أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - محمد السعدي - حمى التطبيع ولسان العرب .














المزيد.....


حمى التطبيع ولسان العرب .


محمد السعدي

الحوار المتمدن-العدد: 6712 - 2020 / 10 / 23 - 20:52
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


حمى التطبيع ولسان العرب .

قبل أن نلقي لمحة واقعية على محنة التطبيع والموقف العربي المتداعي منها ، والتطور السريع على مستوى العلاقات العربية / الاسرائيلية ، وبات الاعلان عنها بلا تردد وبدون وجل ، بل جزء من إستراتيجية بعيدة المدى ، رغم أنها طبخت على نار هادئة. نتوقف عند مفهوم التطبيع وهو مصطلح سياسي مفاده طبيعية العلاقات بين الشعوب والدول من خلال أتفاقات وعقود ومشاركات ثقافية وفنية . التطبيع الأخير الذي شهده العالم بين دولة إسرائيل وبعض البلدان العربية لم يلقى ذلك الرفض والأستنكار والمظاهرات والاعتصامات والكتابات المعارضة كما شهدت في ذلك التاريخ عندما ذهب الرئيس المصري أنور السادات الى منتجع ( كامب ديفيد ) ليلتقي بغريمه الاسرائيلي مناحيم بيغن وبرعاية أمريكية ( جيمي كارتر ) يوم ١٧ أيلول ١٩٧٨ . ولم أنسى ذلك اليوم ، وهو جزء من ذاكرة طرية ، عندما أخروجنا عنوة من المدارس وطافوا بنا شوارع مدينة بعقوبة ونضرب بكف أيدينا بقوة على حزمة الكتب المدرسية التي نحملها وبصوت واحد نصرخ .

( يا سادات يا جبان يلي لابس عباية النسوان ) .


ولا أحد منا فطن الى مغزى هذا الكلام الفضفاض . وفي اليوم الثاني ألقى علينا أستاذ يحي البعثي المتعجرف محاضرة مردها تخلف دولة مصر عن محور المقاومة وتصدع دول الصمود والتصدي . العراق ، ليبيا ، سوريا .


فات عن بال العديد من المتابعين والمعنيين عن مغزى التطبيع والاسلوب الهاديء في حراكه نحو هدفه الأول باعتباره واقع حال وآمر لامناص منه ، وهذا ليس وليد اليوم وفعلاً لم يشكل مفاجأة لاوساط ودول كثيرة بما ضمنهم الفلسطينيين لأنه تجربة السنوات التي مضت وأنتهت بما يسمى الربيع العربي وأسقاط أنظمة وتفكيك مصير شعوب وأحتلالات ودواعش وميليشيات هذه نتائجها الأولية في العلاقات العربية / الاسرائيلية آمر واقع يجب أن تتعايش معه شعوب وبلدان المنطقة ، بعد حالات اليأس والتردد والمعاناة في حياة الشعوب العربية عامة والفلسطينيين خاصة .


الشعب الفلسطيني هو الخاسر الوحيد من سياسة التطبيع هذه حيث جرت وتمت بعيداً عن أرادته ومصالحه ، مازالت هناك سياسة الاستيطان قائمة على قدم وساق وجهل قرار العودة الى الاراضي الفلسطينية وتعويضهم حسب قرار الامم المتحدة ١٩٤ ، مغيب من قرارات التطبيع .


أين ذهبت أصوات محمود درويش وسميح القاسم ونزار قباني ومظفر النواب وغسان الكنفاني في مناداتهم للقدس أن تكون عربية ، لقد جفت صدى أصواتهم في تعبئة الشارع العربي نحو قدس عروسة عروبتكم ، بعد أن حطموا العراق قلعة المواجهة لعمقه التاريخي وموقعه الجغرافي لتتبعه بلدان وشعوب قد تهاوت وتمزقت ليبيا ، سوريا ، اليمن ، لبنان بشخص السيد حسن نصر الله في تغير بوصلة زحفه من القدس الى قلب لبنان لتتحول الى فوضى عارمة بس الله قادر أن يعيد عافيتها . وسقطت جميع الشعارات الطنانة والخطب الفضفاضة بتحرير القدس من صدام حسين الى الخميني . فماذا بقى أمام العرب غير سياسة التطبيع كآلة طيعة ؟.


مرة .. سأل محسن إبراهيم مسؤول منظمة العمل الشيوعي اللبناني عن سبب ذهاب المرحوم ياسر عرفات رئيس منظمة التحرير الفلسطينية عن خيار ( أوسلو ) المر .

فقال .. يقصد عرفات قد . قرأ الوضع الدولي بعد غياب الاتحاد السوفيتي ، وقرأ الوضع الاقليمي بعد معاقبة العراق على غزو دولة الكويت ، وقرأ الاوضاع العربية وموازين القوى الدولية والأحوال المالية وخاف على قضيته من النسيان والضياع والتدمير . وخطوة بعض البلدان العربية على سجة التطبيع مرده تلك الاحداث والتراجع في المواقف والمباديء وستعقبها دول أخرى قريباً حيث لابديل أمامها بعد أن ميعت فلسطين وقضيتها المركزية ، وما صرح به أخيراً عبر شاشة التلفزة النائب السابق والقيادي في التيار الصدري بهاء الاعرجي . أن العراق مقبل قريباً على التطبيع وسيصدر القرار من مدينة النجف المقدسة ومقر الحوزة الدينية ، فهذا آمر حتمي ونتاج طبيعي لآلية الحكم في العراق ولم نرى ونلاحظ أي موقف إستهجان ورفض من كافة القوى في العراق سواء كانت إسلاموية أو علمانية ولا من الاوساط الثقافية أو الفكرية ولا من النخب السياسية الحاكمة ، فيبدوا للمتابع أن هناك شوط كبير مقطوع بهذا الاتجاه ، وهو في أنتظار الوقت المناسب للاعلان عنه وهذه واحدة من شروط صفقات الاحتلال وتحطيم العراق ودول المنطقة .


محمد السعدي

مالمو/أكتوبر٢٠٢٠



#محمد_السعدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زيارة متأخرة الى شيوعي مخضرم .
- بوخارين ”محبوب الحزب .
- من خيام الذاكرة .
- السويد وحصة -الكورونا ( كوفيد19).
- لعنة الموت وعاقبة الضمير .
- ذكرى مرور 13 عاماً .
- ثرثرة فوق النهرين / دجلة والفرات .
- سومريون ..سير وحكايات .
- عطشان ضيول الأيزريجاوي .. قتلوه ؟.
- تضاريس الخوف والموت .
- السفير من كابول الى البيت الأبيض عبر عالم مضطرب ؟.
- الى مصطفى الكاظمي رئيس وزراء العراق المحترم .
- صورة ألبير كامو .
- بين قساوة الأمس وأفق التجربة . بهاء الدين نوري يهديء العلاقة ...
- .. جيفارا العراق ..
- عبد الرحمن القصاب .. المناضل المنسي
- صورة سلفادور الليندي .
- صورة البروفيسور ضياء نافع .
- صراع الرفاق الدموي في عدن .
- جون نيكسون .. John Nixon


المزيد.....




- -غير أخلاقي للغاية-.. انتقادات لمشرع استخدم ChatGPT لصياغة ق ...
- بالأسماء.. مقاضاة إيرانيين متهمين بقضية مقتل 3 جنود أمريكيين ...
- تحليل.. أمر مهم يسعى له أحمد الشرع -الجولاني- ويلاقي نجاحا ف ...
- مكافأة أمريكا لمعلومات عن أحمد الشرع -الجولاني- لا تزال موجو ...
- تفاصيل مروعة لمقابر سوريا الجماعية.. مقطورات تنقل جثث المئات ...
- يقدم المعلومات الكثيرة ولكن لا عاطفة لديه.. مدرسة ألمانية تض ...
- الجيش الإسرائيلي يستهدف مستشفيي كمال عدوان والعودة شمال قطاع ...
- قلق من تعامل ماسك مع المعلومات الحساسة والسرية
- ساعة في حوض الاستحمام الساخن تقدم فائدة صحية رائعة
- ماكرون يزور القاعدة العسكرية الفرنسية في جيبوتي ويتوجه إلى إ ...


المزيد.....

- قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند / زهير الخويلدي
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ... / دلير زنكنة
- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ... / اسحق قومي
- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - محمد السعدي - حمى التطبيع ولسان العرب .