|
حكومة الكاظمي ومنطق مستشارها السياسي
اسماعيل شاكر الرفاعي
الحوار المتمدن-العدد: 6708 - 2020 / 10 / 19 - 01:46
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
كتب مشرق عباس - مستشار السيد رئيس الوزراء - ما يلي : ( التحالف الضمني بين الظلاميين وبعض ادعياء الثقافة ضد هذه الحكومة ، مفهوم جداً بالنسبة لنا ) هل تشخيص السيد المستشار الذي يقول بوجود تحالف بين فئتين اجتماعيتين : تضم الظلاميين من جانب وادعياء الثقافة من جانب ، صحيح ؟ ام ان هذا التشخيص هو نتاج وهم ، وغرور ذاتي ، وهو لا يعدو ان يكون اكثر من : بناء لفظي ، القصد منه : الإيحاء بوجود حكومة استنارة هي حكومة الكاظمي ، وان قوى الظلام والتخلف تتكالب عليها ، كما تكالبت القوى نفسها ضد الثورة الفرنسية 1789 ، والثورة الروسية 1917 ، او التكالب الذي سعى الى تطويق ومحاصرة وعزل الرئيس الراحل جمال عبد الناصر : مؤسس اول أنظمة مجالس قيادة الثورات : الاستبدادية ، لكن الوطنية . شخصياً اقول : نعم ذلك ان نسبة الأمية في العراق عالية جداً ، وان واقع التعليم فيه سلبي جداً : حصيلة خريجيه المعرفية صفر ، كما تشير الى ذلك المنظمات الدولية المعنية بهذا المجال الحيوي من مجالات النهضة والتنوير . وذلك ما يعزز نظرية : مشرق عباس ، عن وجود تحالف بين : الأمية والظلام ضد حكومة ( التنوير والاستنارة ) التي يقودها الكاظمي . لكن لماذا توافق حكومة ( التنوير والاستنارة ) على انهيار التعليم وهي تعرف بأن إصلاح التعليم هو الركن الاول من اركان التنوير ؟ لأن حكومة الكاظمي مشغولة بوضع اللمسات الاخيرة على نظرية في الإصلاح أطلقت عليها اسم : الورقة البيضاء . هذه النظرية ترى بان ازمة العراق نتاج لازمة مالية حدثت نتيجة هبوط أسعار النفط ، بعد انتشار فيروس كورونا وتوقف معامل العالم عن العمل ، وليس لازمة منهج في الحكم ودستور تتعايش تحت سطح كلماته الضبابية كل الأضداد . ركزت هذه النظرية على ان ازمة العراق مالية : ازمة رواتب ، ستسبب بأزمة تشغيل آليات دواليب الدولة . وما ان يتم الحصول على الأموال اللازمة لسد نفقات موظفيها حتى يدخل العراق : الجنة تحت إشراف الكاظمي ومشرق عباس ، ولهذا تم تكليف السيد وزير المالية لحمل مشعل الإصلاح والتنوير وليس الجامعات ومراكز البحوث والكتاب والفنانين ذوي النفس النقدي ، علماً ان شباب العراق قام بالثورة على حكومة عادل عبد المهدي قبل فيروس كورونا وقبل هبوط أسعار النفط ...
لا يمكن للتنوير ان يقف الى جانب حكومة : كثيرة الوعود والشعارات وقليلة التنفيذ والعمل .
لب مشكلة العراق تكمن في ازدواجية السلطة : والصراع الدائر بين سلطة الدولة ومجموعة سلطات اولها : سلطة الحشد الشعبي . لا بد من ايجاد حل لهذه المسألة الشائكة ، وإلا تبقى قضية الأمن في العراق - كما هي منذ 17 عاماً - في وعي الناس : مهلهلة ، لا تحمي عرضاً ولا مالاً ، والجميع فيها معرضون للقتل او للخطف او للابتزاز من قوى دائماً مجهولة ، وهذه احدى علامات الدولة الآيلة الى السقوط : حين يتم تسجيل الجرائم الكبرى فيها باسم مجهول . يطالب التنوير بمؤسسة عسكرية ذات ولاء ثابت للبلاد تقودها سلطة سياسية محترمة ، مثل باقي دول العالم . تعدد الرايات والولاءات ، يتعدى على سيادة الدولة ويهين الحكومة ، فالحشد يطلق صواريخه من غير علم الحكومة في الوقت الذي يشاء وعلى الأمكنة التي يشاء . ان سيادة الدولة المغدورة تطالب الحكومة بالثأر لها : وذلك بقطع علاقتها بايران التي تحرك الحشد الشعبي للقيام بأعمال من شأنها إهانة الحكومة العراقية وإهانة السيادة ، ومثلها تركيا ، وإعادة ترتيب العلاقة الفيدرالية بين المركز وإقليم كردستان لكي نشعر نحن المواطنون باننا نعيش في دولة واحدة وليس في دولتين حيث يتمتع الإقليم : بجيش وبمنافذ حدودية وبنسبة مالية من الوارد القومي الإجمالي للعراق ، من دون ان يسهم بدفع دينار واحد الى الحكومة الفيدرالية : وهذا ما يشير الى ان الإقليم دولة مستقلة ، الا انها الدولة الدائمة التهديد لحكومة بغداد ، ولكنها أجبن من ان تطلق طلقة واحدة على جيش الغزاة الأتراك . انها الدولة التي تفتل عضلاتها بوجه الحكومة في المناطق التي تسمى : متنازع عليها ، وهو ابشع وأقبح مصطلح أنتجته لجنة كتابة الدستور ...
يصف مشرق عباس بإيجاز خارطة القوى السياسية الفاعلة في العراق كالآتي : قوى ظلام ( دون ان يشير الى القوى الاجتماعية التي تمثلها قوى الظلام هذه ) متحالفة مع فئة أشباه المثقفين ضد حكومة ( التنوير ) بقيادة الكاظمي . اما خارطة التحالفات السياسية الجارية في العراق فتتمثل بالنسبة لنا : بجميع القوى التي تنازع الدولة سيادتها : فبالإضافة الى وجود سلطة الحشد الشعبي ، وسلطة البيشمركة في اقليم كردستان ، توجد سلطة رجال الدين من الفقهاء القادرين على يجتثوا حكومة الكاظمي في ساعات : بفتوى واحدة . هل عملت حكومة الكاظمي على تقزيم هذه السلطات وتثبيت وجودها كسلطة سيدة في بلد واحد ، ام انها تدور كالثور المعصوب العينين حول ناعور واحد : هو ناعور الاقتراض المالي الذي نظرت اليه على انه : مفتاح حل الأزمة الدائمة في العراق ...
اصف ازمة العراق بالدائمة لأنها : مجموعة أزمات متساندة وليست أزمة واحدة . ولهذا لا يصح جدولتها ومرحلتها : بأن نبدأ هذا العام بحل الأزمة المالية ، وعام 2025 نبدأ بأصلاح التعليم ، وعام 2040 نلتفت الى معالجة الصحة . ان إصلاحها يتطلب الهجوم عليها جميعاً في آن واحد : وإلا تداعت الفروع الأخرى الى إسناد الفرع الذي تزمع الحكومة الهجوم عليه . خذ مثلاً فرع الأزمة المالية وهي ناتج من نواتج الفساد ، فستكتشف ان الفساد لم يوجد لولا حصوله على قوة ساندة متمثلة بالأحزاب الدينية التي حكمت كحزب الدعوة الشيعي والحزب الإسلامي السني ( فرع الاخوان في العراق ) وحصوله على إسناد قوي من ميليشيات الحشد ، وهذه الميليشيات وأحزابها تجد سندها في دعم دول الخارج لها .. هكذا تتكشف علاقة التلاحم والإسناد بين فروع الأزمة العراقية ، والتي تتطلب هجوماً استراتيجياً واحداً سيقف الشعب الى جانبها مؤيداً وسانداً ...
الوجه الآخر للازمة العراقية يتمثل بالوجه الأخلاقي البشع الذي ابتدأ بالمطالبة - على لسان قادة حزب الدعوة والحزب الإسلامي - بأجور ( النضال ) او ( الجهاد ) وهو الممر الواسع الذي مرت منه حشود ( المناضلين ) مطالبة بالرواتب ( النضالية ) والتي شجعت على انبعاث أسواق على شاكلة : سوق مريدي السيء الصيت أيام حكم صدام : حيث يتم تزوير جميع الوثائق المطلوبة وختمها بأختام جميع دوائر العهد السابق . ماذا فعلت حكومة ( التنوير ) الكاظمية لإصلاح هذا التردي الأخلاقي : هل بثت على الناس اسماء النواب الذين زوروا الشهادات وحرمتهم - كعقوبة - من رواتبهم التقاعدية ، وهل استعادت الرواتب من الوزراء الذين تضم وزاراتهم آلاف الفضائيين ؟
ان حكومة الكاظمي متحالفة مع قوى الظلام هذه ، توجه اقلام مستشاريها ضد التنوير الثوري الذي قام به شباب العراق : من اجل استرجاع بلاد ضائعة ، كان اسمها العراق ...
#اسماعيل_شاكر_الرفاعي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
في الذكرى الاولى للثورة
-
صدام حسين ، حيدر العبادي
-
قصيدتنا
-
وجها العرب في عالم اليوم
-
انه عاشوراء
-
تبيح السلطة الفلسطينية لنفسها ما لا تسمح به لغيرها
-
الاتفاق الصعب
-
عن بعض قناعاتي الشخصية
-
انبعاث فيروس الطائفية مجدداً
-
بيروت
-
طاحض هيچ وحدة وطنية
-
ألعاب الطفولة في العراق
-
قيمة الأوطان من قيمة بنيها
-
كل شيء جميل هذا اليوم
-
ليبيا - تركيا
-
هل الكاظمي في الطريق الى وعي دوره التاريخي ؟
-
ما زلت احتفظ بها ككنز ثمين
-
لا حل لمشاكل تركيا خارج حدودها
-
لا املك الا ان اقول لك
-
تركيا : من صفر مشاكل مع العالم العربي الى ...
المزيد.....
-
وقف إطلاق النار في لبنان.. اتهامات متبادلة بخرق الاتفاق وقلق
...
-
جملة -نور من نور- في تأبين نصرالله تثير جدلا في لبنان
-
فرقاطة روسية تطلق صواريخ -تسيركون- فرط الصوتية في الأبيض الم
...
-
رئيسة جورجيا تدعو إلى إجراء انتخابات برلمانية جديدة
-
وزير خارجية مصر يزور السودان لأول مرة منذ بدء الأزمة.. ماذا
...
-
الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير بنى تحتية لحزب الله في منطقة جبل
...
-
برلماني سوري: لا يوجد مسلحون من العراق دخلوا الأراضي السورية
...
-
الكرملين: بوتين يؤكد لأردوغان ضرورة وقف عدوان الإرهابيين في
...
-
الجيش السوري يعلن تدمير مقر عمليات لـ-هيئة تحرير الشام- وعشر
...
-
سيناتور روسي : العقوبات الأمريكية الجديدة على بلادنا -فقاعة
...
المزيد.....
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
المزيد.....
|