أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - الزا نصره - الطفولة














المزيد.....

الطفولة


الزا نصره

الحوار المتمدن-العدد: 6703 - 2020 / 10 / 14 - 20:34
المحور: الادب والفن
    


عندما أغلق والد "قمر" دفتي كتاب -الحكايا - متمنياً لصغيرته نوماً هانئاً في غرفتها المعتمة المطلة على دار تتوسطه شجرة توت لم يكن يتصور أنّ بعضاً من تلك المخلوقات ستقفز من بين الصفحات لتصبح ظلالاً متحركة ومتربصة على ستارة النافذة تبثّ الرعب في قلب الصغيرة، وتسرق النوم من عينيها ...ومع تكرار الحال كل ليلة و عدم فائدة عبارات من قبيل " بيتنا آمن ..لا يوجد وحوش ..الذئاب فقط في الغابة البعيدة" اهتدت الأم بعد حين الى فكرة همست بها في أذن " قمر"....وسرعان ما نما لبعض تلك الكلمات السحرية أجنحة وحلقت في فضاء خيالاتها..
في الليلة التالية لم تغمض عينا الصغيرة وهي في انتظار رؤية جنيات شجرة التوت الطيبات..و بعد مرور وقت يقدر بالطويل نسبياً في حسابات صغار البشر و تحديداُ عندما توسط القمر السماء وأشرق بأشعته الفضية من فوق أعالي شجرة التوت المهيبة ظهرت من اللامكان قزمات صغيرات جميلات بدأن بالقفز على الأغصان وهن يلوحن بذيولهن البديعة كذيل الطاووس و بعصيهن السحرية اللامعة من فوق قرونهن الذهبية و آذانهن الصغيرة المدببة ..كانت أصواتهن سحرية وغناؤهن يسحر الألباب و لكن الأجمل على الإطلاق هو ما حدث تالياً...
أثناء رقص الجنيات حدث أن استرعى انتباههن وجود ظلال الذئاب والوحوش المخيفة على الستارة فبدأت معركة حامية الوطيس بين الطرفين استطاعت فيه إحدى الجنيات من امتطاء ظهر ذئب ولسعته بعصاتها السحرية فقفز من مكانه وولى الأدبار بعيداً .أما الجنية ذات الشعر الأحمر فقد لوحت بعصاها و ألقت بتعويذتها على وحش ذو عينين صفراوين فتحول من على فوره الى دخان متبدد في السماء ..كانت قمر تساعد الجنيات بالإشارة لهن وإعلامهن بمخبأ كل ذئب متواري عن الأنظار وهكذا استمر الأمر دواليك، وما إن انقشع غبار المعركة الذهبي حتى اختفت الجنيات فجأة كما ظهرن..
في اليوم التالي تحلقت ثلاث فتيات في حارة من قرية صغيرة لم تتجاوز أكبرهن التسع سنوات وهنّ متلاصقات بالأكتف، ومتقاربات بالجباه، وكنّ يكممن أفواههن بأكفهن الصغيرة بينما يصغين بدهشة الى السر العجيب الذي ينساب من بين شفاه قمر وهي تشعر بنوع من نشوة التعالي لمعرفتها به دوناً عن الأخريات:" إنّ جنيات شجرة التوت قزمات جداً..والأهم من كل ذلك أنهن طيبات و يحققن أمنيات الأطفال .. ".
فجأة قاطعتها "مريم" بتشكك:" حقاً!!.ومن أخبرك بذلك؟!"
هزّت قمر كتفيها بثقة العارف، و داعبت جديلتها الشقراء وهي تقول:" طبعاً أمي تعرف كل شيء"...
عاد صوت "مريم" المتشكك ليسرق الفتيات من أحلام يقظتهن:
- " وهل رأيت الجنيات بعينيك؟"
- " نعم. وأنتن يمكنكن المجيء الى بيتي لنسهر معاً و ننتظر ظهور الجنيات . ويمكنكن عند ذلك تمني أمنية"...وافقت سعاد وصاحت بابتهاج:" نعم. أنا سأستأذن أمي لأسهر عندك "... وفيما ضربت الفتاتان كفيهما ببعضهما كتوثيق على إتمام الصفقة كانت "مريم" على المقلب الآخر تنظر اليهما شَزراً قالبة شفتها السفلى ورافعة حاجبيها، ثمّ ما لبثت أن اشرأبت بعنقها وهي تصرخ في وجهيهما بغضب :" هذا كله هراء . فالجن أشرارو قبيحون . يعيشون فقط في المقابر والأماكن المظلمة. لن أسهر معكما أبداً". وما إن ألقت على مسامعهما بكلماتها الحاسمة حتى أدارت لهما ظهرها ورحلت.
في تلك الليلة ..جارتان من ذاك الزقاق كانتا تتسامران وتشربان الشاي في غرفة الضيوف بينما بكل غبطة استلقت " سعاد " الى جوار " قمر" على السرير وعيونهن لا تفارق نصف النافذة المفتوح والذي ظهرت من ورائه أغصان شجرة التوت الجميلة واللامعة تحت ضوء القمر ..فيما كانت ظلال الأوراق التي يداعبها النسيم تتخايل متراقصة على ستارة نصف النافذة المغلق ...مرّ الوقت ثقيلاً وبطيئاً وأرهق النعاس عيون الصغيرتين ..حتى القمر الساهر لم يبق في مكانه وصعد هو الآخر الى ما خلف البيوت العالية ...على الرغم من أن جنية جميلة واحدة لم تظهر في تلك الليلة أو الليالي التالية، إلا أن خيالات و ظلال سابقة لوحوش شريرة لطالما تراقصت على الستارة و أخافت "قمر" رحلت بعيداً والى الأبد.



#الزا_نصره (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اعلان حب على الملأ
- رجل يعيش حلمه
- ما تبقى من جدتي - قصة قصيرة
- ما تبقى من جدتي
- شعارات بامتياز ولكن ...!؟
- الحلم الأوبامي


المزيد.....




- انطلاق النسخة السابعة من معرض الكتاب الفني
- مهرجان الأفلام الوثائقية لـRT -زمن أبطالنا- ينطلق في صربيا ب ...
- فوز الشاعر اللبناني شربل داغر بجائزة أبو القاسم الشابي في تو ...
- الموصل تحتضن مهرجان بابلون للأفلام الوثائقية للمرة الثانية
- متى وكيف يبدأ تعليم أطفالك فنون الطهي؟
- فنان أمريكي شهير يكشف عن مثليته الجنسية
- موسكو.. انطلاق أيام الثقافة البحرينية
- مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 84 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
- إبراهيم نصر الله: عمر الرجال أطول من الإمبراطوريات
- الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - الزا نصره - الطفولة