شعوب محمود علي
الحوار المتمدن-العدد: 6702 - 2020 / 10 / 13 - 12:09
المحور:
الادب والفن
والتبادل المشحون بالعواطف وصدق السريرة
كانت الأيّام تمرّ ونثيثها يرشّنا بعبير
الصداقة الخالية من حب الذات كما أظن
هي الصورة الجميلة التي تنسرح تحت
قوس قزح كانت الايّام تتقلّب كالنرد على الطاولة
وانا اتحرّك على شاطئ يغمره المد وطوراً يعرّيه الجزر
كنت ضلعاً من النجمة الخماسية والصدق مع الذات
يجرّني لأصطفّ مع الخصم
كنت الى جانب الاخوة
أتحرّك تحت سقف الدفاع عن العمّال
ومديات العمل تستكمل الدورة بيني وصدمة
جعفر المفتّش حيث مسك بتلابيب تصوّراتي
انعزل بي بعيداً عن سمع الأخرين صديقك
يهدّد مصدر عيشي ومع كل فرصة استراحة
يخرج وسترته من الجيب الى الجيب
وبطانة الستر متخمة بالسجائر ولا تفوته
فرصة من الفرص الا ونهش صعقت لتحوّله
كلص محترف الى جانب المفتّش جعفر وهو
مهدّد بالفصل ان تمّ هذا التناغم بين اللص والمتستّر
الدنيا ضاقت بي واصابني غثيان وقلت بعد أوّل
مروق من تحت قوسك انصحه ودع اُذنينه تستقبل
جرس الإنذار..
بعد هذا كفّ وانسرح والأعوام تطوي الأعوام
وتمّ سقوط الفرسان عن سروج الخيل
ودفعوا ما بذمّتهم من سجن وفصل وتشريد
فانتقلت من عامل سجاير الى عامل صباغة
الاخشاب وكنت أعمل أنا وهادي محسن
العدّولة رحمه الله
عشنا سويّة لسنوات ظلّه لا يفارق
ظلّي وظلّي لا يفارق ظلّه
وفي مجرى السنوات كنّا نشتعل في
شمال بغداد وجنوبها شرقها وغربها
حسب تواجد العمل ومفتاح الرزق
وفي يوم من الايّام بعد الظهر مررنا
من منطقة الفضل من امام الدكاكين
وإذا بصوت يهتف علينا هادي شعّوب
التفتّ وإذا بصديقنا النبيل الطيّب خضر
عطيّة مراقب عمل العمّال في شركة الدخّان
الأهليّة رحمه الله واسكنه فسيح جنّاته
#شعوب_محمود_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟