أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نزهة أبو غوش - القبّعات الملوّنة والحالة النّفسيّة في القصّة














المزيد.....

القبّعات الملوّنة والحالة النّفسيّة في القصّة


نزهة أبو غوش
روائيّ وكاتبة، وناقدة


الحوار المتمدن-العدد: 6698 - 2020 / 10 / 9 - 14:40
المحور: الادب والفن
    


القبّعات الملوّنة قصّة للأطفال صدرت حديثا، أيلول 2020م، للكاتبة نزهة الرّملاوي، عن دار الهدى للتّوزيع والنّشر.
بريشتها الفنّانة، رسمت الكاتبة نزهة الرّملاوي لأطفالنا صورة رائعة للطّبيعة والحياة الجميلة المملوءة بالحبّ والبهجة والفرح.
من خلال قلمها صنعت كلماتها؛ فكانت علاجا نفسيّا لطفلة عانت من مشكلة عدم نموّ شعرها، وكلّنا نعلم أهميّة الشّعر للفتيات، وكم هو مؤلم تساقط هذا الشّعر، أو عدم نموّه، حيث تتقبّل الطفلة روان هذا الأمر بحزن وألم شديدين.
أرى بأن قصّة "القبّعات الملوّنة" قد عالجت حالة نفسيّة صعبة عند بطلة القصّة، الطّفلة روان.
الّتي رفضت الذّهاب لروضتها؛ كي لا تواجه استهزاء زميلاتها والابتعاد عنها.
عرفت من زمن بعيد بأنّ الاطفال الّذين يفقدون شيئا من أعضائهم، أو شعورهم بعد العلاجات الكيميائيّة في المستشفيات؛ يوجّهونهم لطبيب نفسي يعمل على تخفيف آلامهم النّفسيّة الّتي حصلت معهم.
في قصّتها ركّزت الكاتبة نزهة على الأمور الّتي من شأنها أن تخلق علاجا، بديلا عن المعالج النّفسي في عدّة نواح:
أوّلا ذلك الحوار المتبادل بين روان والشّمس كان بمثابة حلم يلاحقها ويلحّ عليها ويصرّ عليها وتتمنى أن يتحقّق: "نظرت روان الى شمّوسة وقالت: ما أطول خيوطك المشعّة يا صديقتي! سأعمل منها جدائل طويلة وأصعد اليك" في ص3 .
الحلم بصناعة الجدائل من أشعّة الشّمس، هو تلك الرّغبة المكبوتة داخلها الّتي استطاعت أن تفرغها ولو بالحلم البعيد. يرى معالجو الحالات النّفسيّة بأنّه عندما يفرغ الطّفل ما يثقله، فهو بمثابة علاج لنفسيّته.
استخدمت الكاتبة نزهة الرّملاوي أُسلوبا آخر للعلاج النّفسيّ، وهو عمليّة الرّسم، حيث حملت الطّفلة روان ريشاتها وألوانها؛" لترسم شمسا عابسة صلعاء تبكي على قباب المدينة" ص12، علينا أن نركّز جيّدا على كلمة "صلعاء" اذ كيف سترسم روان للشّمس شعرا كثيفا وهي تفقد هذا الشّعر؟ يبدو الانعكاس واضحا لشخصيّة روان من خلال الألوان والرّسم. كثيرا ما نسمع عن طرق العلاج النّفسي لمعرفة ما يعانيه المريض ؛ من خلال الرّسم . نرى أنّ الرّسم قد استخدمته الكاتبة أيضا حين فرحت روان وأصبحت سعيدة، حيث رسمت شمسا ضاحكة سعيدة، وجدائل شقراء.
هناك أُسلوب آخر استخدمته الكاتبة للتّعبير عن النّفس، حين احتجّت روان عن وضع قبّعتها القديمة البالية، ورمتها أرضا، وأخذت تدوسها بأقدامها، وتصرخ: أريد شعرا أريد شعرا. ربّما هنا اختلفت طريقة التّعبير عن سابقتها؛ لأنّ التعبير هنا عن الغضب، وليس الم الفقدان فقط.
نلحظ بأنّ الكاتبة قد استخدمت أُسلوب التهدئة الّذي استخدمته الأم لطمأنة ابنتها وقد ساعدها كثيرا وأراح نفسيّتها: "ضمّتها الأم إِلى صدرها وقالت: حبيبتي! أرجوك لا تيأسي، ولا تحزني! سيعطيك الله شعرا جميلا، ولا تنسي فضل الله الّذي خلق لنا العقل وهدانا ..."ص12.
وأخيرا، صناعة الأمّ للقبّعات الصّيفيّة والشتويّة الملونة وربطها بجديلة طويلة شقراء لابنتها روان، ساهمت في تحوّل نفسيّة روان بشكل ايجابي كبير جدا؛ ومما زاد الأمر فرحا وبهجة في نفسيّة روان، هو
مشاركة الكثيرين من أبناء مدينة القدس في وضع قبّعات على رؤوسهم مثلها، والّتي خاطتها أُمّها بالذات.
المشاركة في مجموعة بنفس الأسلوب في الملبس وغيره يعطي شيئا من الرّاحة لو كان سلبيّا، فكيف حين كان في حالة روان وأصدقائها؟ هنا نلحظ الأسلوب الّذي استخدمته الكاتبة؛ من أجل رفع نفسيّة البطلة روان الّتي صارت تعيش بفرح ومرح دون الم يسكن قلبها وعقلها.
أودّ أن أقول بأنّ الكاتبة قد غفلت أن توعز ولو بشكل بسيط سبب غضب روان وألمها، إِلى غياب والدها عنها خلف قضبان حديدية سميكة حرمتها من الحنان الأبويّ الّذي تُبنى عليه نفسيّة الطّفل، من أجل بناء الحياة العائليّة السّليمة؛ فلو عمدت الكاتبة عدم خلق مشكلة الأسر في حياة الطّفلة، لخدمت القصّة بشكل أفضل من النّاحية النّفسيّة.



#نزهة_أبو_غوش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السّنجابة والعقاب
- الخلطة السّحريّة لمرض الكورونا
- الكورونا الخرافة-قصة قصيرة
- هارب من الكورونا
- مسرحية-محاكمة السيدة كورونا
- خلاف غير نمطي-قصة قصيرة
- نهاية غير متوقّعة-قصة قصيرة
- نورس يبحث عن الأحباب-قصة قصيرة
- كنان يتعرف على مدينته والشخصيات المتشابكة
- على ضفاف الأيام وعاطفة الحب
- رواية الخاصرة الرخوة لجميل السلحوت
- قصة-الأرجوحة-والارتباط بالأرض
- تحليل كتاب -من بين الصخور-
- رواية الحائط وتحقيق الذات
- خلق الشّخصيّات الإيجابيّة في رواية -ليت-
- الصراع في رواية شبابيك زينب
- ميلاء سعاد المحتسب وعاطفة التّحدّي
- رواية السّيق والقلق
- وميض في الرّماد ومعاناة المغتربين
- الصراع في رواية هذا الرجل لا أعرفه


المزيد.....




- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- مصر.. عرض قطع أثرية تعود لـ700 ألف سنة بالمتحف الكبير (صور) ...
- إعلان الفائزين بجائزة كتارا للرواية العربية في دورتها العاشر ...
- روسيا.. العثور على آثار كنائس كاثوليكية في القرم تعود إلى ال ...
- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- -الأخ-.. يدخل الممثل المغربي يونس بواب عالم الإخراج السينمائ ...
- عودة كاميرون دياز إلى السينما بعد 11 عاما من الاعتزال -لاستع ...
- تهديد الفنانة هالة صدقي بفيديوهات غير لائقة.. والنيابة تصدر ...
- المغني الروسي شامان بصدد تسجيل العلامة التجارية -أنا روسي-
- عن تنابز السّاحات واستنزاف الذّات.. معاركنا التي يحبها العدو ...


المزيد.....

- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / أحمد محمود أحمد سعيد
- إيقاعات متفردة على هامش روايات الكاتب السيد حافظ / منى عارف
- الخلاص - يا زمن الكلمة... الخوف الكلمة... الموت يا زمن ال ... / السيد حافظ
- والله زمان يامصر من المسرح السياسي تأليف السيد حافظ / السيد حافظ
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال ... / مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
- المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر ... / أحمد محمد الشريف
- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نزهة أبو غوش - القبّعات الملوّنة والحالة النّفسيّة في القصّة