أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - دارا حصري - الضامن التركي!














المزيد.....

الضامن التركي!


دارا حصري

الحوار المتمدن-العدد: 6710 - 2020 / 10 / 21 - 12:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الضامن! ماذا يعني الضامن؟ هُوَ الضَّامِنُ لَهُ: الكَفِيلُ بِهِ، الملتزم به. الملتزم بأن يؤدي ديناً على غيره بسبب غير الكفالة. منذ بدأت الثورة السورية في أيامها الأولى لم تخفي تركيا نواياها بدعم المعارضين لحكم الأسد، وأعتبرت المطالب هي حق شرعي وِفق الشرائع الدينية والدنيوية، وسرعان ما دخلت الأخيرة على الخط مباشرة. دعمت تركيا مجموعات مسلحة في مختلف الجغرافيا السورية وموّلت تأسيس فصائل ومدتهم بالأسلحة والذخيرة (أختارت قادتهم من التركمان بعناية فائقة)، من جهة أخرى أقحمت الموالين لها في المعارك مع النظام وفتحت أبوابها لتستقبل المعامل المفككة ومحطات الطاقة وصولاً إلى التنك والنحاس المسروق من كابلات الهواتف والكهرباء. وبما أن الثورة تحوّلت إلى منافسة بين الفصائل " من يستطيع تجميع أكبر قدر ممكن من الأموال" فإن التركيز أنصب على الهدف الأول وتناسوا الظرف الذي أتى بهم وخلقهم. بعد عدّة جولات وصولات وتفريغ حلب من المعامل، وبعد عدة مؤتمرات ظهر أسم تركيا كضامن! وبعكس مفهوم الكلمة بزاوية ١٠٠٪ فإن الضامن التركي كان مختلفاً تماما، أول ماقام به الضامن التركي هو عزل وتحييد الضباط المنشقين وتجميعهم في معسكرات مغلقة وضمان عدم حركتهم أو سيطرتهم على أي قرار، ضمنت تركيا ذلك ونفذت وعدها إلى الآن. كانت الخطوة الثانية إبعاد الحقوقيين والقضاة وكل من ينبعث منه رائحة الحرية " لهم رائحة تخنق الأتراك" وعملت على تصفية من يحملون هذا الخطر، فجاءت بإشخاص جهلة راكضين وراء مصالحهم الآنية ومتعهدين على الوفاء ومبرمجين على تنفيذ الأوامر السلطانية الصادرة من الباب العالي والأمير المفترض "أردوغان". ضمنت تركيا تسليم الغوطة على سبيل المثال، ولم تتوانى عن تجييش الشارع العربي للحقد ضد الكورد، حينها كانت المفاوضات تنص على إبعاد الفصائل من محيط دمشق، الشعب الذي لم تهزمه الأسلحة الكيماوية ولم يستطع النطام إجبارهم على الأنهزام وترك بيوتهم فعلتها تركيا بمنتهى السهولة. ضمن الضامن التركي حصر الفصائل المقاتلة ضد النظام في إدلب، الرئيس التركي رجب طيب أردوغان كان يؤكد بضرورة انسحاب قوات النظام من جميع المناطق التي سيطرت عليها منذ أبريل عام 2019، متوعدا بطردهم منها في حال عدم انسحابهم، ولكن ماذا فعلت تلك النقاط التركية؟ في الحقيقة هي كانت تراقب عن كثب! لم تفعل سوى مراقبة تقدم قوات النظام والروس وسيطرتهما على كامل ريف حماة الشمالي خلال الأشهر الفائتة، وبل نفذت الأخيرة وعودها التي ضمنتها في الأتفاقيات مع الروس وهي ضمان عدم فتح جبهات حلب "التي سلموها للنظام في وقت سابق". ضمنت تركيا إشغال عقول السوريين وتحريضهم ضد الكورد وثم الكورد ،أما النظام السوري فهذه قضية ثانوية والضروري الآن هي التجييش ضد من بقي من الكورد، وهناك جبهات جديدة وواجبات ضرورية في كل من ليبيا وأذربيجان. في بداية أنطلاق الثورة السورية كانت المخابرات التركية هي الضامنة لدخول عناصر حزب العمال الكوردستاني إلى عفرين، ومن جهة أخرى فتحت حدودها لمن يريد أن يأتي إليها لاجئاً. عندما أتفقت المخابرات الدوية على ضرورة سحب العناصر المتشددين من كل أصقاع العالم كان الضامن يرسّخ كل أمكانياته البحرية و الجوية والتدريبية لضمان دخولهم بسلام للجحيم السوري ولكي يقضوا على الفصائل والقادات الغير ملتزمين بالتعليمات (الضامن). هذه بعض الأمثلة عن الضامن، فإن كان هكذا هم الضامنين فعلى اللغويين أستبدال المعنى.
الضامن التركي هو الكفيل بتنفيذ كل مايعجز عنه النظام السوري كما يضمن تقدم النظام، وكل هذا فقط ليضمن أمنه المزعوم.



#دارا_حصري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شكراً كورد تركيا
- هل تركيا تدعم أم تحارب الجماعات الأرهابية؟


المزيد.....




- بريت غولدشتاين يُشبّه عودة مسلسل -تيد لاسو- بإحياء قطة ظنّوا ...
- -نحاول إيجاد سببٍ للشجار-.. جورج وأمل كلوني ثنائيٌّ مسالم
- مصر تدرس فرض ضريبة موحدة على أرباح الشركات بدلا من الرسوم ال ...
- باريس تنتقد هدنة موسكو: محاولة دعائية لكسب ود ترامب
- ما أبرز ما تبحثه دورة المجلس المركزي الفلسطيني الجديدة؟
- البيت الأبيض: ترامب يزور السعودية و الإمارات وقطر الشهر المق ...
- بطلب عُماني... تأجيل محادثات الأربعاء الإيرانية-الأمريكية
- من هي أبرز الشخصيات التي ستشارك في وداع البابا؟
- ترامب يُجدد دعمه لنتنياهو في اتصال هاتفي
- -البديل- أقوى حزب باستطلاع للرأي ومساع لمواجهته في البرلمان ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - دارا حصري - الضامن التركي!