طه رشيد
الحوار المتمدن-العدد: 6702 - 2020 / 10 / 13 - 02:14
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
حين قررت صيف عام ١٩٧٨ أن أترك العراق قسرا، نتيجة الهجمة الفاشية للبعث المنحل على الحركة الوطنية، والشيوعية بشكل خاص، حاولت أن أجد طريقا لمساعدتي في حياتي الجديدة ( لم أعلم أنها ستكون سفرتي الأولى والأخيرة خارج العراق !)، فوجدت الصديق الشاعر والكاتب حميد الخاقاني( مقيم في المانيا )ليدلني على رفيق حميم له، وهو الصحفي الرائد الراحل فائق بطي الذي استجاب لطلب الخاقاني من اجل مساعدتي فكتب هذه الرسالة لصديقه في باريس الخطاط الشهير حسن المسعود.
حينها لم اجد حسن، اذ كان يتمتع بعطلته الصيفية!
وسرعان ما تلقفني الفنان المبدع فيصل لعيبي ساهي( مقيم في بريطانيا)، الذي فتح لي ابواب بيته وقلبه ودلني على الطريق!
لم يدر في خلدي بان هذه السفرة ستطول لتتجاوز ثلاثة عقود، ولكن هذا الذي كان..
كنت قد اخترت المنفى مضطرا تحت ضغط النظام الفاشي البعثي في منتصف سبعينيات القرن الماضي على الشيوعيين اولا ومجمل الحركة الوطنية ثانيا!
عدت الى عراقنا بعد تلك العقود الثلاث، ومررت بتجربة غنية بسلبها وايجابيتها وها انذا اختار المنفى مجددا ولكن "طوعا" هذه المرة!
رسالة فائق بطي
العزيز الأستاذ حسن المسعود المحترم
تحية حارة،
لقد كنت آمل أن أكتب لك قبل هذا، وبمناسبة غير هذه، لا تقترن بطلب ما، ربما كان متعباً لك... ولكن حدث الأمر، فجاء احد الاصدقاء الأعزاء جدا، طالبا عونك فيما تقدر عليه لحياته الجديدة في الغربة، وصار هذا الطلب مناسبة هذه السطور ، وحسبنا كان..
اتمنى لك حياة موفورة بالنشاط الفني والثقافي
اتمنى ان تكون لك الفرصة والقدرة على مساعدة الصديق ( طه )
تحياتي وتحيات كافة الزملاء..
وإلى لقاء .. .
فائق بطي
١ / ٨ / ١٩٧٨
#طه_رشيد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟