أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن مدن - المسكوت عنه في مسألة التعددية الثقافية














المزيد.....

المسكوت عنه في مسألة التعددية الثقافية


حسن مدن

الحوار المتمدن-العدد: 6696 - 2020 / 10 / 6 - 00:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كما في السياسة، كذلك الحال في الثقافة، فإن القوي أو الغالب هو من صنع التاريخ. إن الدعوة إلى التعددية الثقافية لا تنبع فقط من الرغبة في الاعتراف بواقع راهن قائم، من سماته تعدد روافد الثقافة الإنسانية المعاصرة، وإنما أيضاً من الرغبة في الاعتراف بأن للتعددية الثقافية تاريخاً يمتد بعيداً، لولاه ما كان للثقافة الإنسانية الغنى الذي هي عليه اليوم.
واقع الحال يكشف عن أن طريقتي كتابة وتدريس تاريخ الثقافة مقيدتان بمقدار كبير بفكرة أن الرجال البيض، الرجال حصراً وليس النساء، هم من صنعوا هذه الثقافة. والإصرار على الرجال نابع من أن الاتجاهات والنزعات النسوية المعاصرة في الغرب تشكو هي الأخرى من تجاهل دور المرأة عامة، والمرأة في الغرب خاصة، بالنظر إلى أن هذه الاتجاهات تنشط في الغرب، في «خلق»، الثقافة الإنسانية، على أن الأساس في هذا التجاهل هو نفي أو تجاهل مساهمات الشعوب الملونة، في هذه الثقافة.
الانتقادات الموجهة للأسلوب الذي يتم به تدريس التاريخ والدراسات الثقافية حملت العديد من العلماء الأمريكان ذوي الأصول الإفريقية على القول بأن أصول الحضارة الغربية هي في إفريقيا، وإن العديد من الأفكار التي نعتقد أنها أتت من البيض إنما أتت في واقع الأمر من علماء ملونين أو سود.
وبالمثل أيضاً، فإن هذه الدعوة ترافقت مع دعوة أخرى إلى ضرورة الاعتراف بثنائية الثقافة، بمعنى أن النساء شاركن بمقدار لا يقل عن مشاركة الرجال في صنعها عبر التاريخ الإنساني المديد، فإسهامات المفكرات والفنانات والشاعرات والكاتبات وغيرهن قد تم التقليل من شأنها ومن قيمتها.
وفي نتيجة تزايد نضال أولئك الأكاديميين والمفكرين المنتمين إلى مدارس النقد الثقافي الجديدة، فإن بعض الجامعات والكليات في الولايات المتحدة، وفي بلدان أوروبية أخرى وسعت من مقرراتها في تاريخ الحضارة، وأضافت أعمالاً للمفكرين والفنانين الذين لا يتحدرون من العرق الأبيض، وسط مقاومة ضارية تطلقها الاتجاهات المحافظة التي تجادل في أن تكون هناك أسماء ومساهمات مهمة خارج أوروبا أو الغرب عامة وجرى تجاهلها.
وتكشف بعض الدراسات عن ميول متنامية لمعاقبة الأساتذة الجامعيين والكتاب ذوي الميول الديمقراطية الذين يدعون إلى توسيع نطاق الثقافة ليشمل من هم ليسوا بيضاً، تحت ذريعة أنهم «يؤدلجون» الثقافة أو يحطون من مكانتها، وهذه ليست سوى ذريعة للتستر على نزعات عنصرية محكومة بعقدة التفوق الغربي.



#حسن_مدن (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كتاب يوثق تاريخ المرأة البحرينية في القرن العشرين
- المجتمع المدني بين التقديس والشيطنة
- قصص من العالم
- نحن والدولة
- المنفى الجماعي
- صلاح جاهين .. اليومي والمتخيّل
- كيف صنع جمال عبدالناصر مساري
- مرقد الطاغية
- الشجاعة المفتقدة في كتابة تاريخنا البحريني
- كائنات نجيب محفوظ
- عبدالله العروي والخانات الثلاث
- أناييس نن - شظية من هنا، شظية من هناك
- عبودية الآلة كما رآها أوسكار وايلد
- قسمة ضيزى
- المشي الحر
- غواية الشحرور الأبيض
- ذبابة سقراط
- ما القضية التي تشغلنا
- في قلوب الناس باقٍ - الفنان سلمان زيمان: أشعل ذاكرة لن تنطفى ...
- الأطباء الحفاة


المزيد.....




- ماكرون يطرد 12 موظفا في الدبلوماسية ويستدعي سفير بلاده في ال ...
- ابنتا بوعلام صنصال تطالبان ماكرون السعي لإطلاق سراح والدهما ...
- الجميع -هدف مشروع-.. محللة توضح أهمية الفاشر لـ-الدعم السريع ...
- إسرائيل: لن تدخل أية مساعدات قريبا إلى غزة للضغط على حماس
- عباس إلى دمشق الجمعة المقبل للقاء نظيره الشرع
- الداخلية التركية تعلن القبض على 89 إرهابيا يشتبه بهم بالانتم ...
- إسرائيل تفرج عن 10 أسرى فلسطينيين من قطاع غزة
- الحكومة اللبنانية تطلق مشروع إعادة تأهيل طريق المطار
- شاهد.. -سرايا القدس- تعرض مشاهد من قصف استهدف الجيش الإسرائي ...
- بكين تمدّ جسورًا مع جنوب شرق آسيا


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن مدن - المسكوت عنه في مسألة التعددية الثقافية