رمضان حمزة محمد
باحث
الحوار المتمدن-العدد: 6703 - 2020 / 10 / 14 - 01:26
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
في ملف الأنهار المشتركة العابرة للحدود يتطلب من العراق مطالبة دول المنبع كل تركيا وإيران بفتح نقاش صريح وملحّ حول مستقبل الوارد المائي من هذه الأنهار الى العراق ولا سيما أن مشاريعهم المائية الكبيرة هي على وشك الإنتهاء والبدء بالتشغيل الفعلي وإن يعتبر العراق هذا الأمر من المسائل الأساسية. لا يزال قرار ترجيح كفة الوضع المائي هو لصالح كل تركيا وإيران بالوسائل التي تفرض بها الأمر الواقع على العراق، وفي المقابل نرى الاستجابة الضعيفة من العراق لطلب حقوقه في المحافل الدولية والذي لا يعدٌ أمراً مقبولأ لأن له علاقة بحياة سكان العراق وامنهم الغذائي ومستقبلهم بالعيش الكريم في وطنهم، ولإن المياه في المنطقة أصبحت جزء من الأجندة السياسية لدول المنبع ، لذا فان الإعتبارات الأخلاقية قد لا تكون واردة في هذه الحالة، لذا يلاحظ بإن الفشل في الاستجابة لحقوق العراق المائية بهذا الشكل إنما يقوّض ادّعاء الدولتين الجارتيتن المسلمتين في الحفاظ على الجيرة الحسنة مع العراق، خاصة وضعف الموقف العراقي وقبوله بالأمر الواقع الذي يفرض عليه إنما يشكل صدعاً كبيراً في النهج المعياري لسياسة الشراكة والتكامل مع دول الجوارالمائي مستقبلاً ويلقي عبئاً كبيراً على سكان العراق. لذا يجب أن لا تبقى مؤسسات الدولة العراقية مقيّدة كون الماء مسوؤلية الجميع. لكن، في هذه الحالة تحديداً، يجب أن تكون الدبلوماسية العراقية في مقدّمة الجهود التي ترمي لإيجاد حل منصف ومعقول وغير مضرٍ بمصالح العراق المائية وتحثّ كل من تركيا وإيران على الاستجابة، وفي نهاية المطاف نأمل أن تتمخض هذه المحاولات عن توقيع معاهدات وإتفاقيات بشأن تحديد الحصص المائية ويكون ذلك البديل الذي يبنى عليه العلاقات الدولية الأخرى ومنها التبادل التجاري وغيره، وأن يعزز ذلك ايضاً من فرص لإفشاء أسس لعملية سلام في المنطقة مع مراعاة لمبادئ حقوق الإنسان ومنها حق الإنسان في المياه وحاجات كلٍّ الدول من المياه.؟
#رمضان_حمزة_محمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟