أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جلال الاسدي - ويعود الحب الى وصاله … ! ( قصة قصيرة )















المزيد.....

ويعود الحب الى وصاله … ! ( قصة قصيرة )


جلال الاسدي
(Jalal Al_asady)


الحوار المتمدن-العدد: 6705 - 2020 / 10 / 16 - 19:27
المحور: الادب والفن
    


تُلملم اغراضها ، محاولةً حبس دموعها … ثم تجهش بالبكاء … لقد طردها ناكر الجميل … اخذ اطفالها ، وتركهم عند امه … ليحرق قلبها … انه يعلم كم هي تحب اطفالها ، وكم هي متعلقة بهم … عصام ، وهشام … اه … ! كم احبهم … ! هذه المرة الاولى التي يبتعدون عني …يا ربي ؟ ولكني احب ابوهم هذا الملعون ايضا … احبه … يا ربي ! وقال لها انه لا يريد ان يراها عندما يعود … لقد سأم ، وتعب من غيرتها ، وشكها به … انه برئ من كل الوساوس التي تعبث في راسها ، وقلبها …
وساوس … عملت منها وساوس … يا غدار ! الله على الظالم … !
ولكنه سيندم عندما يعود ، ولم يجدني في البيت كما كنت كل يوم … يجد طعامه الشهي الذي افني نهاري كله في عمله ، وعمل كل الاكلات التي يحبها ، والبيت نظيف يتلألأ مثل المرايا … سيندم … اكيد ! الغدار !
تستمر في البكاء ، والنشيج اين هذا الشال … الشال … الشال … ها انه هناك … تاخذه ، وتضعه في الحقيبة … ماذا فعلت ليطردني … الجاحد البصاص … يقولون بان الكلب يشعر بالزلزال قبل وقوعه ، وكذلك المرأة تشعر بان امرأة في حياة زوجها ، ولا فرق بين الزلزال ، والمرأة في حياة الزوج … هذا زلزال وذاك زلزال … ما هذه المقاربة … يا نادية ؟! تجيب : والله الكلب اشرف من جنس الرجال … جنس نمرود … سلالة شياطين … فهو على الاقل وفيّ ، ولا يخون صاحبه ، ولا يبصبص لغيره …
اما هذا الجنس الكافر الملعون … مرة تشتم رائحة غريبة في قميصه ، ومرة لطخة تبدو حمراء ، وكانها روج … تتنشج … تتنشج ثم تنفجر ، وكأنها تتذكر شيئاً … مبرراته جاهزة ، وحاضرة … الكذاب … اكبر كذابين الرجال ، ومهرجين ! واولهم هذا ابو العين الفارغة ! تشهق شهقة قوية ، وكأنها تسترد انفاس الحياة … !
كيف تجرأ ، ونعتني بالكلب البوليسي لمجرد انه كبسني مرة ، وانا اشمشم بملابسه … تبكي ، وهي تحاول ان تستعيد تلك اللحظة باكملها ، وكأنها تشعر بالخجل مما قامت به … وماذا بها … ؟ زوجي واحبه ، واخاف عليه من الموظفات خطافات الرجال … لكن ليس الى هذا الحد … يا نادية صارت بلا ملح … ترد على نفسها … ! يقول اين اعمل … هذا عملي ، وهذه طبيعته … اين تريدينني ان اعمل … في جامع … ؟ لماذا لم تتزوجي شيخ … ؟ ولعلمك الشيوخ اكبر بصاصين ، وخونة اذا نحن مكتفين بواحدة فالشيخ سيأتي بثلاثة معكِ … وتشكلين معهن فريق … اربعة … اربعة … وهو يشير باصابع يده الاربعة ، ويلوح بهما في وجهي … ولن ياتي دورك الا بعد اربعة ايام … اما انا … وليد الوردة … فمتوفر اربعة وعشرين ساعة تحت الطلب ، وجاهز للخدمة … خاصةً خدمة الغرف … في اية لحظة … خدمة يومية … سوبر ديلوكس … ها وبعدين … لا تنسين … لا كرش ، ولا لحية تبزبز …
والبيرة اللي تبلع بيها اربعة وعشرين ساعة … ابو البيرة … ! تلاسنه !
ثم تعود الى التذكر … إحمدي ربك … إحمدي ربك يا مخلوقة ، وتعوذي بالشيطان من هذه الوساوس … او … اقول … اقتراح اخير … تزوجي جني صالح … تنفجر ثانية في البكاء تقطعه نشغات متتالية ، ولكن بدون دموع هذه المرة ، وشبح ابتسامة على وجهها … جني صالح … انا اتزوج جني صالح … يتمسخر جنابه عامل نفسه منكت … ثقيل الدم … المكروه … انتم يا جنس الرجال جنانوة … عندي جني لكن عاق ، وغير صالح … صالح بس لل … ولل … يا ربي ! كيف لي ان اتحمل فراق اولادي … اولادي … هشام ، وعصام احبائي ، حبايبي … وهذا الملعون … يا ربي !! تقوم متثاقلة ، وتتصل بخدمة تكسي كريم ، وتعطيهم العنوان … !
يطردني … سيندم ساحكي القصة كلها لابي ، وسياتي ليقتلع عينه هذه البصاصة … تنشغ نشغة واحدة ثم ثانية ، وتعود ، وكانها تذكرت أمراً … ثم تهدء … وتناجي نفسها ، ولكنها تبدو محبطة هذه المرة : لكن ابي … انا اعرفه … دائما ياخذ جانب الأزواج هكذا مع كل اخواتي ، ويقول بان المرأة مهما اختلفت مع زوجها ستعود له في النهاية … فلم اذن ياخذ هو جانبها ، ويؤزم الوضع ، ويكون هو السبب بما لا تحمد عقباه … هذه فلسفة ابي … ابي لا يعول عليه … اخواني … لا لا لا انهم متهورين ، واخاف ان يقطعوا شعرة معاوية بيني وبين زوجي ، وانا احبه ، واريده هذا النمرود … ابو الريحة الحريمي ، والروچ … اه يا ربي … ! تبكي هذه المرة ، ولكن بدموع !
هذا الغدار … أنسي ايامنا الحلوة … ؟ أنسي كم اعطيته من حب ، واهتمام … ؟ ايفرط بكل هذا بهذه السهولة … أنسي الورود عصام ، وهشام … الهدية الجميلة التي اهديته اياها … ؟ كان يحلم بظفر ولد ، وانا اعطيته اثنان هذا الرافس للنعمة … تنفجر في بكائها … ثم تعود الى لملمت اغراضها ، وهي تواصل البكاء …
تسمع هورن سيارة … تنظر من الشباك … تشاهد السيارة واقفة امام الباب … تقفل الحقيبة ، وتنزل بدون رغبة … تقدم رجل ، وتؤخر اخرى … لماذا اتردد … ؟ جبانة … طول عمري جبانة … انظري الى اختك وداد عاملة من زوجها محمود خروف ، تعال محمود ياتي محمود ، اذهب محمود يذهب محمود ، نام محمود ينام محمود … مثل الطلي … تحركه بالرموت … اما هذا النمرود لا استطيع ان افتح فمي الا ، والجواب جاهز ، ولسانة متر ونص … يا ربي ! تمسح دموعها ، او ما تبقى منها … !
تنزل … يستقبلها السائق ، ويأخذ الحقيبة … تصعد في السيارة ، وتنطلق بها الى البيت القديم … الى بيت اهلها ، والالم يكاد يعصر قلبها … انها المرة الاولى التي تترك بيتها ، واطفالها ، وزوجها … !
تستقبلها الاسرة بلا مبالاة ، وبدون دهشة ، وهم ينظرون الى الحقيبة اكثر مما ينظرون اليها … تستقبلها امها ، وتقبلها … ثم ياتي ابوها … يستقبلها ببرود ، وكأنه لم يفاجأ … وكأنه يعرف كل شئ … تجهش في البكاء … يقول والدها اذهبي الى غرفتك ، وارتاحي … لا تزال الغرفة كما هي تنتظرك … تصمت ، ولكن في قلبها احتجاج ، ولكن هذا ابوها ، وليس وليد حتى تحاججه ، وتلاسنه ، وتاخذ وتعطي معه … تصمت ، وتطيع ، وتنفذ … ثم يغمز الاب زوجته التي تبدو انها هي الاخرى تعرف كل شئ ، وهو يقول : دعيها ترتاح كم يوم ، ويحلها الحلال … !
تمر الايام ثقيلة ، وهي لاتزال مرمية في غرفتها كسلعة فائضة عن الحاجة … مستعيدة ًذكرياتها الجميلة مع زوجها ، واطفالها … مستسلمةً لعذوبة الأحلام … تخرج من نوم ، وتدخل في آخر … ولا حس ولا خبر … تكلم والدتها … تشمشم الاخبار … تتحجج بالحنين الى اولادها … حتى بلغت بها الأشواق منتهاها … في جو من الصمت ، والقلق ، والوالد كابو الهول لايبدو منه اي شئ ، والام مطيعة ، وتنفذ الاوامر … تشعر ، وكأنها تغوص في الحصار الذي ضربه الجميع حولها … نادية في ورطة الان ! هل تتراجع … ؟ لا تستطيع بعد ان اجتازت كل ذلك المشوار … يا ربي ؟
كيف القت بنفسها في هذه الورطة ، وكيف الخلاص … انها في شوق الى بيتها ، واولادها ، وحتى الى هذا الملعون ابو المشاكل !
وذات مساء تناهى الى سمعها طرقا خفيفا على الباب … تفتح ، واذا به ابوها … تُطرق ، وكأنها تشعر بالخجل … يتكلم الوالد : ارتاحيتي … ؟ وليد جالس في الصالون ينتظرك … خفق قلبها خفقة مفاجئة عند سماعها اسم وليد ، وكأنها تسمعه لاول مرة ! وقد اخبرني بكل شئ ، ولعلمك انا اعرف الموضوع منذ بدايته … ثم يلقي عليها محاضرة في العلاقات الزوجية ، ويدعوها الى ان تحرر نفسها من هذه الوساوس ( حتى انت يا ابي عملت منها وساوس … هل اصابك هذا ابو البيرة بالعدوى ) ولكنها مطرقة ، وهي تسمع بنصف عقل ، وقلبها بدء يرتجف مذهولا ، وقد هرب في أعماقها عندما سمعت باسم زوجها وليد ، وحبيبها ، وكأنها تريد ان تطير … غريبة لقد شعرت بانها تحبه اكثر مما كانت ، ولا تستطيع الاستغناء عنه ، وعن اطفالها لحظة … مستحيل … لقد قضت تلك الايام في عذاب ، والم … وكم افترس الخوف ، والقلق ، والحنين قلبها … ! اليس الجميع يقولون وساوس … ربما هي مخطئة ، وهي فعلا وساوس … فلتكن اذن : وساوس وساوس وساوس … …
ويعود الحب الى وصاله … !!



#جلال_الاسدي (هاشتاغ)       Jalal_Al_asady#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قف ايها الزمن ، ما اتعسك … !! ( قصة قصيرة )
- هل يمكن ان يدخل حصان طروادة الاخواني الى مصر عن طريق المصالح ...
- حسن الختام … !! ( قصة قصيرة )
- الحاجة سندس … ! ( قصة قصيرة )
- ومن الجمال ما قتل … ! ( قصة قصيرة )
- الاخوان … وبداية الانهيار !
- حسون … ! ( قصة قصيرة )
- غدر الصديق … ! ( قصة قصيرة )
- قرينة الشيطان … ! ( قصة قصيرة )
- اسماء تستحق التبديل … ! ( حكاية … من الواقع العراقي المعاصر ...
- وجهة نظر حول التطبيع … !
- الاخوان … وتوالي الاحباطات !
- موهوب ، ولكن بطريقته الخاصة … ! ( قصة قصيرة )
- المصيدة جاهزة تنتظر فأرا … !!
- هل للسعادة من باب … ؟! ( قصة قصيرة )
- سعيد ، ولكن … ! ( قصة قصيرة )
- ابن زنا … ! ( قصة قصيرة )
- ما موقف الاخوان في حال وقوع صدام بين مصر وتركيا ؟!
- ماذا بعد الضم ان حصل … ؟!
- الاخوان … والنفخ في صورة مرسي !


المزيد.....




- عن -الأمالي-.. قراءة في المسار والخط!
- فلورنس بيو تُلح على السماح لها بقفزة جريئة في فيلم -Thunderb ...
- مصر.. تأييد لإلزام مطرب المهرجانات حسن شاكوش بدفع نفقة لطليق ...
- مصممة زي محمد رمضان المثير للجدل في مهرجان -كوتشيلا- ترد على ...
- مخرج فيلم عالمي شارك فيه ترامب منذ أكثر من 30 عاما يخشى ترح ...
- كرّم أحمد حلمي.. إعلان جوائز الدورة الرابعة من مهرجان -هوليو ...
- ابن حزم الأندلسي.. العالم والفقيه والشاعر الذي أُحرقت كتبه
- الكويت ولبنان يمنعان عرض فيلم لـ-ديزني- تشارك فيه ممثلة إسرا ...
- بوتين يتحدث باللغة الألمانية مع ألماني انتقل إلى روسيا بموجب ...
- مئات الكتّاب الإسرائيليين يهاجمون نتنياهو ويطلبون وقف الحرب ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جلال الاسدي - ويعود الحب الى وصاله … ! ( قصة قصيرة )