فتحي البوزيدي
الحوار المتمدن-العدد: 6697 - 2020 / 10 / 7 - 13:06
المحور:
الادب والفن
[الحروف..
كلّ اللّغات..
الجداريّات..
ملاحم اليونان..
أساطير بابل..
معلّقات العرب..]
أمطارٌ نزلت من السّماء.
يسألني الطّبيب:
كم من الكتب قرأتَ ليتجمّع كلّ هذا الماءِ بعينيْكَ؟
الأسئلة في غرفة الجراحة أحد بروتوكولات تَبْنِيج المرضى.
طوال حياتي لم أكن مستعدّا
للصّمت,
للنّوم,
لتقشير حروفٍ نَبَتَتْ في حنجرتي مثل التين الشوكيّ.
لم أعتد ذبح قصائدي
لأنّي
كنت أتحسّس رقبتي كلّما رأيت أبي يذبح خروف العيد.
لم أعتد ذبح قصائدي
لأنّي ..
أريد أن أعترف كما اعترف بابلو نيرودا أنّي
"قد عشتُ".
أريد أن أعترف مثله في حضرة بينوشيه أنّ
"الشّعر سلاحي".
لا أرى
فائدة..
أو معنى..
أو جمالا..
إن قشّرتُ التّين الشوكيّ لأغريَ العابرين بأكلي!
لا فائدة أيضا
من ترصيف الرّصاص مثلما يرصّف بائع غلال الفاكهة في جفنة مذهّبة!
الآن..
في غرفة العمليّات
قبل أن أعترف أنّي "قد عشتُ",
أعْقِد لساني بحجر ثقيل,
أخلد للغياب,
أشعر أنّ مشرط الطّبيب
أفعى تنقع الماء بعينيّ.
#فتحي_البوزيدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟