|
العنصريّة ضد السافرات -اسمها محمد 3-
لمى محمد
كاتبة، طبيبة نفسية أخصائية طب نفسي جسدي-طب نفسي تجميلي، ناشطة حقوق إنسان
(Lama Muhammad)
الحوار المتمدن-العدد: 6695 - 2020 / 10 / 5 - 00:29
المحور:
الادب والفن
ما يحدث في هذا العالم من جنون.. كفيلٌ بجعلك تُصِّرُّ على أحلامك، فهي صلواتُ نجاتك.. التي لا تطرق إلّا باب السماء.
لقائي الأول مع هبة كان افتراضيّاً.. كنّا من مجموعة كُتّاب عرب رفعوا دعوى قضائية ضد الفضاء الأزرق… فالافتراض أصبح محكوماً في كثير من حالاته بمتزمتين يدّعون الإسلام، ويريدون تعميم أفكارهم حول الحياة، الدين، والإيمان.. انفجار الوضع في الافتراض قريب جداً.. فلا يمكن للعولمة أن تُحكم بعقول جاهليّة.
-المتزمتون الذين يعملون مع منظمة الفيسبوك من نفس البيئة الثقافية لنا.. لكن بتوجهات سياسية عنصرية، و (أجندات) متعصبة.. يحاولون تنحية صفحاتنا، لا لشيء فقط لأنها تنادي بالسلام وتقف ضد العنصريّة... -أخبريني ماحدث؟
ببساطة: ما حدث ويحدث: تحديد لوصول منشورات الصفحة إلى متابعيها -بدأ هذا يحدث بالتدريج، وتفاقم جداً في العامين الأخيرين.. ثم تم رفض توثيق الصفحة بعد شهر من الأخذ والرد.. قالوا أنهم يرفضون التوثيق بسبب الاسم... اتصلتُ بالمحامي، الذي بدوره اتصل بهم.. قالوا أنّ اللقب في الصفحة غير متوافق مع صور صاحبتها ولا مع تكتبه.. وهم يشكون في وجود صاحبة الصفحة أصلاً، لأنها لا تنشر صورها إلا نادراً…
أجل.. في نظر المتزمتين الذين يحتلون إدارة الصفحات الناطقة بالعربية في الفيسبوك، فإن اسم محمد يجب أن يترافق مع حجاب رأس. صدقي: لم يقبل المتزمت توثيق الصفحة باسمي كإنسانة سافرة تكتب روايات في الثالوث المحرم.. وطلب تغيير الاسم الذي أحبه وأفخر به.. والآن يجب على إرفاق منشوراتي بصوري.. ضحكتُ وتابعتُ: لم أفعل ذلك من عشر سنوات، عندما كنت أصغر وأجمل ..
ضحكت هبة، وقالت:
-يريدون إعطاء صورة نمطية غير صحيحة عن كلّ المسلمين.. يرفضوننا لأننا بلا حجاب عقل.. قبل رفضنا لأننا بلا حجاب رأس.. عنصريّة الأزرق تؤذي مستقبل أطفالنا قبل حريّات المثقفين العرب...
-قلتُ سابقاً إن صمتنا على تحويل الحجاب إلى ركن ديني مقدمة لتكفير المؤمنين، وأننا يجب أن ننادي بإعمال العقل، بالمساواة، بعبادة الله لا أصنام الموروث.
-الوضع في الشرق أصعب.. لا قانون يحمينا…
- اكتبي لهم أيضاً..يا هبة، خاطبي عقولهم المتزمتة..
- لا أكتب لهم، بل لأطفالهم كي لا يصبحوا مثلهم.. لكننا في العراق ملزمون بالصمت في حالات كثيرة.. حكم الأحزاب، سياسات القبائل تقتل صوتنا قبلنا… حربنا معهم كحربنا ضد ملوكهم.. نحن باقون هنا، و سنبقى نكتب ولو حددوا انتشار الصفحات، حذفوا أكثر، ومارسوا طرقهم الملتوية في إرهاب أقلامنا.
-أقولها وأعيدها: اللباس حريّة شخصيّة، عادات، تقاليد، بيئة مناسبة، متوافق مع الفصول الأربعة .. لا أكثر ولا أقل.. الدين معاملة، وعلاقة شخصيّة بين العبد وربه.. والإيمان مخافة الله في العلم، العمل وقول الحق.
إدارة الفيسبوك يجب أن تجري امتحان عنصرية للعاملين لديها وخاصة متحدثي العربية و مدعيّ الإسلام.. ومتثاقفو (العرب) المتحزبون يجب أن يتعلموا حماية المستقبل بدلاً من الجدال حول الماضي... **************
العلاقة بين ديار وعمّار كعلاقة الحكّام العرب مع بعضهم.. على الرغم من اتفاقهم الضمني يختلقون العداوة و يحاولون بشتى الطرق مجادلة بعضهم، نرجسيّة الشخص الأوحد تحرك حتى ألسنتهم...
في حوارهم الأخير الذي دونته عبير، وأرسلته ل هبة مع ابتسامة.. تجادلوا طويلاً حول مسألة بسيطة لكنها تعد من أهم أسباب مشاكل العرب.
قال ديار: -سألني جاركم عن ديني.. غريب كيف يظنّ نفسه إلَهاً؟ في أمريكا هي وقاحة وعنصريّة أن تسأل شخص عن دينه.. عن معتقده.. أو عن علاقته مع ربه.. ومع هذا مازالوا في بداية طريق محاربة العنصريّة...
أما غالب العرب، فينصبون أنفسهم وكلاء لله في الأرض.. ويقومون بعنصريّة بغيضة ليس فقط بسؤالك عن كل ما سبق، بل بحملة لإقناعك بأنهم على حق والعالم كله خطأ…
-تبالغ يا ديار.. تبالغ.. الرجل ما قصد شراً.. و السؤال عادي في ثقافة غمس ذكور الدين لحاهم وأشياء أخرى في كل أطباقها…
ابتسم ديار: - فعلاً غمسوا أشياء أخرى في كل شيء..اسمع.. لم تكتمل المصيبة بعد..
-ماذا أيضاً؟
-كثير من العرب فوق كل ذلك يظنون أن تخلف البلاد العربيّة سببه الوحيد العدو الخارجي.. وأنهم أفضل أمة أُخرِجَت للناس…
-أسمعُ في كلامك نبرة حقد.. وهذا لايجوز أنا وأنت نعلم أنّ العرب كقوميّة رمز الطيبة و الكرم.. ساء حظهم عندما خلطوا الدين بالسياسة…
-الطريق إلى (الحروب) معبد بالنوايا الحسنة.. هذا السؤال عنصريّ جداً.. ما الذي يعني أي شخص في علاقة الآخر مع ربه؟ الدين معاملة.. و اهتمام بشؤون حياة صاحبه الخاصة.. متى ما تعمم أصبح أداة للمرآة والنفاق. ثم .. هي ليست نبرة حقد.. بل حزن.. حزن غاضب يا صديقي.. والحزن عندما يغضب يخلط المشاعر، ويشوه النبرات. ************
لم تكن طفولتها عاديّة.. بل كانت حالمة.. عاشتها في بلدان كثيرة بحكم أحلام والدها الكبيرة بحياة كريمة لثلاثة أطفال، وأحلام أمها الأكبر بمستقبل كبير للثلاثة.. سكنوا كثيراً من البيوت حول العالم...
- الناس يتشابهون حول العالم، تختلف قوانين البلدان فقط… شيء آخر لم يختلف كان ل لقبها حصة كبيرة فيما يعتقده الناس عنها… في الجزائر اعتادوا بمناداتها محمد.. وهو لقب العائلة الذي توارثته عن الجد الأكبر.. الجد نفسه الذي لم يصلِ بطريقة المسلمين الشائعة، بل بطريقة تخصه والله فقط…
كانت في التاسعة عندما قالوا لها: -من السائد هنا أن نناديكم جميعاً في المدرسة بلقبكم.. من اليوم أنتِ اسمك محمد… -لكن محمد اسم رجل وأنا بنت.. شاهدوا ضفائري… ابتسمت المعلمة: -أعرف.. هكذا هي التقاليد هنا.. أنت أحلى البنات.. ويجب أن تكوني من الأشطر أيضاً.. يا محمد .. سمعتني؟ -سمعتكِ معلمتي.. فهمت…
الحياة في الجزائر أيام الثمانينات غريبة عجيبة.. التطرف يملأ الأمكنة بالأفاعي.. أجل.. العنصريّة التي يصنعها التطرف أفعى.. تنسل وتحكم على المستقبل بعدم الأمان… وفيما يحاول البسطاء مناقشة وجود فيل التخلف في البلاد، تتناسل الأفاعي و سمومها، فنبقى خارج التاريخ، وإن دخلناه.. دخلناه حروباً…
يتبع...
من رواية"اسمها محمد" بقلم: لمى محمد
-تحمل بين صفحاتها الجزء الثالث من رواية عليّ السوري.
الجزء الأول: علي السوري-الحب بالأزرق الجزء الثاني: بغددة_سلالم_القُرَّاص
#لمى_محمد #عليّ_السوريّ #الحب_بالأزرق #بغددة_سلالم_القُرَّاص #اسمها_محمد
#لمى_محمد (هاشتاغ)
Lama_Muhammad#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حبال الأمل- اسمها محمد 2-
-
اسمها محمد -عودة إلى البدايات 1-
-
قال الله.. ربيع العربي-بساطة 16-
-
قال الله.. الدين المقلوب-بساطة 15-
-
الحاكمة (المنتخبة)- أعرفكِ 4-
-
لا نستطيع أن نتنفس -أعرفكِ 3-
-
أنتِ أهم مما تتخيلين -أعرفكِ 2-
-
أعرف أسراركِ كلها -أعرفكِ 1-
-
المثليّة الجنسيّة والبدع المتفق عليها -بساطة 14-
-
وصفة سعادة- بساطة13-
-
يا أعزائي كلنا يهود -بساطة12-
-
أمّا آن الأوان لينزل الأباطرة عن عروشهم!- بساطة 11-
-
لمى محمد - كاتبة وطبيبة أخصائية في الطب النفسي و الجسدي - في
...
-
عندما شُفِيتُ من (الكورونا)… -بساطة 11-
-
الخوف و خفايا الكورونا -بساطة 10-
-
مالم يقال عن الكورونا - بساطة 9-
-
كورونا ليس جديداً -بساطة 8-
-
بَغْدَدَة.. سَلَالِمُ القُرَّاص -1-
-
وأمّا بنعمة ربك فحدّث - بساطة 7-
-
صينية الفرن- بساطة 6-
المزيد.....
-
دور غير متوقع للموسيقى في نمو الجنين!
-
الممثلة السعودية ميلا الزهراني بمسلسل -فضة- في رمضان
-
منظمة -الرواية اليهودية الجديدة- تندد بشكل لا لبس فيه خطة تر
...
-
أفراد يحتجون.. إطلالة على علم النفس الاجتماعي للاحتجاج
-
الشرطة تناشد الشهود لتزويدها بأفلام وصور إطلاق النار في المد
...
-
المشهور الغامض.. وفاة الفنان المصري صالح العويل
-
جسد شخصيته في فيلم -الشبكة الاجتماعية-.. جيسي أيزنبرغ لا يري
...
-
مع ختام معرض الكتاب.. متى يعلن وزير الثقافة واتحاد الناشرين
...
-
لوحات 18 فنانا مصريا تشارك في معرض لوحة في كل بيت بأتيليه جد
...
-
وفاة الفنان المصري الكبير صالح العويل
المزيد.....
-
مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111
/ مصطفى رمضاني
-
جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
رضاب سام
/ سجاد حسن عواد
-
اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110
/ وردة عطابي - إشراق عماري
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
المزيد.....
|