|
عودة الى موضوعنا السابق
صلاح بدرالدين
الحوار المتمدن-العدد: 6709 - 2020 / 10 / 20 - 02:36
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الغريب أن بعض المعروفين بالللعب على أكثر من حبل مثل صاحب – منصة موسكو – يستمر بالخداع والتضليل فمن جهة كان ومازال جزء من نظام الاستبداد الاسدي الذي حل بموسكو من خلال ترتيب مدروس ويدعي في بعض المناسبات أنه من المعارضة وعندما تقتضي حاجته يصبح – شيوعيا – ويعمل لدى الطغمة المافيوية المحتلة لبلادنا والحاكمة في موسكو على أساس أن الطغمة مازالت ( سوفييتية )!!؟؟ نعم بهؤلاء وأمثالهم ابتلى الشعب السوري .
" – في تلك الفترة ( ستينات القرن الماضي ) وخلال لقاء بدمشق مع – مراد القوتلي – عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي السوري في مكتبه وبعد انتهاء اللقاء الذي تضمن أساسا مناقشة مخطط الإحصاء والحزام دخل – فؤاد قدري جميل باشا – وكان يعتبر نفسه قريبا من الشيوعيين ويعمل أيضا مع النظام فتدخل ووجه كلامه للقوتلي : " لاتصدقوا هؤلاء قومييون كرد ويبالغون فماقررته السلطات صحيح وعادل يجب عودة كرد الجزيرة الى ديارهم الذي جاؤوا منها ثم أجبته بعد استغرابي الشديد : اذا كان صحيحا ماتقوله فانت كنت آخر من دخل سوريا فابدأ بنفسك أولا " طبعا بدت على معالم وجهه الغضب من دون ان يرد والآن فان خليفته – قدري جميل – يسير على خطى أبيه ) .
أثار السطر الأخير من هذا المقطع من مقالتي الطويلة – حقائق غير منشورة حول الإحصاء والحزام – حفيظة السيد – قدري جميل – صاحب منصة موسكو وأقول السطر الأخير الذي تضمن اسمه حيث شن هجوما مبتذلا سوقيا علي في جريدته – قاسيون – تحت اسم – رمزي السالم - فقط للدفاع عن نفسه من دون أية إجابة حول موقف والده الاشكالي وكذلك سياساته المعروفة التابعة لكل من نظام الاستبداد القاتل والمحتل الروسي الذي يستمر بالاجرام بحق السوريين .
سيرة وانفتحت ( ١ ) بعد حصولي على شهادة البكالوريا كانت رغبتي أن أستكمل دراستي وبحكم علاقات الصداقة بين المرحومين والدي والسيد قدري جميل باشا أخذ أوراقي وابلغني أن اقابل ابن أخيه – فؤاد قدري – بدمشق بعد شهر وفي أواخر عام ١٩٦٥ توجهت الى دمشق ثم الى منزل المذكور والتقيت هناك بالمرحومين – د عزيز فرمان وخورشيد خباز – وحضرا لنفس الغاية ثم ابلغنا نحن الثلاثة بان نجهز انفسنا للتوجه الى موسكو بعد ثلاثة أسابيع .
وانتقل الحديث الى مجال سياسي حيث سالنا عن الوضع بالجزيرة فاجبته ان السلطة تضطهد الكرد وتحرمهم من الجنسية والأرض فنهرني بشدة ونفي أي شيئ من هذالقبيل فاكدت له مع الشواهد وناولته بيانا كان أصدره ( البارتي اليساري ) حول مخطط محمد طلب هلال وسألني هل تريد الدراسة بالاتحاد السوفييتي وانت تحمل مثل هذه الأفكار ؟ وبعد خروجنا عاتبني زميلي لانني ناقشته وابديا القلق من الحرمان من المنح وبعد نحو أسبوعين استلمت رسالة من سفارة الاتحاد السوفييتي بدمشق عبر البريد تتضمن اعتذارا عن عدم قبولي وذهب الزميلان الآخران واكملا دراستهما وقبل رحيل الدكتور فرمان بمدة التقيته بدولة الامارات وسهرنا واستذكرنا ماحدث وأخبرني أنه بصدد تسجيل بعض ذكرياته وبينها هذا الموضوع على أمل نشرها ولكن القدر لم يمهله بكل أسف . ( ٢ ) في بداية عام ١٩٦٦ بادرت قيادة ( البارتي الديموقراطي الكردي – اليساري ) بتنظيم وفد شعبي بمحافظة الحسكة ودعوة الفعاليات السياسية والوجاهات والشخصيات الاجتماعية للتوجه الى دمشق وتسليم مذكرة الى رئيس الحكومة ( يوسف زعين ) وكلفتني بعضوية الوفد باسم الحزب وبعد وصولنا الى دمشق وكنا نحو ٢٣ شخص من ( ديريك وحتى رأس العين والحسكة ) حيث عقدنا اول لقاء في الفندق واقترحت على الحضور مناقشة المذكرة التي أعددناها وكانت تتضمن مطالب مثل : إعادة الجنسية لمن حرموا منها وعدم حرمان الفلاحين الكرد من الإصلاح الزراعي وتخفيف الإجراءات الأمنية الاستثنائية وغيرها فوافق الجميع على كل بنودها مع الاتفاق على أن ألقي المذكرة باسم الوفد على مسامع – زعين – .
وبعد الانتهاء فوجئنا بحضور شخص رفض الحضور بالبداية وبرفقته – فؤاد قدري – فأعلمناهم بنص المذكرة – على سبيل الاحترام – فاعترض ذلك الشخص على البندين الأساسيين : إعادة الجنسية وتوزيع الأراضي وبعد أن لم يستجب له أحد اقترح أن يقوم – فؤاد – بطلب الموعد لعلاقاته الواسعة مع السلطات حسب قوله فلم نعترض وقد شعرنا على الفور بوجود أمر مريب .
للأسف نسيت أسماء معظم أعضاء الوفد ولكنني لن أنسى الموقف المشرف لبعض من أتذكرهم من الوطنيين المستقلين وهم : كاظم حسين أسعد وعبدالرحمن اوسو وكنعان عكيد والأخير قال بالاجتماع : قد نختلف مع حزب الأخ صلاح ولكن نحن مع المذكرة ومع وحدة الوفد واستجبنا للمبادرة وهي في محلها ولمصلحة شعبنا .
وفي اليوم التالي جاءنا – فؤاد قدري – ليخبرنا أن رئيس الحكومة يعتذر بسبب الانشغال ، فعقدنا اجتماعا لكل الأعضاء وناقشنا كل الاحتمالات والخيارات وفي اليوم التالي وصلتنا معلومات أن ذلك الشخص كان موفدا للتخريب على الوفد بالتعاون مع – فؤاد قدري – وهو من أبلغ السلطات ان الوفد يحمل مطالب قومية وقام بتنظيمه حزب يساري معارض للنظام ثم اتفقنا على ان يمضي كل في سبيله لتفادي الاعتقال . ( ٣ ) زرت الراحل الشخصية الوطنية المحبوبة قدري جميل باشا منتصف الستينات ( وهو عم فؤاد قدري ومربيه بعد وفاة والد الأخير ) بمنزله في حي ركن الدين – الاكراد – بدمشق ووجدته منكبا علي استكمال كتاب مذكراته ( دوزا كردستان – طريق أو دعوة كردستان ) وفي سيرة الحديث وعدته اننا سنترجم وننشر كتابه مستقبلا وفعلا أوفينا بوعدنا بعد ذلك حيث قامت – رابطة كاوا للثقافة الكردية – بترجمته ونشره ثم أبدى اسفه لان – فؤاد – حجب منحتي الدراسية وكان يعلم السبب وقال علاقتي ليست جيدة معه وهو ناكر الجميل وليس مع فكرنا حول الكرد والقضية الكردية فأجبته مع كل الشكر لكم قد يكون ذلك من حسن حظي حيث الان منخرط بالعمل النضالي في سبيل قضايانا . ( ٤ ) بعد أعوام وفي بداية الحرب الاهلية بلبنان ولست أتذكر بشكل دقيق ولكن اعتقد بين عامي ١٩٧٥ و ١٩٧٦ كنت مع مجموعة من رفاق منظمة حزبنا بلبنان وبينهم الرفيق مصطفى جمعة بسيارتين متوجهين لزيارة أحد الأصدقاء بمنطقة الخندق الغميق الملاصقة لمركز بيروت ومررنا بالقرب من كاراج بيروت – دمشق وإذ أشاهد أمامي – فؤاد قدري – ينتظر دوره للسفر فتوقفنا ونزلت واتجهت نحوه ومعي بعض الرفاق من حراسنا المسلحين فتفاجأ صاحبنا وقد يكون قد تصور أسوأ الاحتمالات فسلمت عليه وبينت له اننا مستعدون لأية مساعدة فشكرني وقال انتظر لاستكمال ركاب دمشق فتوجه الشباب الى السائق وأكملوا له اجرة راكبين على أن يجلس – فؤاد – بجانبه لوحده وودعته وهو ينظر الي مندهشا ذكرت هذا الحادث لابرهن اننا مسالمون ولسنا منتقمون من أحد ونحب شعبنا ونتقبل الاختلاف في الرأي والموقف .
ماذكرته أعلاه بشكل موضوعي ليس تهجما أو إساءة لأحد بل شهادة للتاريخ وتعبير عن حالة سياسية كانت قائمة بل متحكمة في تصرفات السييد – فؤاد قدري – من جهة كان يعمل وسيطا في تجارة السلاح السوفييتي وكان عليه من اجل تحقيق مايصبو اليه من أرباح إرضاء طرفين : الأول هو النظام والثاني : الحزب الشيوعي بزعامة خالد بكداش وكان ذلك له ثمن وهو ماجئنا على سيرة البعض منه واذا كان ( الولد سر أبيه ) فقد سار الابن على خطى الوالد المزدوج والفرق هو أن الأول لم يتعاون مع طرف محتل لبلاده أما الثاني فأصبح ( فيشيا ) حتى الثمالة .
#صلاح_بدرالدين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
قراءة في صفحات من ماضي الكرد السوريين القريب
-
وفاء لتاريخ حركتنا
-
قراءة في قيام ومسار حركة خويبون
-
ستة عقود من عمر المخطط الأكثر عنصرية
-
في توصيف السياسي المستقل
-
في الثقافة والمثقفين
-
وحدة الحركة أم اتفاق الأحزاب أم - خفض التصعيد - ؟
-
قراءة في مستجدات الحالة الفلسطينية
-
سؤال وجواب
-
خطاب حزبي خشبي
-
فرنسا أيضا قد تستثمر الوقت الضائع الأمريكي
-
روسيا و - الوقت الضائع- الأمريكي
-
قراءة في أزمة الحركة الكردية السورية
-
صفحات منسية من تاريخ حركتنا ( 3 )
-
صفحات منسية من تاريخ حركتنا - 2 -
-
صفحات منسية من تاريخ حركتنا
-
ماذا قدمت الأحزاب الكردية السورية
-
في الذكرى الخامسة والخمسين لانبثاق اليسار الكردي السوري
-
الأولوية لإعادة بناء الحركة الوطنية السورية
-
من جديد : كرد وعرب سوريا ...مزيدا من المكاشفة
المزيد.....
-
الجمهوريون يحذرون.. جلسات استماع مات غيتز قد تكون أسوأ من -ج
...
-
روسيا تطلق أول صاروخ باليستي عابر للقارات على أوكرانيا منذ ب
...
-
للمرة السابعة في عام.. ثوران بركان في شبه جزيرة ريكيانيس بآي
...
-
ميقاتي: مصرّون رغم الظروف على إحياء ذكرى الاستقلال
-
الدفاع الروسية تعلن القضاء على 150 عسكريا أوكرانيا في كورسك
...
-
السيسي يوجه رسالة من مقر القيادة الاستراتجية للجيش
-
موسكو تعلن انتهاء موسم الملاحة النهرية لهذا العام
-
هنغاريا تنشر نظام دفاع جوي على الحدود مع أوكرانيا بعد قرار ب
...
-
سوريا .. علماء الآثار يكتشفون أقدم أبجدية في مقبرة قديمة (صو
...
-
إسرائيل.. إصدار لائحة اتهام ضد المتحدث باسم مكتب نتنياهو بتس
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|