موضوع تعدد وتغيّر (تعريف المثقف) ، لذا نوجه السؤال انطلاقا من تعريفك وفهمك للمثقف ودوره ،

١ هل ترى أن المثقف العراقي اليوم بمستوى دوره ومسؤوليته ؟
٢ بعيدا عن تأطير الابداع ، هل ترى ضرورة لوجود خطاب ثقافي عراقي عام في ظل فوضى المواقف والمفاهيم المشوهة ؟

المشاركة عامة ومفتوحة .


فيحاء السامرائي - كاتبة

بدءاً، ينبغي أن نتساءل عن أي مثقف نتحدث وعن أي دور وأي تغيير ؟ من يعنينا حالياً هو المثقف العراقي ، الذي تشعبت توصيفاته كونه أما عضوي متفاعل تنويري ، أو مرتزق رهين مال وجاه وسلطة ، أو تقليدي نمطي لايستوعب متغيرات العصر ، فتنعكس تلك الصفات على دوره في عملية التغيير فأما الاستنهاض ، او الاجهاض أو الجمود .
ومن الجدير بالنظر أخذ ظروف البلد ، سياسية واقتصادية واجتماعية ، بنظر الاعتبار على مدى فترات زمنية من غياب حرية وقمع وتجهيل وإفقار مجتمعي ممنهج ومقصود ، مما جعل مفهوم الثقافة ملتبساً ، وصار المثقف أما تابعاً يفكر بالمنفعة أو صامتاً لايفكر الا بحماية نفسه . وتشهد على ذلك الحقبة البعثية الصدّامية وما أنتجته من ثقافة مشوهة وتهميش وتدجين وتصفية وتسقيط للمثقف ، وما تبعها بعد التغيير السياسي من فوضى وتقديس الرمز الطائفي ، الذي غالباً ما يكون عصيّاً على التصالح مع القيم الانسانية الحداثوية والعلمانية الواسعة ، وجعله بوصلة الولاء الوحيدة ، فالفكرة والنظرية والمشروع الثقافي غير كافية وحدها ، لزاما مرافقتها لحاضنة ومناخ يتيحان لها الانتعاش كي تتحول إلى قوة مادية (رعاية سلطة+ حريات+ ديمقراطيات+ تفاعل مجتمعي= تغيير) .
دور المثقف :
تنظيري تبصيري استشرافي توعوي تنويري استنهاضي توضيحي تحليلي ، فهو لسان الحقيقة وضميرها ، ينتج المعرفة ، التي هي بمثابة سلطة يستخدمها ليحدد الخلل ويؤسس لرؤية البناء والتشييد ، لكن كيف يُتاح له ذلك بوجود عراقيل ومثبطات ؟

معوقات تحول دون التغيير ومقومات النهوض :
* الحاجة إلى عدالة وديمقراطية وحرية ، وخلق حاضنة (تبييئية) للفعل الثقافي وعدم السير بالضد من ثقافة العصر وعجلة التطور .
* العلم هو المجال الوحيد للانطلاق ، أما الدين والمذهب والمقدس ، فهي عوامل تكرّس التخلف وتعيق التغيير . أين قلاع الادب والفن والعلم من المشهد الثقافي اليوم ؟ لماذا استبدلت السينما ودور المسارح بالحسينيات ومراقد الاولياء الصالحين؟
* توالي الانكسارات و الانهزامات في مجرى الانعطافات السياسية التي مرت وتمر بها بلادنا وتأثير المناخ العربي والعالمي عليها ( الحركة القومية وفشل مشروع الوحدة ، وما وصلت اليه القضية الفلسطينية ونكوص عملية التحرير الطويلة ، وانهيار النظام الاشتراكي وانحسار اليسار والأفكار الاشتراكية) ، مما ساهم في تلبك المثقف وتشوش رؤاه وفقدان إيمانه وإحباط اندفاعاته باعتباره مالكاً لدرجة عالية من الحس و الرهافة .
* يتميز العراق بلعنة الجغرافية وفرادة الشخصية العراقية الخلافية وأكوام من التراكمات بمجال العنف والتقلبات السياسية والتدخلات الخارجية الماهرة في خلق الازمات واستهداف الموارد البشرية بتطويعها وإغوائها وحرف توجهاتها النهضوية .
* شيوع مفهوم اللاجدوى عند شريحة المثقفين وطغيان اليأس والتفكير أما بالاعتكاف او الهجرة .
* التغيير ، كهدف ، هو نفسه مجهول ومخيف ، بينما الاستقرار رغم جموده وتخلفه يبث الطمأنينة والراحة ويضعف الطموح والتطور .
* شيوع وغلبة ما يُعرف بثقافة الوجبات السريعة ، وهي ثقافة تلتقط السهل والهابط وتتماشى مع متطلبات حياتية يومية تسطيحية ضحلة ، كالأغاني السائدة والمؤلفات الرخيصة وتناول الخفيف والسخرية غير الهادفة ، التي لا تتطلب التفكير العميق ، كما وتعتمد على البصري والمبتذل .
* انشغال المثقف ببناء المجد الشخصي ، فيسرف البعض بالتركيز على المنجز الفردي ويدور في فلك الذات والنرجسية والبحث عن الفرادة والصراع والتنافس مع أقرانه والاستعراض النخبوي ، حتى ان مفردة المثقف فقدت رونقها اليوم وكادت ان تكون سبّة أو صفة معيبة ملازمة لنزعات أنوية ضيقة ، نائية عن الجماهير والقيام بدور مسؤول في التغيير.
لكن كيف يستعيد المثقف دوره في استنهاض المجتمع وما هي مستلزمات التغيير ؟
* البدء بتغيير واصلاح نفسه والتخلص قدر الامكان من الأفكار الضيقة و المناهضة للتغيير ، كالطائفية والغيبية والمفاهيم المجتمعية الجامدة وكذلك الأمراض الذاتية كالازدواجية وتعظيم الذات والاستعلاء على الآخرين ، ويبدأ بعد ذلك بالدائرة الضيقة حوله من أهل وأصدقاء ليغدو قدوة تشكّل خميرة تغيير مجتمعية ، وتغدو الكلمة مؤثرة ، كما القصيدة والاغنية واللوحة والمدونة والسبورة .
* الإنخراط في حلقات بحث وورش ثقافية جمعية لتصحيح المسارات الثقافية والعلمية تكون مكرّسة للاستثمار في الإنسان وعدم الركون إلى الفردية ، فالعمل الجماعي ، رغم عدم تجانس الشريحة وتنافرها ، سيمضي بهم نحو نتائج مبهرة ويعلو من شأن ممكنات التصويب الثقافي دون تنافس مهني وصراعات . ولو يبدأ تجمع الطاقات الثقافية بهدف واحد كمقارعة الفساد، وتتكاثف الجهود لأجل التنوير وتغيير تلك الآفة في المجتمع والسلطة ، ضمن خطة وبرنامج واضحين ، ونهوض كتلة واحدة بتعددية رؤى وهدف واحد وبمشاركة المثقف والسياسي والعالِم​ والصناعي ، لتحول الإنتاج الفردي إلى جمعي بفعّالية أكبر .
* استيعاب الثورة الرقمية والاهتمام بتقنية المعلومات والعالم السيبراني الذي هو مفتاح العصر الراهن ، وممارسة هذا الدور في التأثير عبر كافة القنوات الشبكية ، وإيجاد المكان الصحيح في حقول الميديا الصحيحة التي تهيمن على مفاصل الحياة اليوم ، والتي كثر فيها أشباه المثقفين والادعياء .
* في محطات التنوير العراقية والعربية برز دور المثقف اليساري والليبرالي والشيوعي ، غير أن التمسك الديماغوجي بالايديولوجيا أثر بشكل سلبي على عملية التغيير ، فالتعصب ومحاربة الرأي الآخر المختلف وتسقيطه هي من المعوقات الجدية ، ورغم ريادة الحزب الشيوعي في التغيير وسلامة مبادئه ، إلا أن المنخرطين تحت لوائه يمجّدون قياداتهم ويبررون أخطاء عديدة مارسوها ، فالأدلجة معيقة للتفكير السليم الهادف للتغيير .
* اتخاذ موقف تقدمي من المرأة ودعم مساهماتها وتطوير قدراتها لا بالشعارات والكلمات فقط .
* الاشتغال على مفهوم المواطنة العراقية بعد أن ساء فهمها واستخدامها ، فالمواطن الذي يحب وطنه وناسه ، يكون متقبلاً لدعوة التغيير من أجل الأرض الذي يقطنها وناسها ، مع ضرورة التوعية السليمة بشعار (نريد وطن) الواسع وغير مفهوم .

لكن ماذا لو لم يؤمن المثقف بدوره في التغيير ، زاعماً انه ليس من الضرورة ان تكون للمثقف رسالة ما ؟
يبرر البعض بأن مساهماته الثقافية تنحصر في الرؤية الجمالية التي يستمتع بها خالقها وحده ولا يعير للناس أهمية ، سواء وصلتهم رسالته الجمالية أم لا ، وذلك هذا الرأي يتطلب وجود حالة من نكران الذات ، والتوعية ​بأهمية التأثير المتبادل بين المنتج والمتلقي المستفيد ، وربما لجهد توعوي من المثقف الثوري تجاه المثقف من هذا النوع المزاجي .
والسؤال الذي يخطر ببالي هو لماذا كان إرث المثقف في الماضي أكثر تأثيرا وحضورا مما ينتجه مثقف هذا الزمن ، بدليل أننا لليوم نستشهد بأعمالهم وكلماتهم وآرائهم ؟ وحتى رجال الدين سابقاً تصدروا مشهد التغيير على عكس ما يجري اليوم من تلوث فكري وتخلف ، فهل تكفي الدعوة لتطبيق العلمانية كمنهج ، الى الحد من تسلط العقيدة الدينية وتحكم الدين بالسياسة في ظل غياب الحرية لاجل التغيير المطلوب؟



#محمد_ناجي (هاشتاغ)       Muhammed_Naji#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رأي وحوار عن المثقف العراقي … الدور والمسؤولية والخطاب ( ...
- رأي وحوار عن المثقف العراقي … الدور والمسؤولية والخطاب
- العافية درجات … خذ وطالب !
- كلمات في الوقت الضائع !
- الشارع أفضل من (سويف خلف لا يهش ولا ينش)*
- قبل الواقعة أسئلة ... وبراء من المغفلين !
- باختصار ... أبجد هوّز !
- كلمة في اللاموقف !
- التطورات القطرية العربية إلي أين .. تعرف علي التفاصيل
- هرم الخراب ... بالمقلوب !
- سامعين الصوت .....
- إلى من يهمه الأمر ... طريق التغيير سالك !
- باختصار ... أيها المثقف ... كن شجاع ولا تدس رأسك في التراب . ...
- إشارة ...
- المسكوت عنه في الثقافة العربية ... ارتزاق المثقف !
- كلمات على جدار الاستبداد *
- شكراً ستوكهولم ... وصلت الرسالة !
- حيص بيص برلين ... آسف فقدتم مصداقيتكم !
- امشي عدل ...!
- الانتخابات ... بين ثقافتين


المزيد.....




- جين من فرقة -BTS- شارك في حمل شعلة أولمبياد باريس 2024
- العثور على أندر سلالات الحيتان في العالم
- الجمهوريون يرشحون ترامب رسميا لخوض الانتخابات والأخير يختار ...
- ليبرمان: نتنياهو يعتزم حل الكنيست في وقت مبكر من نوفمبر
- هل تنهي أوروبا أزمة أوكرانيا دون واشنطن؟
- موسكو: لا يوجد أي تهديد كيميائي لأوكرانيا من قبل روسيا
- الولايات المتحدة تؤيد دعوة روسيا لحضور -قمة السلام المقبلة- ...
- غروزني.. منتدى القوقاز الاستثماري
- شاهد.. احتفالات زفاف العام الفاخرة لابن أغنى رجل في آسيا تتو ...
- انتعاش الموسم السياحي في تونس


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد ناجي - رأي وحوار عن المثقف العراقي … الدور والمسؤولية والخطاب (٣)