أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ديمة جمعة السمان - قصة الأطفال -السّنجابة والعُقاب- درس في التّسامح














المزيد.....

قصة الأطفال -السّنجابة والعُقاب- درس في التّسامح


ديمة جمعة السمان

الحوار المتمدن-العدد: 6696 - 2020 / 10 / 6 - 15:27
المحور: الادب والفن
    


"التسامح" قيمة من القيم التي يحتاجها الإنسان، ليعيش حالة من السّلام الدّاخلي مع النّفس أوّلا قبل الغير. ما أحوج مجتمعنا إلى أن نصل مرحلة التّصالح مع النّفس! لتكون أشبه بالمناعة الذّاتية، تساعدنا على مواجهة المنغّصات التي تواجهنا في حياتنا اليوميّة.. فنعيش حياة هنيئة راضية تساعدنا على التّحدي والصّمود.
وبما أن أطفالنا هم أمانة في أعناقنا وجب علينا أن نوجههم، ونساعدهم على أن يصلوا إلى هذه المرحلة من السّلام الدّاخلي؛ فنختصر عليهم العديد من محطّات العذابات التي قد يواجهونها في المستقبل.
وقد يكون الأسلوب القصصي، على لسان الحيوانات تحديدا، خير طريقة لذلك.. إذ أنّ الطّفل ينفر من النّصيحة المباشرة ويرفضها.. بل في بعض الأحيان يبالغ في تمسّكه برأيه كردّة فعل.. يتّخذ أسلوب العناد ليثبت أنه حرّ فيما يفعل.
قصّة السّنجابة والعقاب للكاتبين صليبا صرصر ورفيقة عثمان هي قصّة تربويّة مصوّرة موجهة للأطفال، تعالج هذه القيمة بأسلوب ناعم سلس ومقنع للطّفل، صدرت عن دار الهدى للطّباعة والنّشر في كفر قرع، رسوماتها بريشة الفنّانة المبدعة منار نعيرات.
رسالة مفادها أنّ على المرء تغليب صوت الضّمير على صوت الثّأر والانتقام، فالعفو عند المقدرة هو قوّة وليس ضعفا، بل نتائج العفو يحصدها المرء خيرا ينعكس عليه وعلى من حوله - كما حصل مع السّنجابة حنان- التي جلبت الخير للغابة ولجميع سكّانها، بعد أن عفت وسمعت صوت الخير في نفسها، وغلّبته على صوت الثأر والانتقام.
لم يكن الأمر سهلا على حنان، فقد عاشت صراعا كبيرا بين العفو والانتقام من النّسور، خاصة بعد أن جاءتها الفرصة لتثأر منهم، من خلال العُقاب الصغير الذي كان يستجدي ويطلب الرّحمة لإنقاذه من الحريق الذي دبّ في الغابة بسبب البرق الذي أشعل الغابة، وكانت جميع الحيوانات قد هربت من الغابة خوفا من الحريق، بما فيها النّسور، وبقي العّقاب وحيدا خائفا يجلس عند سفح جذع شجرة حزينا باكيا يطلب الاغاثة.
لا شك أنّ" التسامح" مع آخرين تسببوا للمرء بأذى كبير ليس بالأمر السّهل، خاصة إن تسبب الأذى بضرر كبير، كما فعلت النسور مع السّنجابة (حنان)، إذ تسبّبت ببتر ذنبها، وقد عاشت فترة عصيبة على المستويين الجسدي والنّفسي، فلم تعد تستطيع تسلق الأشجار، إذ أن الذّنب عضو في غاية الأهمية للسناجب يساعدها على التوازن وتسلق الاشجار، وقد فقدت حنان قدرة تسلق الأشجار، كما أنها كانت تخجل من شكلها المشوّه دون ذيل، وقد قرّرت الانتقام من النّسور حتى ولو بعد حين.. ولكن عندما رأت (حنان) هذا العقاب الصغير وهو يستغيث حكّمت ضميرها، وقامت بإنقاذه وإطعامه وتعاملت معه كأمّ رحيمة رؤوم واعية.. وأسمته (محبوبا).
استغربت السناجب من موقفها، فجميع النّسور التي كانت تهدد وجودها وحرمتها من الشعور بالأمان في غابتها. ولكنها احترمتها، وقدرت ما فعلته، فقد تصرّفت بحكمة ورأفة مع العقاب الصغير.
وعندما علمت النسور بما فعلته حنان، شعرت بخطئها وندمت وصادقت السّناجب. وتحوّلت الغابة إلى مكان آمن للّسناجب.. تعيش فيها سعيدة مع النسور دون خوف.. وتعاونت مع بعضها البعض، وحوّلت الغابة الجرداء بعد الحريق إلى غابة خضراء جميلة. تحوّلت إلى متنزّه لجميع المخلوقات التي تحترم قوانين الغابة المسالمة، والتي يعيش فيها الجميع نمط حياة جديدة عنوانها السلام والأمن والأمان.
لا شك أن قصة السّنجابة والعقاب هي إضافة للمكتبة العربية التي تفتقر إلى قصص جميلة تربوية مفيدة موجّهة للطّفل العربي، مما يجعل أولياء أمورهم يلجأون إلى القصص المترجمة الّتي لا يتماشى معظمها مع قيمنا وعاداتنا وتقاليدنا.



#ديمة_جمعة_السمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصة -الطّاووس الحزين- رسالة هامة للأطفال
- قصة -الطّاووس الحزين- رسالة هامة للأطفال
- -المطلقة- عنوان يفتح ملفّات اجتماعية ساخنة
- الاحتفال بدخول اليوم السابع عامها الثلاثين
- على ضفاف الأيام في اليوم السابع
- على ضفاف الأياّم ديوان جمع معاني الحياة
- رواية -وجه آخر-لبدرية الرجبي في اليوم السابع
- رواية -ميسا-في اليوم السابع
- رحلة قمر منى في اليوم السابع
- - رحلة القمر- أرجحتنا بين القمر والأرض
- رواية الخاصرة الرخوة في اليوم السابع
- -الخاصرة الرخوة- رواية واقعية اجتماعية تعكس واقع المرأة العر ...
- قصّة البطة المستاءة في اليوم السابع
- البطة المستاءة والقيم التربوية
- نبيل طنوس يقتفي أثر الفراشة في اليوم السابع
- المرأة الفلسطينية واقع وتطلعات لزهيرة كمال
- أنيسة درويش في اليوم السابع
- قصة -الأرجوحة- لمريم حمد في اليوم السابع
- من بين الصخور لجميل السلحوت في اليوم السابع
- ما بين الصخور (مرحلة عشتها) للأديب السلحوت


المزيد.....




- مصر.. عرض قطع أثرية تعود لـ700 ألف سنة بالمتحف الكبير (صور) ...
- إعلان الفائزين بجائزة كتارا للرواية العربية في دورتها العاشر ...
- روسيا.. العثور على آثار كنائس كاثوليكية في القرم تعود إلى ال ...
- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- -الأخ-.. يدخل الممثل المغربي يونس بواب عالم الإخراج السينمائ ...
- عودة كاميرون دياز إلى السينما بعد 11 عاما من الاعتزال -لاستع ...
- تهديد الفنانة هالة صدقي بفيديوهات غير لائقة.. والنيابة تصدر ...
- المغني الروسي شامان بصدد تسجيل العلامة التجارية -أنا روسي-
- عن تنابز السّاحات واستنزاف الذّات.. معاركنا التي يحبها العدو ...
- الشارقة تختار أحلام مستغانمي شخصية العام الثقافية


المزيد.....

- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / أحمد محمود أحمد سعيد
- إيقاعات متفردة على هامش روايات الكاتب السيد حافظ / منى عارف
- الخلاص - يا زمن الكلمة... الخوف الكلمة... الموت يا زمن ال ... / السيد حافظ
- والله زمان يامصر من المسرح السياسي تأليف السيد حافظ / السيد حافظ
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال ... / مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
- المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر ... / أحمد محمد الشريف
- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ديمة جمعة السمان - قصة الأطفال -السّنجابة والعُقاب- درس في التّسامح