أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - حسن مدن - المثقف النقدي














المزيد.....

المثقف النقدي


حسن مدن

الحوار المتمدن-العدد: 6710 - 2020 / 10 / 21 - 11:17
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


حديثنا هنا سيكون بعيداً بعض الشيء عن التصنيف المهم والمنهجي والمُلهم، الذي أقامه غرامشي بين المثقف التقليدي والمثقف العضوي، الذي أسيء فهمه في الكثير من الحالات، خاصة فيما يتصل بمفهوم المثقف العضوي، الذي قرنه الكثيرون بالمثقف التقدمي، مع أن رؤية غرامشي أوسع وأعمق من ذلك بكثير، فالمثقف العضوي هو ذاك المرتبط بطبقة اجتماعية ما، ينافح عنها وعن مصالحها، وليست كل الطبقات الاجتماعية تؤدي دوراً تقدمياً في التاريخ، ما ينعكس، بالنتيجة، على دور المثقف، الذي يمكن أن يكون محافظاً وكابحاً للتقدم، ويمكن أن يكون دوراً نقيضاً، تقدمياً ومحفزاً على التغيير حين يكون مرتبطاً بطبقة اجتماعية تضطلع بمهمة هذا التغيير.
المثقف الأخير بالذات هو الذي يعنينا هنا، وهو الذي يطلق عليه وصف المثقف النقدي، وأحسب أن الراحل فؤاد زكريا كان من أفضل المفكرين العرب، الذين تناولوا هذا المفهوم، فلا يمكن أن يكون المثقف نقدياً إذا كان معادياً للحداثة أو حتى متهيباً أو متوجساً منها، فالمثقف يجب أن يكون في الطليعة في نقد البنى الاجتماعية والفكرية المعيقة للحداثة لا مزيناً لها، أو مبرراً، أو ممالئاً.
ولأن موقفاً مثل هذا له كُلفته، التي قد تكون باهظة في الكثير من الحالات، فإن من سمات المثقف النقدي أن يكون شجاعاً، فهو على خلاف الزعيم السياسي لا يتوخى الشعبوية أو يجري خلفها، وإنما مهمته أن يستفز المُسَلَّمات والبديهيات التي استقرت في الأذهان وفي ثنايا المجتمع، وهو إذ يفعل ذلك عليه تحمل لدغات الأفاعي، التي ستنهال عليه من كل صوب؛ لأنه أقلق اطمئنانها وسكينتها.
من بين أشياء كثيرة يعنيها هذا، فإن على المثقف أن يكون منخرطاً في الحياة، لا محتمياً بأسوار الجامعات، خاصة إذا كانت من طراز الكثير من جامعاتنا العربية التي لا تقيم وزناً لحرية البحث العلمي ولا تشجعه، ويمكن أن تتخذ بحق الأستاذ الجامعي أشد العقوبات إن هو تجاوز ما يعده سدنتها خطوطاً حمر. والانخراط في الحياة لا يعني، بالضرورة، أن يتحول المثقف إلى ناشط ميداني، فدور مثل هذا يمكن أن يؤديه آخرون بكفاءة أعلى منه، وإنما المقصود هو أن يقارب القضايا والمعضلات المجتمعية في حقول اهتمامه بالبحث والتفكيك.
وفي هذا يتميز المثقف النقدي عن الأكاديمي المنكب على وضع أبحاث الترقية التي تحوله من أستاذ مساعد إلى أستاذ، أو أي شيء من هذا القبيل، في موضوعات أبعد ما تكون عما ينشغل به المجتمع، وقد لا يقرأها أحد سوى محكميها، ومن سيعود إليها بعده من باحثين عن الترقية عبر أبحاث مشابهة، إن لم تؤخر فهي لا تقدم نحو الأمام قيد أنملة.



#حسن_مدن (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تعددية الثقافات لا مركزيتها
- الناس تحب الأساطير
- المدينة التي تتذكر كل شيء
- من منظور تشومسكي
- أوروبا بين الخطيبي وفرانز فانون
- عمالقة أم عصر عملاق؟
- (مناعة القطيع) والأخلاق
- أطروحات حول الفكر والحرية ودور المثقف
- كيف كُتب التاريخ؟
- نحن و(نوبل)
- (أنا والجدة نينا) لأحمد الرحبي - الأنا في مرآة الآخر الروسي
- كم من - كعب أخيل - عندنا؟
- صراع دول لا حضارات
- مَن نحن؟
- المسكوت عنه في مسألة التعددية الثقافية
- كتاب يوثق تاريخ المرأة البحرينية في القرن العشرين
- المجتمع المدني بين التقديس والشيطنة
- قصص من العالم
- نحن والدولة
- المنفى الجماعي


المزيد.....




- العلماء يكتشفون سر -اليوم المثالي-
- السلطات المصرية تغلق عيادة ابنة أصالة نصري
- في أول خطاب له منذ رحيله.. بايدن ينتقد إدارة ترامب
- عصير فاكهة يخفف من التهابات القولون التقرحي بنسبة 40%
- آبل تطور نماذج جديدة من نظارات الواقع الافتراضي
- -مفاجآت تعكس أرفع درجات الكرم-.. سيئول تشيد بتعامل الشيباني ...
- دراسة تحذيرية.. خطر حقيقي في مراتب نوم الأطفال يهدد نمو أدمغ ...
- نائب أوكراني يدعو ترامب للتحرك فورا ضد زيلينسكي قبل -تقويض م ...
- هيئة بحرية بريطانية تبلغ عن تعرض إحدى السفن لحادث اقتراب مشب ...
- أشعة CT تحت المجهر.. فوائد تشخيصية مقابل مخاطر صحية محتملة


المزيد.....

- قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند / زهير الخويلدي
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ... / دلير زنكنة
- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ... / اسحق قومي
- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - حسن مدن - المثقف النقدي