ماهر رزوق
الحوار المتمدن-العدد: 6706 - 2020 / 10 / 17 - 23:49
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
.
.
جرائم مروعة تحصل كل يوم في العالم ، إما بدافع الانتقام (الثأر) أو الخيانة الزوجية أو خلافات بسيطة على مكان أو مبلغ مالي أو غيره ... لكن كل هذه الجرائم لا تثير حفيظتنا مثلما تفعل الجريمة الأيديولوجية ؛ و أقصد بها الجريمة القائمة على أسس دينية أو عرقية أو سياسية!!
يسأل أحدهم : لدينا كل هذه الجرائم التي تحصل كل يوم و تملأ نشرات الأخبار ، و عندما يقتل طالب ما معلمه لأنه انتقد دينه ، أو عندما تُقتل فتاة ما لغسل العار و إنقاذ شرف العائلة ، أو عندما يُقتل رجل أسود على يد شرطي أبيض ، أو عندما يُقتل معتقل ما تحت التعذيب في أحد السجون ، تقوم الدنيا و لا تقعد ، و ينتشر الخبر في وسائل التواصل الاجتماعي كالوباء ، لماذا كل هذا الحماس من أجل جريمة قتل عادية!؟
الجواب هو أن الجريمة الأيديولوجية ترتكز على أسس و معتقدات يعتنقها و يؤمن بها الكثير من الناس ، و هذا بالضبط ما يجعلها خطيرة : لأنها تجد دائما النصوص التي تؤيد تنفيذها ، و الشعبية الاجتماعية التي تضمن تبريرها و ربما حتى تكرارها !!
المشكلة مع هكذا نوع من الجرائم ليست في بشاعتها ، و إنما في الخوف من تبرئة مرتكب الجرم و تحويله إلى بطل ... مما يدفع الآخرين إلى تقليده و السير على خطاه !
إذا تصفحت وسائل التواصل التي تعرض هكذا نوع من القضايا ، سيصدمك عدد الناس المؤيدين لفعل القتل ، و اللذين طبعاً يجدون له ما يبرره في أمهات كتبهم و في الأفكار الراسخة في عقولهم ...
هذه هي المشكلة الأهم مع الجريمة الأيديولوجية ، و ليس قطع الرأس أو الاغتصاب قبل القتل أو تشويه الجسد ... فهذه الأمور قد يقوم بها أي زوج حاقد على زوجته لخيانتها له ... لكن الأمر المخيف الحقيقي : هل سيتكرر هذا الفعل مستقبلاً !؟ و ماذا عن حرية التعبير؟ هل سيخاف الناس بعد ذلك من انتقاد دين معين أو سلطة ما أو عادات معينة؟؟
.
#Maher_Razouk
#ماهررزوق
#ماهر_رزوق (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟